الجمعة، نوفمبر 30، 2007

مــــحـــمــــــود درويـــــش لا تـــســتــلــمــهــا



مــــحـــمــــــود درويـــــش لا تـــســتــلــمــهــا



في نيسان من العام 2000 منحت الدولة التونسية، الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "الصنف الأول من الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي" تقديرا لما قدمه من إضافات متميزة للشعر العربي. وقد قلد الجنرال بن علي شخصياً هذا الوسام إلى الشاعر الفلسطيني بحضور العديد من وسائل الإعلام التي نقلت بدورها إلى أرجاء العالم تلك الصورة الشهيرة والغريبة لمحمود درويش يقف منتصباً في مقابل الديكتاتور التونسي، في حين يقوم الأخير بتعليق وسام الاستحقاق بفرح ظاهر على صدر واحد من أكبر الشعراء العرب المعاصرين.
يومها قيل وكتب الكثير في مغزى هذا الحدث، من حول من تكرّم ومن أهين؟ في هذا التبادل الرمزي الذي جمع قمة الهرم السلطوي التونسي مع واحد من أبرز ممثلي الأدب الفلسطيني والشعر العربي. ومن بين الحجج التي سيقت وقتها في تبرير قبول درويش استلام مثل هذه الجائزة، القول بأن الدولة التونسية، بمؤسساتها وتاريخها، هي التي كرمت محمود درويش وكرمت من خلاله الأدب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وأن تاريخية العلاقات التونسية - الفلسطينية لا تسمح للشاعر برفض هذا التكريم. وقيل أيضاً ان محمود درويش لم يكن يعرف حين قدومه إلى تونس لتسلم الجائزة، أن الرئيس بن علي شخصياً هو من سيقلده هذا الوسام على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام وعدسات الكاميرات. كما قيل وكتب الكثير عن الالتزامات والضرورات البروتوكولية المفروضة على محمود درويش دون غيره من المبدعين العرب نتيجة البعد المزدوج الذي يجسده درويش كواحد من أكبر شعراء العربية من جهة وكأحد أهم ممثلي القضية الفلسطينية والثقافة الفلسطينية في العالم من جهة أخرى.
الأكيد أن هذا الدور المزدوج لم يرق يوماً لمحمود درويش وظل يرفض على الدوام أن يتم سجنه، هو وشعره، في هذه الهوية الضيقة التي اسمها "شاعر القضية الفلسطينية". وحتى عندما قبل أن يتبوأ في فترة محددة منصباً رسمياً كعضو في اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية فإنه لم يلبث أن استقال منه غداة توقيع اتفاقات أوسلو، مفضلاً أن يبقى بشخصه وشعره ورمزيته بعيداً من التباسات اتفاقات أوسلو وتعقيداتها.
لكن التباسات علاقة الشاعر بالسلطان، عادت من جديد لتلقي بظلالها على سيرورة محمود درويش ولتنتقص من علو المكانة الرمزية التي تبوأها عن جدارة بشعره وإبداعه وفلسطينيته، ولتسيء إلى هامش الاستقلالية، الضيق والهش ولكن الحقيقي، الذي نجحت الثقافة العربية في تكريسه خلال العقود الماضية في مواجهة السلطات السياسية المستبدة.
الأنباء الآتية من تونس تفيد بأن الرئيس زين العابدين بن علي قرر أن يمنح شخصياً الشاعر الفلسطيني الكبير "جائزة 7 نوفمبر للإبداع" لمناسبة احتفال تونس بالذكرى العشرين لتولي الرئيس بن علي السلطة خلفا للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. ففي خطاب ألقاه في هذه المناسبة وخصص جزأه الأكبر لمديح الذات وعرض المنجزات، افتتح الرئيس التونسي كلمته بالعبارات الآتية:
"يسعدني بهذه المناسبة المجيدة أن أمنح "جائزة 7 نوفمبر للإبداع" للشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش الذي نقدر إبداعه ونضاله ووفاءه لقضية شعبه ولمبادئ العدل والحرية في العالم، فقد كانت كلماته دوما تعبيرا خالص الصدق عن إرادة الشعب الفلسطيني الشقيق وكفاحه. وإذ أهنئه بهذا التكريم، فإني أحيي من خلاله كل المبدعين الفلسطينيين مقدرا لهم صمودهم ومكبرا عطاءهم الذي لم ينضب رغم صعوبة أوضاعهم".
