الخميس، أكتوبر 14، 2010
الخميس، سبتمبر 23، 2010
تأمّلات...
وأخيرًا! تجد نفسكَ امام خانة تحرير النصّ على شاشة حاسوبكَ. حقّقتَ إنجازًا هائلاً: تنقّلت من المبنى الذي حضرت فيه درس علم الإجتماع بواسطة المترو، ونجحت في تخطّي تلك الجيوش البشريّة الجرّارة في طريقك من المحطّة الى ملجئك غير السرّي (الذي تعمّدت ان تختاره هذه المرّة غير بعيد عن قاعة الدرس الموالي ربحًا للوقت. أحسنتَ واصل!) في إحدى طوابق المبنى "جي". وقبلها إستطعتَ ان تمرّ الى "المطعم" وتشتري شيئا لتأكله ( تخلّيت عن موقفك العدائي من "السوشي" الياباني، لأنّ نفسك عافت طعم السندويتشات بالدجاج وغيرها من المتشابهات).
ها أنتَ اخيرًا تخضع لرغبتكَ الجامحة في الكتابة "الذاتيّة". رغبة عادت إليك في الفترة الأخيرة. تحسّ بحاجة كبيرة كي تكتب. لماذا؟ لا تدري تحديدًا. تقول لنفسك ربّما لأنّك بحاجة الى ان "تفرّغ" ما في رأسك من افكار لا تجد لها مكانًا في نقاشات السياسة على الفيس بوك ولا في البيت أو في الجامعة. ربّما هي ايضا تعبير عن حاجة لتعبير إبداعي ما... وربّما هي ايضا مجرّد إشباع لنجرسيّتكَ لا أكثر ولا أقلّ.
لكنّك في المرّات السابقة تخلّيتَ عن هذا الترَف لأنّه كان عليك ان تكمل مسودّة ورقة للنقاش أو مقالا يجب ان يُنشَر غدًا أو ردًا على رفيق في نقاش تقدّر أنّه لا يجب ان يتأجّل أكثر... لكنّك بعد كلّ مرّة تحسّ بشيء من الندم يصاحب شعورك بالرضى لأنّكَ غلبّت عقلكَ و"أولويات المرحلة" على حاجاتك الذاتيّة... هذه المرّة لم تقوَ على المقاومَة.
يدأت الأفكار تضطرم داخل رأسكَ وأنت تغادر مسرعًا المبنى. خرجت من قاعة الدرس دون ان تتنظر صديقك الإفريقي الجديد. تشعر - محقًا- بأنّكَ ستضيّع الكثير من الوقت معه ولن تستطيع ان تنهي بعض المهام العاجلة قبل بداية الدرس الموالي. صديقكَ "ج." وصل قبل أسابيع قليلة الى مونتريال وهو يتلمّس طريقه بصعوبة في تجربته الجديدة. صحيح أنّكَ قدّمتَ له نصائح - تعتقد أنّها - مفيدة. وأنّكَ أعطيته عنوان ايمايلك كي يراسلكَ عليه مذكّرًا ان ترسل له نسخة من "السيرة الذاتية" المهنيّة الخاصّة بكَ. فهو يحتاج الى إعادة صياغة هذه الوثيقة على الطريقة الشمال أميكريّة المختلفة عن مثيلتها الفرنسيّة. هكذا أعلمتكَ زوجتكَ عندمَا تقدّمتَ لأوّل عمل هنا قبل ثلاث سنوات.
أحسست بتأنيب الضمير: كيف تفعل ذلك؟ كيف تهرب من صديق ربّما يحتاج اليكَ؟ لماذا؟ تجيب نفسك: لأنني بحاجة الى شيء من الوقت لأرسل دعوات للجسلة العامّة الخاصّة بالجمعيّة المناصرة لفلسطين التي تنشط صلبها بالجامعة. يعني تبرّر لنفسكَ هذا التخلّي عن هذا الصديق بنبل تلك القضيّة. ورغم وعيكَ بذلكَ لا تتوقّف عن السير بل تواصله مسرعا نحو محطّة الميترو. هناك تعترضك لافتة صغيرة كتب عليها بالفرنسيّة انّ "التسكّع ممنوع في هذا المكان". بعدها بخطوات قليلة تجد شقيقة لهَا تعلمكض بأنّك في رواق تجاري مراقب بالكاميرات. تحسّ بثقل النظام الرأسمالي في هذا المكان. أنتَ مرحبٌ بكَ فقط اذا كان عندكَ أموال تشتري بها اشياء لا تحتاجها غالبًا. لا غاية لوجودكَ هنا غير الإستهلاك.
لكنّكَ تفكّر أنّكَ ربّما بدوركَ صرت "ضحيّة" لهذا النظام. فماذا يعني أنّك تصير مهووسًا بالتحكّم في وقتكَ الى حدّ ان تهربَ من صديقكَ؟ آيُعقَل أنّ هذا النظام الطي تدّعي أنّك تتنقده وتحلم بتغييره قد اثرّ فيكَ الى هذه الدرجة؟!
تفكّر في كلّ ذلك وأنتَ واقف في صفّ طويل نسبيًا إنتظارًا لدوركَ كي تسحب مالاً من ماكينة صرف. نعم أنتَ بحاجة لهذه الآلة كي تأكل. تقول لنفسكَ أنّك بحاجة فعلاً للكتابة هذه المرّة.
تحاول إتمام هذه السطور عندما يخرج لكَ من العدم "صديق" آخر لم تكن ترغب في رؤيته الآن... تقرّر ان تنشر ماكتبتَ دون مراجعته وقبل تغيير معطياتك الشخصية ومن دون حتّى ان تمهّد لغيابك المطوّل عنها بنصّ تمهيدي... لا يهمّ. أنتَ تشعر بشيء من الراحة الآن.