والحقيقة أن هذه الجائزة لا علاقة لها بالإبداع بشيء وإنما هي تحتفي بوصول الجنرال التونسي إلى السلطة بفضل انقلاب ابيض نفذه بحكم سيطرته على الجيش وقوى الأمن ووجد مخرجاً شرعياً له تقرير طبي محرّر من قبل سبعة أطباء مباشرين للرئيس بورقيبة يقرّ عجزه التام عن الاضطلاع بمهماته. وخلال السنوات العشرين الماضية وتحت مسمى دولة القانون تم تدعيم الدولة البوليسية وامتلأت السجون بالمعارضين السياسيين من كل الاتجاهات وتم تعديل الدستور بشكل يسمح لزين العابدين بن علي بتجديد ولايته إلى ما شاء بحيث تم انتخابه أربع مرات حتى الآن ودائماً بنسب تزيد عن التسعين في المئة.
الأنباء الآتية من تونس تفيد أن الشاعر الفلسطيني وافق على استلام هذه الجائزة من الرئيس التونسي شخصياً، وهو الآن في طريقه إلى تونس للمشاركة بفاعليات مهرجان أيام قرطاج المسرحية التي تنعقد لمدة أسبوع انطلاقا من 30 تشرين الثاني، والتي ستحتفي به وبمسرح "الصمود" في إشارة إلى المسرح العراقي والمسرحين الفلسطيني واللبناني.
في نيسان 2000، قيل إن محمود درويش تفاجأ بوجود وسائل الإعلام لحظة تقليده الوسام من زين العابدين بن علي، وأنه تم إحراجه ليدلي ببعض كلمات المديح فارتبك وصرح بالآتي: "لقد فاجأني السيد الرئيس بهذه الهدية الثمينة وأربك لغتي ولكن لم يربك عاطفتي تجاهه وتجاه تونس وتجاه الشعب التونسي بكل فئاته لأشعر بسعادة وامتنان كبيرين في حمل هذا الوسام الذي يعبر بالنسبة لي عن العلاقة النوعيّة بين الشعب التونسي والشعب الفلسطيني الذي يعتبر تونس إحدى مرجعياته العاطفيّة. أشعر بامتلاء بالإحساس بالمسؤوليّة والامتنان للسيد الرئيس والشعب التونسي بكل فئاته من أساتذة وطلبة وشغالين الذين ملأوني في هذه الزيارة كما ملأوني في غيرها بكل مشاعر المحبّة والمودة مما يعمق انتمائي العاطفي والمعنوي إلى بلدي الثاني تونس" (نص التصريح موجود على الموقع الرسمي للرئاسة التونسية!).
تراه ماذا سيقول الشاعر الفلسطيني الأكبر هذه المرة وهو يتسلم جائزة تحتفي بوصول الجنرال بن علي إلى السلطة بانقلابه الأبيض؟ ماذا سيقول للمعتقلين السياسيين التونسيين والمعتقلين السياسيين العرب؟ ماذا سيقول للمعتقلين السياسيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟ هل سيقول لهم أنشودته الجميلة:
"يا دامي العينين، والكفين!
إن الليل زائلْ
لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ
ولا زَرَدُ السلاسلْ!
نيرون مات، ولم تمت روما...
بعينيها تقاتلْ!
وحبوبُ سنبلةٍ تموت
ستملأُ الوادي سنابلْ... !"
أم أن التطور النوعي الذي طرأ على شكل وبناء ولغة قصيدته بعيداً من المباشرة والغنائية، أبعدها بدوره عن قيم العدالة والاستقلالية والتحدي التي طالما ميزت المثقف النقدي في وجه الاستبداد.
إن شرف الثقافة العربية واستقلاليتها اليوم على المحك، وهي إن كانت ستتلطخ هذه المرة أيضاً بأوحال الديكتاتورية، فإنها قادرة مع ذلك على غسل عارها بأفعال من مثل تلك التي أقدم عليها صنع الله إبرهيم.
فإن لم يكن من أجل هذه الثقافة المنكوبة بالاستبداد، فمن أجلك أنت محمود درويش، لا تستلمها. أعرف أنك ستستلمها، لكن من أجل قهوة حورية وعيني ريتا والقيود في معصمي مروان ووفاء للصداقة في قلوب فاروق وصبحي والياس وفيصل... لا تستلمها...