ها أنتَ اخيرًا تخضع لرغبتكَ الجامحة في الكتابة "الذاتيّة". رغبة عادت إليك في الفترة الأخيرة. تحسّ بحاجة كبيرة كي تكتب. لماذا؟ لا تدري تحديدًا. تقول لنفسك ربّما لأنّك بحاجة الى ان "تفرّغ" ما في رأسك من افكار لا تجد لها مكانًا في نقاشات السياسة على الفيس بوك ولا في البيت أو في الجامعة. ربّما هي ايضا تعبير عن حاجة لتعبير إبداعي ما... وربّما هي ايضا مجرّد إشباع لنجرسيّتكَ لا أكثر ولا أقلّ.
لكنّك في المرّات السابقة تخلّيتَ عن هذا الترَف لأنّه كان عليك ان تكمل مسودّة ورقة للنقاش أو مقالا يجب ان يُنشَر غدًا أو ردًا على رفيق في نقاش تقدّر أنّه لا يجب ان يتأجّل أكثر... لكنّك بعد كلّ مرّة تحسّ بشيء من الندم يصاحب شعورك بالرضى لأنّكَ غلبّت عقلكَ و"أولويات المرحلة" على حاجاتك الذاتيّة... هذه المرّة لم تقوَ على المقاومَة.
يدأت الأفكار تضطرم داخل رأسكَ وأنت تغادر مسرعًا المبنى. خرجت من قاعة الدرس دون ان تتنظر صديقك الإفريقي الجديد. تشعر - محقًا- بأنّكَ ستضيّع الكثير من الوقت معه ولن تستطيع ان تنهي بعض المهام العاجلة قبل بداية الدرس الموالي. صديقكَ "ج." وصل قبل أسابيع قليلة الى مونتريال وهو يتلمّس طريقه بصعوبة في تجربته الجديدة. صحيح أنّكَ قدّمتَ له نصائح - تعتقد أنّها - مفيدة. وأنّكَ أعطيته عنوان ايمايلك كي يراسلكَ عليه مذكّرًا ان ترسل له نسخة من "السيرة الذاتية" المهنيّة الخاصّة بكَ. فهو يحتاج الى إعادة صياغة هذه الوثيقة على الطريقة الشمال أميكريّة المختلفة عن مثيلتها الفرنسيّة. هكذا أعلمتكَ زوجتكَ عندمَا تقدّمتَ لأوّل عمل هنا قبل ثلاث سنوات.
أحسست بتأنيب الضمير: كيف تفعل ذلك؟ كيف تهرب من صديق ربّما يحتاج اليكَ؟ لماذا؟ تجيب نفسك: لأنني بحاجة الى شيء من الوقت لأرسل دعوات للجسلة العامّة الخاصّة بالجمعيّة المناصرة لفلسطين التي تنشط صلبها بالجامعة. يعني تبرّر لنفسكَ هذا التخلّي عن هذا الصديق بنبل تلك القضيّة. ورغم وعيكَ بذلكَ لا تتوقّف عن السير بل تواصله مسرعا نحو محطّة الميترو. هناك تعترضك لافتة صغيرة كتب عليها بالفرنسيّة انّ "التسكّع ممنوع في هذا المكان". بعدها بخطوات قليلة تجد شقيقة لهَا تعلمكض بأنّك في رواق تجاري مراقب بالكاميرات. تحسّ بثقل النظام الرأسمالي في هذا المكان. أنتَ مرحبٌ بكَ فقط اذا كان عندكَ أموال تشتري بها اشياء لا تحتاجها غالبًا. لا غاية لوجودكَ هنا غير الإستهلاك.
لكنّكَ تفكّر أنّكَ ربّما بدوركَ صرت "ضحيّة" لهذا النظام. فماذا يعني أنّك تصير مهووسًا بالتحكّم في وقتكَ الى حدّ ان تهربَ من صديقكَ؟ آيُعقَل أنّ هذا النظام الطي تدّعي أنّك تتنقده وتحلم بتغييره قد اثرّ فيكَ الى هذه الدرجة؟!
تفكّر في كلّ ذلك وأنتَ واقف في صفّ طويل نسبيًا إنتظارًا لدوركَ كي تسحب مالاً من ماكينة صرف. نعم أنتَ بحاجة لهذه الآلة كي تأكل. تقول لنفسكَ أنّك بحاجة فعلاً للكتابة هذه المرّة.
تحاول إتمام هذه السطور عندما يخرج لكَ من العدم "صديق" آخر لم تكن ترغب في رؤيته الآن... تقرّر ان تنشر ماكتبتَ دون مراجعته وقبل تغيير معطياتك الشخصية ومن دون حتّى ان تمهّد لغيابك المطوّل عنها بنصّ تمهيدي... لا يهمّ. أنتَ تشعر بشيء من الراحة الآن.
الأربعاء، أوت 20، 2008
نحن وأوباما../ د.عزمي بشارة.. رؤية أخرى لظاهرة باراك أوباما
مقال للمفكّر والسياسي الفسطيني د. عزمي بشارة عن باراك أوباما. تحليل قد يجده البعض صارما بعض الشيء، لكنّه برأيي مهمّ لجهة تسلطيه الضوء على زوايا هامّة في الحراك السياسي الإنتخابي الحالي بالولايات المتّحدة الأميركية.
نحن وأوباما../ د.عزمي بشارة
14/08/2008
كظاهرة، وليس كشخص، يمثل باراك أوباما تطوراً جديداً ومهما في الحياة السياسية الأمريكية، يحب الإعلاميون هناك أن يسموه تغييراً منعشاً، إذ إنه يبعث الحياة في عجلة السياسة والانتخابات الأمريكية ويرفع نسب المشاركة والتصويت والتسييس ويقدم مادة إعلامية لا تنضب لحضراتهم. ومن المستجدات أن تجري تصفية حساب في الرأي العام الأمريكي ضد سياسة المغامرات العسكرية وتعمية الرأي العام بعد 11 سبتمبر/ أيلول، وأن تتم تصفية حساب ومراجعة لأيديولوجية فترة بوش اليمينية الفاعلة في السياسة الخارجية وراء المحيطات.
وتغذي تصفية الحساب ظاهرة أوباما السياسية، ويستفيد منها الشخص المرشح الطامح للقوة والمركز من دون أن يقدم هو تجديداً حقيقياً في نمط السياسي. اللهم إلا قدرة على الخطابة والسجال مقارنة ببوش العيي، وموهبة في سوق الحجج الانتقائية وذلك في حدود خطاب اللياقة السياسية الذي يستخدم المفردات الديمقراطية نازعا قيمتها الفعلية، من دون أن يزعج أحداً من اليمين نفسه، الذي لا يجد ما يناقشه فينجرّ الى لون البشرة وهوية الأب الدينية. فباراك أوباما مثلاً يتفهم الأمريكي من أصل إفريقي العاطل عن العمل ويتفهم المرأة البيضاء الخائفة من أن ينقض عليها. الرجل ظاهرة صوتية. ولا بد أن نضيف أنها ظاهرة لبقة تثير إعجاب التيار الرئيسي في المجتمع ولا تشعره بالتهديد. إمنح صوتاً لأوباما واربح تجديداً من دون تهديد، وتنقية ضمير ورضا عن الذات من دون مراجعة حقيقية!.. صوت لأوباما وشاهد فيلمين بتذكرة واحدة!
وبمناسبة تصفية الحساب المتأخرة بدورة انتخابية واحدة، هي فترة بوش الثانية والكارثية التي أعقبها هذا الندم العام على التساوق مع الأكاذيب العلنية كمبررات لشن الحرب، تعم البلاد موجة تجدد وتطهر سياسي راديكالية تذكر بالموجة التي صنعت ظاهرة جون كنيدي. وفي هذه المناسبة تتم تصفية حساب مع الماضي العنصري ضد السود وتخلق ذريعة لتمرير تصالح مع أحفاد العبيد من أصل افريقي، ومصالحة هؤلاء مع المؤسسة. ولا علاقة لكل هذا بأمريكا الداخل ولا حتى بإفريقيا، ولم يجلبه سوء التصرف وظهور العنصرية البنيوية في كارثة نيو أورليانز وإعصار كاترينا، ما كان هذا كله ليحصل لو نجح الاحتلال الأمريكي في العراق.
وأوباما ليس حفيد العبيد ولا ممثل تجربتهم بل ابن ميسور نسبياً لمهاجر حديث العهد جاء للدراسة الجامعية بعد العبودية بقرون. وهو يقدم حتى للتيار الرئيسي من البيض عرضاً لا يمكن مقاومته لتصفية الحساب بأرخص الأثمان من دون القضاء على العنصرية، المطلوب فقط هو عدم التصويت لماكين. وهذه مهمة سهلة وحتى محببة. وسعر رخيص، تنزيلات آخر الموسم فعلاً. فمجرد وجود ماكين مأساة للجمهوريين لا تذكر إلا بكيف سيبدو بوش بعد عشرين عاماً.
لكن الظاهرة الشبابية المرافقة لحملات أوباما هي ظاهرة جديدة. فهنالك موجة مشاركة ديمقراطية واسعة تجرف الشباب في أمريكا بعد فترة قصيرة من انتشار القيم المحافظة والعسكرية الانتقامية. يرافقها تصميم على تجاوز صارخ لمحرمات صامتة مكبوتة من نوع انتخاب امرأة أو رجل أسود البشرة للرئاسة. هذه تطورات مهمة بالنسبة للمجتمع الأمريكي، لا شك في ذلك. ولا شك أيضاً أن المؤسسة الحاكمة سوف تحتويها عبر مجمعها الصناعي العسكري وبنوكها وإعلامها ومؤسساتها الثقافية. أما الشخص أوباما نفسه فهو محتوى تماماً في المؤسسة الأمريكية بل وحارب ضمنها من أجل أن تحتويه طيلة سنوات. وقد اثبت أنه قادر على تغيير مواقفه ليسهل على المؤسسة هضمه.
وبهذا المعنى فإن لون بشرته “أقل سواداً” من بشرة رايس بمعنى أنه أقل تمثيلاً لأحفاد العبيد منها. وعلى كل حال لم يغير تعيينها السياسة الأمريكية الخارجية. صحيح أن الحديث هو عن وزارة وليس عن رئاسة. ولكن تعيين امرأة سوداء حتى في وزارة هو أمر لم يكن بالإمكان تخيله قبل أربعين عاماً. حتى تعيينها جسد تغيراً طرأ على المجتمع الأمريكي.
وهي لم تضطر إلى إنكار إسلاميتها كما يفعل هو. فهي لم تكن بحاجة الى هذا الكم من الانتهازية السياسية والحذلقات والأكروباتكيا الخطابية، وإلى عدة معقدة وأدوات متطورة لتدوير زوايا الألفاظ لكي تحتويها المؤسسة. فقد جاءت منها. لم يلزم السيدة رايس أن تعتبر نسبها للإسلام تلطيخاً لسمعتها (فليس لديها نسب كهذا)، كما اعتبره أوباما ومديرو حملته من مقاولي الحملات الانتخابية والصهاينة وممتهني السياسة الداخلية ودسائسها. لقد اعتبر أوباما نسبه الى الإسلام في إعلام خصومه تلطيخاً لسمعته. أي أنه سقط، ولا بد أن يسقط في امتحان العنصرية الراهن، ونقصد الموقف من العرب والمسلمين.