محمد علي الأتاسي

http://www.annahar.com/content.php?priority=2&table=kadaya&type=kadaya&day=Thu

الخميس، نوفمبر 29، 2007

تضامنا مع نجيب ساوريس ودفاعا عن مصر حرّية الرآي وحقّ المواطنة


نجيب ساوريس

مرّة أخرى يتبيّن مدى حاجة مجتمعاتنا العربية الى العلمانية. اذ هاجمت قوى الظلام المتحكّمة أكثر فأكثر في رقاب "أمّ الدنيا" ، مصر الحضارة والثقافة وقلعة العروبة في العصر الحديث، رجل الأعمال المصري المعروف نجيب ساوريس بسبب تعبيره عن رأيه في انتشار الخمار. كما نُقل عنه قوله -وهو مانفاه على كلّ حال- أنّه سيسعى الى التصدّي الى هذه الظاهرة بإنشاء قناتين فضائيتين، الأولى إخبارية والثانية فنّية تعرض أفلاما لا تخضع للرقابة الأخلاقوية للكهنة المسلمين الجدد من مشايخ الأزهر الرجعيين .

فسرعان ما هبّت العاصفة، وبدأ بعض الإسلاميين في اطلاق حملات المقاطعة للرجل ولشركاته في حركة غريزية، أشبه ماتكون بتحرّكات قطعان الأغنام، التي كثر انتشارها في مجتمعاتنا... كما انقضّ على الرجل|الفريسة زعيم الإنتهازيين المصريين الصحفي القومجي - مع احترامي للقوميين الديمقراطيين الشرفاء- مصطفى بكري، المدافع الأكبر عن جرائم نظام صدّام حسين، وهو نفس الشخص الذي ما انفكّ ينشر على صفحات جريدته مقالات اشهارية للنظام التونسي، بل ولحوارات مع أمثاله من القومجيين التونسيين المدافعين عن استبداد نظام صدّام ونظام بن علي ايضًا -جامعين بذلك الحسنيين كما يقال- وعلى رأسهم الصحفية
بجريدة "الشروق"، البعثوية فاطمة الكرّاي.

قامت الدنيا ولم تقعد اذا، لأنّ ساوريس عبّر عن رأيه كأيّ مواطن مصري واع في مسألة تهمّ المجتمع الذي يعيش فيه. اذ انبرت خفافيش الظلام وضباع الإنتهازية لتنهش من لحمه ولتحذّره من "التدخّل في شؤون المسلمين لأنّه مسيحي"!

أيّ تخلف أكبر من هذا؟!، الجماعة صاروا ينظّرون للطائفية بين أبناء المجتمع الواحد. يريدون منّا ان نعيش داخل كنتونات ثقافية، منعزلين عن بعضنا البعض بسبب الإختلاف في الدين أو المذهب، وان لا نتحدّث الاّ بما يوافق عليه رجال الدين المحافظين الذين نصّبوا أنفسهم أوصياءً على المجتمع. ولا غرابة في انّ بعض المتّحدّثين بإسم الكنيسة القبطية ساندوا بشكل غير مباشر هذه الحملة، فالسعي واحد على ما يبدو عند رجال الدين المصريين، مسلمين ومسيحيين، فكلا الطرفين يريد ان يحتكر لنفسه حقّ التحدّث بإسم أتباع ديانته وان كان لم ينتخبهم منهم أحد، وبالرغم من أنّه يوجد فيهم من هو مسيحي أو مسلم ثقافة ووراثة فقط، وايضا العلماني والملحد... عار على مصر التي شغلت العرب والعالم منذ القدم بتقدّمها وبريادتها السياسية والثقافية والفنّية، مصر التي خاض فيها حزب الوفد، ومن بعده الزعيم القومي الشريف جمال عبد الناصر،
معركة الإستقلال دون أدنى تمييز بين مسلم ومسيحي، تصير اليوم مقبرة للحرّية ومرتعا للظلامية الدينية والطائفية .

لا أعرف الكثير عن شخص ساوريس ولا عن مواقفه السياسية، اذ قد يكون متواطئا مع السياسات الإستبدادية للنظام المصري، ففي ظلّ أنظمتنا الفاسدة لا مناص من ان تحوم بعض الشبهات حول ايّ رجل-أو امرأة- أعمال ناجح-ة. لكن دفاعي عنه هو من منطلق ايماني بحقّه في الإختلاف وايضا في الدفاع عن أفكاره وعمّا يراه أصلح لمجتمعه . فحتّى في حال صحّة سعيه الى بعث قناة فضائية
تواجه " تزايد النزعة المحافظة اجتماعياً ودينياً في مصر"، كما نقل عنه، فإنّ ذلك من حقّه بنفس القدر الذي يُقبل به وجود قنوات محافظة -الى حدّ الرجعية أحيانا- تدافع عن التديّن والخمار كقناة "اقرأ" وغيرها. كما انّ دفاعي عنه، هو من منطلق المناكفة عن حرّية أيّ فرد من المجتمع في التعبير عن أفكاره وأرائه ، بما في ذلك الإسلاميين الذين أعتبرهم خصوما فكريين -لا أعداء- للمشروع الديمقراطي العربي في صيغته القومية اليسارية العلمانية، مع إمكانية ان يكونوا حلفاء سياسيين في معركة إرساء الديمقراطية.