لا يمثل أوباما جديداً كشخص، فهو سياسي طموح وشاب احتاج الى كم هائل من الانتهازية وسماكة الجلد ومرونة القيم والمبادئ لكي يصل الى حيث وصل. كما أن النقاش حول ديانته فرغ العلمانية وحولها إلى مجرد قشرة نافلة، كأن على مرشح الرئاسة أن يؤكد أنه: “قد قَبِل بيسوع المسيح مخلصاً شخصياً” على النمط الإحيائي الديني الأمريكي. الظاهرة الشعبية والاجتماعية التي تحمل أوباما جديدة، وقاعدته الاجتماعية تتضمن ظواهر نبيلة، أنبل منه بالتأكيد.
قد تتضمن هذه الظواهر الجديدة تغيرات ما في السياسة الأمريكية. فالانتخابات تحمل أحياناً تغييراً، أو للدقة تعبر عن تغيير حان وقته. هكذا كان انتخاب بوش للمرة الثانية تعبيراً عن تغيير سياسي، وهكذا كان انتخاب ريجان وروزفلت. ولكن التغيير في السياسة الخارجية يتم بحدود مصالح الدولة العظمى، كما تحددها المؤسسة ومجموعات المصالح التي تحيط بالرئاسة، وأدوات تشكيل الرأي العام المحيطة بها، وليس من أجل أحد أو لإرضاء شعب من الشعوب.
قد يشمل هذا التغيير تحديد مدة الوجود العسكري المباشر في العراق في إطار الاتفاق الأمني الخطير بين الولايات المتحدة والعراق. وهو اتفاق عابر للإدارات برأينا. ولكنه لا يشمل تغيراً في السياسة تجاه “إسرائيل” بالدرجة الأولى، ولا تجاه القضية الفلسطينية تبعا لذلك، وبالدرجة الثانية.
ولن نعدد الأسباب المعروفة هنا التي تتلخص بأهمية “إسرائيل”، وليس القضية الفلسطينية، لأمريكا، واعتبارها فيما عدا بعد الأمن القومي شأناً داخلياً أمريكياً. لا يمكن أن يتغير الموقف بشأن فلسطين بآليات داخلية أمريكية، ففيها تربح “إسرائيل” دائماً. يحتاج الأمر الى عوامل خارجية تضغط على المصالح والأمن القومي ومنه على الداخل الأمريكي. كما جرى في العراق مثلاً.
ولكن المفاجئ هو هذه الخيبة العربية التي لا تكل ولا تمل، ولا تنفك تتولد. فبعد كل خيبة عربية يحسب المرء أنه لن تتولد في الرأي العام العربي أوهام حول الانتخابات الأمريكية بعد اليوم. ولكن العرب يعودون للتأمل الذي تعقبه الخيبة. منذ أن نشر بعضهم شائعة أن “اليهود” قتلوا جون كنيدي لأنه أراد حل القضية الفلسطينية، يتكرر هذا النمط من العقلية أو الوعي الساذج الذي يتوقع خيراً “للقضية” من انتخاب مرشح بعينه حتى في الإعلام العربي. وينقل رأيه العام من انتظار نتائج انتخابات أمريكية إلى أخرى.
وكان تخييب أوباما آمال العرب من خطابه في مؤتمر ال “إيباك” وحتى التكلف والتصنع الحاد في تملق “إسرائيل” الذي رافق زيارته الى القدس، كان تخييبه آمال العرب هذه المرة بلا رحمة ولا شفقة.
ومبالغة أوباما وخروجه عن طوره في التودد ل “إيباك” وللقادة “الاسرائيليين” وللفكرة الصهيونية بشكل عام وتفهمه لوضع سديروت من دون حتى تفهم لوضع غزة، وتكراره المقولات المعلوكة والمجترة في إدارة بوش عن الإرهاب. وتكرار الكليشيهات حول الفلسطينيين بشكل محرج لأي شخص متنور لا يدل على حجم انتهازيته فقط، بل أيضاً على حجم استهانته بالعرب. وكما يبدو فهو فعلا يستهين بالعرب، إن كان مقتنعاً بما يقول حول “إسرائيل” أم لا؟!
فهو لا يقابل على ساحة المشرق عاملاً سياسياً عربياً موحداً يحذره أو ينصحه على الأقل. ولا بد أنه سمع ليس فقط نصائح متناقضة من العرب بل لا بد أن مستشاريه قد نقلوا له توقعات وآمالاً عربية متعارضة تماماً. آخرها على جدول أعمال الدول العربية المتنافسة في الوشاية والتحريض بعضها على بعض هو تحقيق العدالة في الشأن الفلسطيني.
ولذلك لا يتوقع خير “للعرب” في أي رئيس أمريكي ما دام الخير غير قائم في العرب لأنفسهم. ولا يوجد سبب واحد في الدنيا يجعلنا نتوقع تغييراً في شأن ترجِّح فيه عوامل عديدة الموقف لصالح “إسرائيل” ولا يقدم العرب أسباباً توازنها وتدفع لتغيير الموقف.
تكمن العلة الأساسية حالياً في الوضع العربي، فهو مشتت ومتشظ ومبعثر وفاقد “الأجندة” السياسية على الساحة الدولية، وفاقد مقومات القوة التي تسند أي قرار أو بيان مشترك، وبالتالي حتى لو تم التوصل إلى نص بيان مشترك مسايرة أو تجنباً للأزمات، فإنه لا يتحول إلى موقف مشترك فعلاً، أو إلى “أجندة” على الساحة الدولية.
لا توجد طرق مختصرة تجنبنا الخوض في الموضوع العربي. هذا هو الموضوع، ولن يكون أي متغير دولي لصالح العرب، إذا لم يوجد أصلاً عرب كفاعل سياسي، كذات سياسية فاعلة على الساحة الدولية.
هنالك جديد في أمريكا، هذا صحيح. ولكن لا جديد عربياً.
الأحد، جوان 22، 2008
ضدّ الحجب واحتقار عقول التونسيين
ولو انّ مشكلتنا في تونس أعمق بكثير من مجرّد قضيّة حرّية تعبير وإعلام، الاّ انّ كلّ مبادرة تطالب ولو بالقليل من حقوقنا كمواطنين أحرار تستحقّ التشجيع والتفعيل.
وعلى كلّ حال، معركة حرّية التعبير والإعلام هي بلا شكّ من المداخل التي لا غنى عنها في سياق المعركة الكبرى: الخروج من التخلّف واللحاق بركب البلدان المتقدّمة. وهذا الهدف الإستراتيجي يستوجب بدوره خوض ماهو ضروري من معارك من أجل الإنتقال الى الديمقراطيّة وبناء دولة تقوم على قيم الحرّية والحداثة والعدل الإجتماعي والمساواة بين الجميع.
دعوة اذا لزيارة هذه المدوّنة الجديدة التي يتصدّى فيها أصحابها لقضيّة الحجب _ أو السنسرة_ على شبكة الأنترنات.
http://anticensuretunisie.blogspot.com/2008/06/blog-post.html
وعلى كلّ حال، معركة حرّية التعبير والإعلام هي بلا شكّ من المداخل التي لا غنى عنها في سياق المعركة الكبرى: الخروج من التخلّف واللحاق بركب البلدان المتقدّمة. وهذا الهدف الإستراتيجي يستوجب بدوره خوض ماهو ضروري من معارك من أجل الإنتقال الى الديمقراطيّة وبناء دولة تقوم على قيم الحرّية والحداثة والعدل الإجتماعي والمساواة بين الجميع.
دعوة اذا لزيارة هذه المدوّنة الجديدة التي يتصدّى فيها أصحابها لقضيّة الحجب _ أو السنسرة_ على شبكة الأنترنات.
http://anticensuretunisie.blogspot.com/2008/06/blog-post.html
الثلاثاء، ماي 20، 2008
كانت بيروت / الياس خوري
مقال رائع للكاتب اللبناني الكبير الياس خوري، يختزل بشكل عميق ومؤثّر ما يجري في بيروت
كانت بيروت
الياس خوري
كانت بيروت.
لا ادري ما علاقة الفعل الماضي الناقص بالمدينة، لكنني لم اجد خبرا لاسم كان، كي تصير بيروت جملة كاملة، وكي لا نبقي في مبتدأ ناقص لا يجد اكتماله. فأي خبر لن يلائم الاسم، وسيبقي مجرد علامة استفهام، وسيترك المدينة ناقصة، مثلما كانت دائما.
فلنترك بيروت معلقة هكذا علي احتمالات لن تأتي، ولنتعلم في علاقتنا بالمدينة ان نكون في الالتباس، فلا شيء يلائم بيروت مثل التباسها في جملة ناقصة لن تكتمل، او نحن عاجزون عن اكمالها.
نستطيع ان نعود الي تاريخ المدينة القديمة، حيث التمع الاسم في الزمن الروماني القديم، لكن العودة الي ذلك الماضي السحيق لن تفيدنا. فبيروت الرومانية غرقت في البحر، ودمرتها الزلازل، ولم يبق منها سوي حجارة تنطق بحكايات الماضي الغامضة.
يومها ماتت بيروت، ولم تعد الي الحياة الا في العصر الحديث، عندما حولت الحملة المصرية في القرن التاسع القرية الساحلية الخاملة الي مدينة. اي ان بيروت بقيت في هجعة الموت حوالي الفي سنة، وخمل ذكرها، الي درجة ان اسم المدينة لا يرد في كتب مؤرخي الغزوات الافرنجية التي عرفت باسم الحروب الصليبية، الا في شكل عرضي.
لم تعد بيروت الي الحياة الا مع الحرب الأهلية اللبنانية الأولي، 1840ـ 1860، التي اجتاحت جبل لبنان، وامتدت الي دمشق الشام. في ذلك الزمن صارت الأسكلة الساحلية ملجأ للبنانيين الهاربين من جحيم الحرب. اي ان المدينة بدأت رحلتها الفعلية الي التشكل في الحرب الأهلية، وكمدينة اتسعت باللاجئين، وانتقلت لتصير عاصمة لوحدتين سياسيتين: المتصرقية، التي كانت بيروت عاصمتها الاقتصادية والثقافية رغم انها لم تكن جزءا منها، وولاية بيروت العثمانية. ولم تصر بيروت المدينة الكبري لأنها اعتمدت عاصمة لدولة لبنان الكبير الا لأنها صارت مرفأ المشرق العربي بأسره بعد النكية الفلسطينية.
مدينة نشأت علي تخوم الكوارث التي احاطت بها، لتصير مرآة المشرق العربي. هكذا صارت المدينة اللبنانية مركز الحداثة الادبية العربية، والعاصمة المصرفية للمنطقة، مع رجل مقدسي يدعي يوسف بيدس صنع معجزة بنك انترا وصار الضحية الأولي لمعجزته الناقصة.
انها مدينة ناقصة لا تكتمل بذاتها، لأنها مرآة.
انفجرت بيروت في مرحلتين:
انفجارها الأول عام 1958 كان خافتا، لكنه كان يشبه زلازل الأعماق.