والأهمّ من كلّ ذلك، هو وجوب الإشارة في هذا المقام، الى الدور المشبوه الذي قامت به قناة "العربية" التي نشرت الخبر بلغة طائفية مقيتة على موقعها - أنظر نصّ الخبر أسفل المقال-. وهو أمر غير غريب عن قناة أِنشأت خصيصًا للتصدّي للخطاب الإعلامي التحرّري الوطني والتنويري-الى حدّ- لقناة الجزيرة، ولتسويق احتلال العراق ودعم مشاريع "الفوضى الخلاقة" و"الشرق الأوسط الجديد" الأمريكييّن، القائميْن على تأجيج نار النزعات الطائفية والمذهبية في المنطقة وتفتيت هويّتها العربية، العلمانية بطبعها. كما يجب التنديد مرّة أخرى بمسؤولية النظام المصري المستبدّ، كغيره من الأنظمة العربية، المستغلّ لموجة التدّين في المجتمع، لسكوته عن تجاوزات رجال الدين والإسلاميين المتشدّدين الذين نجحوا في التسلّل منذ سنوات الى مراكز هامّة في النظام الثقافي والتعليمي، وحتّى السياسي، بمصر، تحت أنظر أعينه المتواطئة كنظام لا يهمّه سوى الحفاظ على وجوده وعلى امتيازات المتمّعشين منه وان ذهب المجتمع، ومعه التقدّم والحضارة ومكتسبات عصر النهضة...، هباء منثورا...


مقال من موقع الشفّاف حول "خبر" قناة العربية

قال إن فضائيتيه الجديدتين ليستا لمحاربة المحجبات

ساويرس: حديثي كان عن انتشار الحجاب الايراني بين المصريات

الاربعاء 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007

الخبر التالي منقول من "العربية". وكان سبقه مقال بعنوان: "ملياردير مسيحي مصري ينوي إطلاق فضائيتين لمواجهة تزايد المحجبات". وهذا العنوان يذكّر بموضوع سابق نشرته العربية عن "مدرّس جزائري" (شخص واحد) اعتنق المذهب الشيعي، ولم نفهم يومها لماذا يتحوّل حق شخص واحد (وليس مقاطعة أو شعب، أو قبيلة..)في تغيير مذهبه إلى موضوع إخباري.

فلو كان نجيب ساويرس مليارديراً مصرياً أو سعودياً أو.. وأراد أن يفتح فضائية لنشر الحجاب، فإننا نفترض أن العربية كانت اختارت عنواناً من نوع "الملياردير الفلاني يخصص الملايين للدفاع عن الفضيلة أو للدفاع عن الدين الحنيف، أو "في سبيل الدين"! ما المشكلة إذا كان متموّل قبطي يريد أن يكافح إنتشار "الحجاب" الإيراني أو غير الإيراني. صديقنا جمال البنّا يكافح "الحجاب" بكتاباته، فلماذا لا يقال "مسلم سنّي مصري (طفران) يكتب مقالات وكتباً لمواجهة تزايد المحجّبات"؟؟ الكاتب المصري ولي الدين يكن (في عهد السلطان العثماني عبد الحميد) كان ضد الحجاب، ومثله، في يومنا، عشرات الملايين من النساء في لبنان وسوريا ومصر وماليزيا وإندونيسيا وتونس و,,,).

بالمناسبة، نحن أيضاً ضد الحجاب الإيراني، على الأقل تضامناً مع ألوف الإيرانيات اللواتي اعتقلهنّ بوليس أحمد نجاد

إذا كانت فضائيات نجيب ساويريس ستحضّ العرب على التقدّم ليصبحوا في مستوى.. باكستان، حيث خرج 2،5 مليون شخص لاستقبال السيدة بنازير بوتو، فنحن نرحّب بها.

*

السبت، نوفمبر 24، 2007

قصيدة جديدة لأحمد فؤاد نجم : "من حسني مبارك إلى شعب مصر"


شعر حسني مبارك .. إهداء إلى شعب مصر




ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي ياحاطّك في جيبي يابن الحلال

ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر ياساكن مقابر وصابر وعال

ياواكل سمومك يابايع هدومك ياحامل همومك وشايل جبال

ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم وفي الفقر عايم وحاله ده حال

احبّك محشّش مفرفش مطنّش ودايخ مدروخ واخر انسطال

احبّك مكبّر دماغك مخدّر ممّشي امورك كده باتّكال

واحبّ اللي ينصب واحبّ اللي يكدب واحبّ اللي ينهب ويسرق تلال

واحبّ اللي شايف وعارف وخايف وبالع لسانه وكاتم ماقال

واحبّ اللي قافل عيونه المغفّل واحبّ البهايم واحبّ البغال

واحبّ اللي راضي واحبّ اللي فاضي واحبّ اللي عايز يربّي العيال

واحبّ اللي يائس واحبّ اللي بائس واحبّ اللي محبّط وشايف محال

واحبك تسافر وتبعد تهاجر وتبعت فلوسك دولار او ريال

واحبّك تطبّل تهلّل تهبل عشان مطش كوره وفيلم ومقال

واحبّك تأيّد تعضّض تمجّد توافق تنافق وتلحس نعال

تحضر نشادر تجمّع كوادر تلمّع تقمع تظبّط مجال

لكن لو تفكّر تخطّط تقّرر تشغّلي مخك وتفتح جدال

وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل وتنكش مسائل وتسأل سؤال

وعايز تنوّر وعايز تطوّر وتعمللي روحك مفرد رجال

ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك وراح تبقى عبره وتصبح مثال

هبهدل جنابك انت واللي جابك وهيكون عذابك ده فوق الاحتمال

وامرمط سعادتك واهزّأ سيادتك واخلّي كرامتك في حالة هزال

وتلبس قضّيه وتصبح رزيّه وباقي حياتك تعيش في انعزال

هتقبل هحبّك هترفض حلبّك هتطلع هتنزل هجيبلك جمااااال

أحمد فؤاد نجم

الخميس، نوفمبر 22، 2007

حوار مع عزمي بشارة حول كتابه الآخير " في المسآلة العربية ؛ مقدَمة لبيان ديمقراطي عربي

د. بشارة في مقابلة حصرية مع "فصل المقال" حول مكان كتابه الأخير "في المسآلة العربية" في مجمل إنتاجه الفكري..
خاص/ مكاتب "فصل المقال"
26/10/2007 11:29




قابلنا الدكتور عزمي بشارة بالبريد الإلكتروني، من هنا في صحيفة "فصل المقال"، وهو في عاصمة عربية. وهو يتجوّل بين عدة مدن وعواصم بينها الدوحة، حيث يمضي قسمًا كبيرًا من الوقت، وبيروت، وعمان، حيث يلتقي عائلته وأخوة من الداخل حينما يأتون للزيارة وغيرها. ما زالت نفس الهموم السياسية والثقافية تشغله، وقد أضيفت إليها هموم الحياة في المنفى، طبعًا، والتكيّف معها. التغيّرات تضيف صعوباتٍ، ولكنّ التغير الأساسي الإيجابي الوحيد الذي استطاع أن يُسمّيه هو أنه ارتاح من العمل البرلماني اليومي المباشر الذي استنزف وقتًا وجهدًا خاصًا في السنوات العشر الأخيرة، وكان قد قرر الاستقالة في الداخل من دون منفى، في اللحظة التي اقتنع فيها بأنه قد تمأسس تقليد حقيقي في العمل البرلماني على النمط التجمعي الذي يجمع بين العمل على قضايا الناس والتمسّك بالموقف الوطني الديمقراطي، وذلك قبل بدء الملاحقة البوليسية الأخيرة، خاصة بعد أن نضجت كتلة "التجمع الوطني الديمقراطي" وأخذت دورًا فاعلا، ليتابع العمل السياسي بما فيه إيصال من يتابع هذا العمل في البرلمان.

ولكنه الآن في المنفى القسريّ الذي أدى الى أن يقدم استقالته وكأنها في سياق هذا الموضوع. ومع أنّ د. عزمي بشارة لا يحبّ العودة إلى كتبه بعد إصدارها كأنها حمل نزل عن ظهره، فهو يُجري معنا هذه المقابلة حول الكتاب وقد أقنعناه بالقول إنّ القارئ قد يحتاج إلى تلخيص للخطوط الرئيسة كمرشد للقراءة.


- كيف تنتهي من العمل على كتاب جديد؟

د. بشارة: "أنهي الكتاب وأجمع كُلّ ما يتعلق به في صندوق أو أكثر، وأضعه على الرفّ وأنظف الطاولة. وهي عادة طاولة كبيرة؛ أحبّ طاولة السفرة مثلا، يُفرَد عليها كل شيء وتبقى مُحمّلة هكذا إلى حين الانتهاء من الكتاب، وأنتقل لكتابة مقالاتي والتزاماتي الأخرى في هذه الأثناء على طاولة المكتب أو طاولة المطبخ، أو غيرهما. أنظف الطاولة بعد أن أنهي الكتاب، بانتظار مشروع جديد أو كي أبدأ مشروعًا جديدًا، وهكذا. عمومًا هنالك طاولة واسعة للمشروع الذي أعمل عليه، ويبقى المكتب أو المطبخ لعملي اليومي ومقالاتي الأسبوعي
."


نعود إلى موضوع حوارنا الأساسي معه، كتابه الأخير، "في المسآلة العربية" مقدَمة لبيان ديمقراطي عربي"، فهو يستحق أكثر من مقابلة، لأنه مُلحّ وهام وذو علاقة مباشرة بهموم العرب الحالية.