جاء الخفوت بسبب عقلانية الحركة القومية التي كان يقودها رجل تاريخي اسمه جمال عبدالناصر. الناصرية، رغم كل النقد الذي يمكن ان يوجه لها، كانت حركة بناء، نأت بنفسها عن التفتت. شاهدنا علامات رفض التفتت في مواقع، في لبنان 58، حيث سارعت الي التسوية كي لا ينتشر الحريق الطائفي في المنطقة، وبعد انفصال سورية عن دولة الوحدة، حين رفض ناصر استخدام القوة المسلحة علي الرغم من قدرته علي ذلك، وحين نشر قواته علي الحدود الكويتية العراقية كي يمنع نزق ديكتاتور العراق عبدالكريم قاسم من التحول الي كارثة، سوف تحصل بعد زمن طويل مع الغزو العراقي للكويت. ولم يخطئ ناصر في هذا السياق الا في اليمن حين شارك جيشه في الحرب الاهلية التي اعقبت الانقلاب الجمهوري، وكانت هزيمة حزيران احد اثمان ذلك الخطأ.
لكن زلزال الأعماق الذي صنعته حرب 1958 الأهلية بقي نائما كمؤشر لاحتمالات النهاية التي بدأت ترتسم في الأفق. فحين تصير مدينة اللاجئين من الحرب الأهلية الأولي ساحة للحرب، فهذا يعني ان المعادلة بدأت تنكسر.
وانكسرت المعادلة عام 1975، عندما لم تجد المقاومة الفلسطينية الا ملجأ واحدا هو بيروت. عمان خرجت من الدائرة، ودمشق ليست ممكنة بسبب غياب الديموقراطية فيها. فبعد ايلول الأسود، صارت بيروت عاصمة لمكانين يعيشان في المؤقت الناقص: فلسطين ولبنان. وتعمقت ازمة المدينة، وانقسمت علي طول الخط الأخضر الذي فصل بين بيروت الغربية وبيروت الشرقية.
وبقي الانقسام. وتغيرت خطوطه، في زمن السلم السوري الثقيل الوطأة، واتخذ الانقسام شكلا جديدا بعد خروج الجيش السوري من المدينة، كي يصل اليوم الي شكل هلامي من الخطوط المتعرجة، والمتداخلة، جاعلا من الصدامات الدموية التي حصلت في الاسبوع الماضي نموذجا لعدم قدرة اي طرف علي الهيمنة علي المدينة.
في الصدامات الأخيرة التي اتخذت شكل حرب مذهبية سنية شيعية، يجب ان نتوقف عند ظاهرتين:
الأولي، هي العودة الخفية للخط الأخضر، حيث بقيت بيروت الشرقية بمنأي عن الصدامات، وصارت ملجأ للهاربين من بيروت الغربية.
الثانية، هي ان اجتياح مقاتلي حزب الله لبيروت الغربية، لا يستطيع ان يترجم نفسه في السياسة، لأن البني الطائفية محكومة بحدودها التي لا تسمح لطائفة بابتلاع طائفة اخري.
هكذا عاد الانقسام ليتخذ شكلا جديدا، معلنا استحالة الهيمنة علي المدينة التي ستبقي مرآة للمنطقة وتناقضاتها، لأن لبنان الذي ارتضت بيروت علي ان تكون عاصمته لا يستطيع ان يكون وطنا طالما بقيت طوائفه هي القوي السياسية المهيمنة عليه.
لكن بيروت تصغر اليوم.
هكذا بدت لي المدينة وهي تجرجر احزانها وموتها، بيروت تصغر لأن المنطقة العربية صغرت. فحين يغيب العرب عن قضاياهم، ويتخلون عن فلسطين من اجل رتق ثقوب انظمتهم الديكتاتورية، تصير بيروت ملعبا لموتهم وموتها.
هكذا بدت المدينة المتشحة بالخراب والموت، وهي تلعب لعبتها الدموية مع الطوائف اللبنانية التي تثابر علي خوض معاركها متسلحة بالخارج.
هنا تموت القضايا التي ولدت في هذا المكان.
المرآة تتكــــسر، ونحن في المرآة، وعذاب المرآة لا حدود له سوي الألم.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\19z21.htm&storytitle=ff%DF%C7%E4%CA%20%C8%ED%D1%E6%CAfff&storytitleb=%C7%E1%ED%C7%D3%20%CE%E6%D1%ED&storytitlec=
الخميس، ماي 01، 2008
ساركوزي.. مديح بلا حساب وصفقات بملياري يورو وصدمة للمعارضين
مقال جيّد للصحفي التونسي صلاح الدين الجورشي حول الزيارة المخزية الأخيرة لساركوزي الى بلادنا. أرجو شخصيا، ان تكون هذه الزيارة فرصة لبعض التونسيين كي يستفيقوا من أوهام هيامهم الأعمى ب"ماما فرانسا"...
عاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بلاده بعد زيارة لتونس دامت ثلاثة أيام، تاركا وراءه جدلا عاصفا في الأوساط الديمقراطية ونشطاء حقوق الإنسان.
فتصريحاته الخاصة بدعم الرئيس بن علي وتشجيعه على مواصلة "محاربة الإرهاب"، إضافة إلى شهادته بأن مساحة الحريات في تونس "تشهد تقدّما ملحوظا"، وهي تصريحات ذكَّـرت التونسيين بما سبق أن أكَّـده جاك شيراك في زيارته الشهيرة عام 2003 إلى بلادهم عندما "كشف" لهم أن توفير الطعام والتعليم والصحة هي أساس حقوق الإنسان.
هي ثاني زيارة يؤدّيها الرئيس الفرنسي لتونس منذ وصوله إلى دفّـة الرئاسة في مايو 2007، وهو ما يدُل على متانة العلاقات الشخصية التي تربط ساركوزي بالرئيس بن علي، إلى جانب الدِّفء التي تشهده العلاقات بين البلدين منذ السقوط المُـدوِّي للاشتراكيين في الانتخابات الأخيرة التي أخرجتهم من الحكومة.
هذه الزيارة استعد لها طرفان محليان، ولكن لكل منهما حساباته وتطلُّـعاته. الطرف الأول، هو النظام الذي كان مُـدركا للدوافع الحقيقية التي تتحكَّـم في اتِّـجاهات السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي وطموحاته، وبناءً عليه، تم الاشتغال منذ زيارة ساركوزي الأولى إلى تونس في يوليو 2007 على إعداد الملفات "الحيوية"، وفي مقدمتها، الصفقات التجارية الهامَّـة في أكثر من قِـطاع، إضافة إلى ملف مقاومة الهجرة السرية ودعم مشروع "الاتحاد المتوسطي" (الذي أصبح يُسمى الإتحاد من أجل المتوسط)، حيث تطمح تونس للظَّـفر باستضافة مقرِّه، وهو ما من شأنه أن يُـحقق أكثر من هدف ومن مصلحة.
أما الطرف الثاني، الذي استعدّ بدوره للاستفادة من هذه الزيارة، فتُـمثله أطراف حقوقية وديمقراطية. هذه الأطراف في أغلبيتها الواسِـعة على الأقل، ليست على صِـلة إيجابية باليمين الفرنسي، وبالتالي، لم تكُـن تُـراهن كثيرا على ساركوزي، لكنها ظنّـت بأنه سيأخذ بعين الاعتبار مسألة الحريات العامة، خاصة وأنه سبق له أن تطرّق في زيارته الأولى بشكل ذكِـي لهذه المسألة وكان له دورٌ ما في إطلاق سراح سجين الرأي المحامي محمد عبو.
وبناءً عليه، تعدّدت المحاولات والتحرّكات، حيث بادرت المنظمات الحقوقية الفرنسية أو المستقِـرة في فرنسا، بالاتصال بكبار المسؤولين بوزارة الخارجية الفرنسية من أجل إشعارهم بضرورة التطرّق للملف السياسي والحقوقي خلال زيارة ساركوزي، كما تناولت وسائل الإعلام الفرنسية في مُـجملها إشارات مكثَّـفة لوضع حقوق الإنسان في تونس، وما تتعرّض له أحزاب المعارضة المعترف بها من مُـضايقات.
مفاجأة
أما على الصعيد المحلِّـي، فقد وفَّـرت السلطة "فرصة" للأوساط الاحتجاجية، عندما قرّرت استهداف صحيفة الموقف الأسبوعية الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدّمي (معارضة)، من خلال تحريك قضية عدلية جديدة، من شأنها أن تنسِـف هذه الجريدة المناضِـلة وتُـلغيها نهائيا من المشهد الإعلامي الرّاهن، الذي إن تميَّـز بشيء من التعدّدية الضعيفة، فيعود الفضل في ذلك إلى السَّـقف العالي من النَّـقد الذي تُـمارسه بالأساس صُـحف أسبوعية مثل "الموقف" و"مواطنون" و"الطريق الجديد"، الناطقة جميعها باسم أحزاب معارضة، غير مرضٍ عنها.
وهكذا، نجح كلٌّ من رئيس تحرير "الموقف"، رشيد خشانة ومدير تحريرها نجيب اللوز، في لفتِ أنظار وسائل الإعلام الفرنسية والعربية والدولية، إلى جانب من المُـعضلة التي يعيشها الإعلام المحلّي، وذلك من خلال الإضراب عن الطعام الذي أقدَما عليه ابتداء من يوم السبت 26 أبريل بالتَّـوازي مع زيارة الرئيس الفرنسي، وهو ما أزعج السلطات التونسية، التي سارعت إلى إدانة هذا التحرك واتّـهمت أصحابه بممارسة "الانتهازية السياسية"، على حد تعبيرها.
أما المفاجأة التي أضفَـت على هذه الزيارة بُـعدا خاصا وجعلت منها مُـناسبة لطرح أسئلة عديدة من قِـبل المعارضين والنشطاء التونسيين بالخصوص، فتمثَّـلت في انحياز الرئيس ساركوزي كُـليا لوِجهة نظر النظام التونسي، مثلما جاء في الخِـطاب الذي ألقاه بمناسبة مأدُبة العشاء، التي نظمها الرئيس بن علي على شرفه مساء الإثنين 28 أبريل.
تصريحات مُـذهِـلة!
وممَّـا جاء على لسان ساركوزي في ردِّه على مَـن طالبه بالتعرّض لملف الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس، قوله بوضوح "لا أجد من مبرِّر يسمح لي بأن أمنح نفسي الحقّ بإعطاء الدّروس في بلد أزوره كصديق ويستقبلني كصديق"، ولم يكتف ساركوزي بالاستِـناد على مبدأي السيادة والصداقة، وإنما أضاف بأنه في تونس "تشهد مساحة الحريات تقدّما ملحوظا، وأنه على ثقة برغبة الرئيس بن علي في مواصلة توسيع مساحة الحريات"، إلى جانب "المؤشرات المشجعة" المعروفة، مثل تقدّم أوضاع المرأة وتعميم الدراسة الابتدائية والثانوية و "التعليق الصّـارم لعقوبة الإعدام".