منيفستو ديمقراطي

- تفاجأنا من صدور الكتاب بهذا السرعة؛ هل تفرغت فأصبح لديك وقت اكثر للكتابة؟

د. بشارة: "في الحقيقة لا، لم يُنجَز هذا العمل بسرعة بل ببطء نسبي. بدأت كتابة هذا الكتاب في الداخل، وإلا فما كنت لأنهيه بهذه السرعة. ولكن العمل اليوميّ السياسيّ والاجتماعيّ مع الناس، والحزبي أيضًا، عطل العمل وأعاقه عدة مرات، فكنت أتركه لشهور ثم أعود فأحتاج إلى وقت لولوج الموضوع من جديد. كانت مشكلة الكتابة في الداخل هي تقطع الوقت، وطبعًا الأعصاب. لم يتوفر لديّ ولا حتى مرة واحدة أن أجلس أكثر من يوم مُتواصل بطوله. وهذه طبعًا ليست ظروفًا لكتابة فكرية أو أدبية. فليس الهام توفر الوقت، فقط، بل تواصله. وقتي كان ليليا، أو في الصباح الباكر، وكنا نستغلّ الوقت فيلعب حولي أطفالي وأنا أكتب وأشاركهم اللعب، لأنها نفس أوقاتي النادرة في البيت؛ يجب أن أخصّصها للكتابة وللأولاد. تعرفون كيف كانت ظروف المنفى بداية، وإضافة إلى المنفى بحدّ ذاته، جاءت الضغوط والحملة التحريضية التي بلغت دركًا غير مسبوق، والتآمر، وضرورة التنسيق مع "التجمع" والحركة الوطنية والقومية عمومًا، والاهتمام بشؤون العائلة، طبعًا. لم أتمكن من التفرغ للكتابة إطلاقا، عدا كتابة المقالات. واحتجتُ إلى وقت في الخارج كي أعود إلى الكتاب. ولكن عندما عُدتُ إليه وجدتُ لأول مرة إمكانية العمل أسبوعًا كاملا متواصلا في بعض الأحيان"

.

- فهمنا من كلامك ومن المقدمة أنك قصدتَ كتابًا من جزئين، وأنك خلال العمل استبدلتَه بعمليْن، أي كتابيْن.

د. بشارة: "صحيح. تبيّن لي خلال العمل أنه من الأفضل إنجاز عمليْن. وفي المجمل، ما يربط الكتابين هو نفس ما يربطهما بعمل سابق رئيسي لي هو كتاب "المجتمع المدني". ولا مبرر لصدورهما كأجزاء. وهو في النهاية عمل فكري واحد، تطوير للفكر الديمقراطي والنظرية الديمقراطية من خلال دراسة الحالة العربية، وتطوير الفكر العربي من خلال دراسة نظرية الديمقراطية وتاريخها، ثم تطبيقها في السِّياق العربي. على كل حال أكّدتُ في هذا الكتاب وجود استثنائية عربية وليس إسلامية، عندما يتعلق الأمر بالانتقال إلى الديمقراطية. الخصوصية هي عربية ولذلك وضعتُ العنوان الرئيسي "المسألة العربية"، يليه عنوان فرعي هو "مقدمة لبيان ديمقراطي عربي".


- ما كاد الكتاب يصدر حتى قوبل بثناء على مستواه النظري والتحليلي والغنى المعرفي؛ ارنست خوري، من أسرة جريدة "الأخبار" في بيروت، أسماه "منفيستو ديمقراطي"، ولكنه أشار إلى كثرة المواضيع فيه والتي تحتاج كُلٍّ منها إلى مجلد. وقال إنّ التبرير الوحيد لمثل هذا العيب قد يكمن في تفصيل في الكتاب القادم الذي تعدنا به حول التدين والديمقراطية.

د. بشارة: "الكتاب هو دعوة للديمقراطية، وللتحوّل الديمقراطي، ولكنه يفند نظريات التحول الديمقراطي، ويدعو الديمقراطيين إلى عدم البناء على نظريات تقود بموجبها عمليات موضوعية إلى تحوّل ديمقراطي، كما يدعو إلى نبذ فكرة الاعتماد على الخارج، حيث يتم التدخل الخارجي في سياق مسألة قومية مفتوحة وفي تعارض معها، خلافا لحالتي اليابان وألمانيا. والكتاب لا يتهم الديمقراطيين جميعًا بمثل هذا الاعتماد على الخارج (كما نشأ انطباع عند برهان غليون، للأسف)، بل العكس؛ لقد قدّم الكتاب نماذجَ للجّمع بين الأجندة الوطنية والقومية والديمقراطية منذ بدايات الفكر العربي الحديث. الكتاب يفند ويدحض أمريْن: أولا، الاعتماد على تحوّل ديمقراطي من دون ديمقراطيين ومن دون عمل ديمقراطي، ومن دون حاجة لأن ينظم الديمقراطيين أنفسهم. امتحان القوى الديمقراطية هو في تنظيم نفسها وطرح برنامج ديمقراطي لإدارة البلد الذي يعيشون فيه، من دون التخلي عن الأجندات الوطنية؛ وثانيا، يُفند الكتاب مقولة إنّ الخيار هو بين قبول الاستبداد الداخلي والسعي للتدخل الخارجي، ويعتبرها خياراتٍ وهمية لا تؤدي إلى ديمقراطية كما تثبت التجربة. ومن أجل طرح الخيار الصحيح يجب رؤية المسألة القومية والخصوصية العربية ووضع الأجندة الديمقراطية"

.

أمّة ناجزة؟

- وماذا بالنسبة لكثرة المواضيع في الكتاب؟

د. بشارة: "هذه ليست كثرة مواضيع، بل هو نفس الموضوع ونفس الجهد. في الكتاب محاولة لتفنيد فكرة مُعيقات الديمقراطية كتفسير للاستثنائية العربية؛ أولاً، لأنّ عددها قد يكون غير مُتناهٍ وليست لدينا أدوات لنظرية شاملة في فهم أسباب التحوّل الديمقراطي حيث حصل، كي نحدد معيقاته. ولكن لدينا عوامل رئيسة ضرورية ولكنها غير كافية لنشوء الديمقراطية، ونحن نقلب الموضوع فنقول إنّ غيابها يعيق التحوّل الديمقراطي. حسنا، نعدد الرئيسة منها، كالاقتصاد، حيث لدينا نظرية الدولة الريعية، ولدينا مسألة الثقافة المساندة للديمقراطية وغيابها- هذا بعد أن فنّدنا فكرة أنّ الدين هو عائق، ولدينا بنية المجتمع العائلية والقبلية، ومواضيع عديدة أخرى. لا بدّ من معالجة هذه جميعًا، وليس تعدادها، فقط. والكتاب يعالجها ليس لغرض تسجيل فتح جديد فيها، بل كي يؤكد أنها مُعيقات، ونحن على دراية بوجودها. ولكن أيّا منها لا يصلح ليشكل نظرية تفسّر إعاقة التحوّل الديمقراطي في الوطن العربي. فقد توفرت هذه المعيقات في بلدان أخرى جرى فيها التحوّل الديمقراطي رغما عن وجودها. وثانيًا، لأنها لا تشكّل خصوصية عربية، وهي لذلك لا تُفهم وحدها، ومن هنا كانت الحاجة لشرحها وشرح أهميتها كعوائق. ولكنها لا تشكل خصوصية عربية. ولذلك انتقلنا إلى شرح القصور عن فهم دورها دون الخصوصية العربية، ألا وهي المسألة العربية"

.

- هل يعني هذا أنّ الكتاب يفهم أن العائق أمام التحوّل الديمقراطي هو عدم حلّ القضية القومية العربية من خلال الوحدة، مثلا؟

د. بشارة: "قطعا لا، فالكتاب دعوة للقوميين لأن يربطوا أنفسهم بأجندة ديمقراطية في كل قطر عربي، وللديمقراطيين أن يروْا أهمية المسألة العربية كعائق أمام التحوّل الديمقراطي. يجب فهم الديمقراطية كجزء من عملية بناء الامة، ويجب عدم انتظار تحقق أمّة ناجزة، والكتاب ينقض هذه الفكرة، ولا أدري كيف يمكن فهمه على أني أربط الديمقراطية بوجود أمّة ناجزة كما فعل أحد الأصدقاء.

"وبالعكس يعود الكتاب إلى جهد قمت به في الفصل حول القومية في كتاب المجتمع المدني من العام 1996، وقد صدر حتى الآن في أربع طبعات، منها واحدة صدرت في رام الله، ويجري الإعداد لطبعة ثانية في الداخل. ماذا قلتُ هناك، ميّزتُ بين القومية والأمة (وهو تمييز لم يكن قائمًا في الفكر القومي)، وحاولتُ تأسيس مفهوم الأمة على المواطنة بحيث تفصل القومية عن الدولة والمواطنة بعد تقرير المصير. ولكن هذا لا يعني أنه ليس هنالك دور للقومية كرابطة ثقافية وجماعة مُتخيلة حديثة وبأدوات حديثة تم تسييسها كبديل عن الرابطة العضوية العشائرية والقبلية في مقابل تسييس الرابطة الطائفية. فالتخلي عن القومية كرابطة قبل تحقيق الدولة أو أمة المواطنين هو عمل يُعيق التحوّل الديمقراطي، ويفعِّل كافة العوائق السابق ذكرها مثل: الدولة الريعية، العشيرة، الثقافة وغيرها، لتصبح أكثر من إعاقات للتحوّل الديمقراطي، فهي تصبح مدمرة في عملية انحلال مجتمعي"

.

- وهذا ما يجري في عصرنا؟

د. بشارة: "طبعا، الدولة القطرية دون القومية العربية حاليًا لم تبنِ أمة مواطنين، ولم تنشئ قومية بديلة للقومية العربية، وكان البديل هو الطوائف والعشائر. ولذلك لا ننتظر الوحدة العربية بل نعتبر القومية العربية هوية حداثية للأغلبية وكشرعية مجتمعية تسمح بالتعددية السياسية في داخلها عاملا مساعدًا في بناء الدولة الديمقراطية، القومية تنفي ذاتها في الأمة كجماعة المواطنين. وعدم حلّ المسألة القومية ولو على مستوى الوعي والعمل ديمقراطيًا في تعارض معها يُحوّل الدولة إلى غير شرعية تستند إلى الاستبداد والمجتمع إلى مجتمع طائفي وعشائري سياسيًا وليس اجتماعيًا فحسب".


- يختلف هذا الطرح عن الإيديولوجية القومية السائدة.

د. بشارة: "طبعًا، فأنا أعتبر الإيديولوجية القومية أحد مظاهر وجود المسألة العربية. ولكن هذا يعني التعامل بجدية مع الطاقة الهائلة لوجود الانتماء العربي عند الجماهير، ولتوحيد السوق الإعلامية والثقافية العربية التي تجري من دون أن يرمي إليها أحد، والطاقة السياسية الكامنة في "نحن" عربية تشكل لاصقا شرعيًا لمجتمع يسمح بالتعددية السياسية وليس تعددية الانتماءات والهويات فحسب، ثم تتوسع في عملية بناء أمة المواطنين. العروبة هنا ليست سعيًا للوحدة العربية وإهمالا للقضايا الآنية لكل مجتمع، بل هي تعامل مع القضايا في كل دولة ومجتمع، ونحن نعتبر بناء الديمقراطية في الدول العربية خطوة جوهرية على طريق التعاون العربي الاتحادي الحقيقي. وحتى في حينه يجب أن تبنى الأمة على المواطنة، والقومية هي طريق حديثة إلى هذه الحالة الحديثة للمجتمع والدولة، وتجاهلها يقود بالاتجاه المعاكس".


- نأسف أن نقطع هذه التداعيات لنسألك هل من جديد في الكتابة الأدبية؟ فهنالك من ينتظر ما سيأتي بعد كتابي "الحاجز"، و"حب في منطقة الظل". هل يتوفر لديك الوقت لها مع وجود مشروع الكتاب الثاني؟

د. بشارة: "لا أدري. الفترة كانت صعبة جدًا. وعدا صعوبة الانتقال المفاجئ دفعة واحدة ومن دون تحضير من بيئتي الأولى بعد هذا العمر، أخذًا بعين الاعتبار طريقة حياتي المكثفة جدًا في الداخل، ولا أظنّ أني بحاجة لأن أصفها لكم؛ عدا هذه الصعوبة فهنالك مسؤوليات كثيرة. فالمرء لا ينتقل ويُولد من جديد. الهموم والعواطف والجراح وجزء من المسؤوليات ينتقل معه. فقط من هذه الناحية السجن أسهل من المنفى لأنه لا يتضمن أعباءً ومسؤولياتٍ يُتوقَّع منك الاستمرار فيها وحلها رغم الظرف الصعب. ثم هنالك عدم الانقطاع عن الكتابة السياسية الأسبوعية ومشاريع البحث التي ذكرتها. ولا بد أن تصل اللحظة التي لن أستطيع فيها المواصلة من دون الكتابة الأدبية- فهي علاج ذاتي بالنسبة لي. وهذا ما جرى لي في الداخل؛ ففي فترة معينة لم يعُدْ مُمكنا الاستمرار من دون هذا العلاج. على كلّ حال عليّ أن أكتب مقاليْن كلّ أسبوع وأن أنهي هذا المشروع، وسوف نرى.

"جنوب لبنان بعد الحرب ترك في نفسي أثرًا كبيرًا وحبّذا لو أجد الوقت للكتابة عن التجربة الإنسانية في تلك الضيع والقرى. لا أدري، إن شاء الله، سوف نرى"

.

- هل انقطعت عما يجري في الداخل أم ما زلتَ تلتقي مع الناس من هنا؟

د. بشارة: "لا طبعًا، أنا في صورة الأوضاع قراءةً ومتابعةً، وألتقي غالبًا مع الناس والأصدقاء والعائلة وأتابع ما يجري بنفس الالتزام والاهتمام. فأنا أعتبر الحالة حالة منفى وليس أوطانا جديدة. تعرفون أنّ العالم العربي هو عالمي الثقافي والحضاري وقد توسّعت حلبة نشاطي فيه، ولكن هنالك بُعد إنساني وسياسي لمسألة المنفى كشعور وكموقف".