الشهادة الإيجابية التي قدّمها الرئيس الفرنسي حول أوضاع الحريات وحقوق الإنسان، أحدثت رجّـة قوية داخل صفوف المعارضين والنشطاء التونسيين، وجعلتهم يُـدركون بأن هذه الزيارة انقلَـبت ضدّهم وأظهرتهم كأنهم يجهلون بلادهم أو أنهم لا يُـحسنون تقدير المخاطِـر التي تواجهها تونس، بل إن ساركوزي استخفّ بمواقفهم وبنضالاتهم، واتَّـهمهم ضِـمنيا، بكونهم لا ينظرون إلى بعيد وأنهم يضخِّـمون بعض المشكلات الصغيرة لحساب "أعداء الديمقراطية"، لهذا، ذكَّـرهم بأن الرئيس بن علي يُـحارب الإرهاب "الذي هو العدُو الحقيقي للديمقراطية"، حسب قوله.
وحتى يُـشعرهم بالأهمية الإستراتيجية لهذا الدّور، وضعَـهم أمام الفرَضِـية التالية "إذا أقيم غدا نظام حُـكم على غِـرار طالبان في إحدى دول شمال إفريقيا، فمَـن يصدِّق أن أوروبا أو فرنسا يُـمكن أن تشعرا بالأمان.. إني أدعو الجميع إلى التفكير في ذلك"، وهو ما يعني بتعبير آخر، أن النظام التونسي وبقِـية أنظمة الحُـكم في منطقة المغرب العربي ومصر، لا تعمل فقط على تأمين استقرار الأوضاع الداخلية لبلدانها، وإنما من خلال تصدّيها القوي للإسلام السياسي، وإنما تؤدّي أيضا دورا إستراتيجيا يتمثَّـل في تأمين ظهر أوروبا، وهو ما يقتضي دعمها وتجنّـب إرباكها أو إحراجها في هذه المرحلة التاريخية، إلى جانب ما ستقوم به من معركة إضافية ضد تسرّب الهجرة السرية.
نادرا ما تحدّث مسؤول فرنسي أو أوروبي بمثل هذا الوضوح للكشف عن طبيعة العلاقة التي يجب أن تحكُـم الدول الغربية بأنظمة الحُـكم في المنطقة العربية، والمغاربية تحديدا، وهو حديث يأتي في أعقاب الدعوة إلى ممارسة الضّـغط على أنظمة الحُـكم في العالم العربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أيضا الدعوة التي أخذَت تتراجَـع بوضوح في المرحلة الأخيرة بسبب صعود الإسلاميين في أكثر من بلد، ومع ذلك، انتقد عديد من الديمقراطيين التونسيين ومنظمات وصُـحف فرنسية تصريحات ساركوزي، التي أذهلت الجميع.
المصالح.. ثم المصالح!
فمنظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة والتعبير رأت في ذلك "طعنة في ظهر الناشطين التونسيين واستِـخفافا بنضالاتهم"، في حين اتَّـهمت راضية النصراوي، رئيسة جمعية مناهضة التعذيب الرئيس الفرنسي بأنه "يشجِّـع السلطة على القمع ويقول لها بأنك في الاتجاه الصحيح".
أما خديجة الشريف، رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات التي شعرت بخيبة أمل، فقد رفضت المشاركة في اجتماع دعت إليه كاتبة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان، واتَّـهمت بدورها ساركوزي بأنه يُـعطي الأولوية للتجارة ولا يعلم بأن "التنمية لا يمكن أن تقتصر على الاقتصاد"، بل ذهبت إلى حدِّ القول بأنه "يستهتر بالمُـجتمع المدني التونسي".
ويدعم هذا الرأي رشيد خشانة بقوله بأن الرئيس الفرنسي "وضع المصلحة الاقتصادية لفرنسا في المقام الأول، وأنه صدم نشطاء حقوق الإنسان، الذين انتظروا موقِـفا مغايِـرا من فرنسا، مَـهد حقوق الإنسان والحريات"، أما مُـنصف المرزوقي، رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية (غير مرخص له) فقد ذهب إلى أكثر من ذلك عندما رأى في هذه التصريحات دليلا على وجود "حِـلف استراتيجي متين بين الاستعمار الجديد، الذي تمثله حكومات الدول الغربية، وخاصة التي يُـسيطر عليه اليمين، وبين الاستبداد الذي تُـعاني منه بلداننا".
كما لفتت السيدة سهير بلحسن، الرئيسة الحالية للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وهي تونسية الأصل، إلى وجود توجّـه نحو "المحافظة على الأنظمة الدكتاتورية في منطقة المتوسط باسم التبادل التجاري ومحاربة الإرهاب"، وأضافت بشكل لافت أن "الإسلاميين جزء من المجتمع التونسي، ويجب معرفة كيف يأخذون مكانهم، وليس كيف نرميهم في البحر".
وإذ من المرشح أن يستمر هذا الجدل، سواء داخل تونس أو في فرنسا، إلا أن بعض أعضاء الوفد الرسمي المصاحب للرئيس الفرنسي سرّبوا لبعض النشطاء التونسيين بأن ساركوزي قد تلقّـى وعودا أو تطمينات بمعالجة "بعض الملفات المعلقة".
هكذا أعادت زيارة ساكوزي إلى تونس وتصريحاته، الجدَل من جديد حول كيفية النظر في أولويات الإصلاح السياسي، وهل أن مقاومة مظاهر العُـنف تكون بحجب الديمقراطية وغضّ الطرف عن انتهاك الحقوق الأساسية للإنسان؟ وهل من الممكن فصل التنمية عن الديمقراطية؟
أما الإشكالية الأخرى، التي عادت لتُـطرح بقوة على الحركة الديمقراطية التونسية بكل فصائلها فقد لخَّـصها البعض على الطريقة التالية: "كيف يمكن لهذه القوى أن تعيد رؤيتها للتغيير بالاستناد على مُـعطيات الواقع المحلي وحسن استثمار عناصر القوة الذاتية، حتى يكون رصيدها الداخلي هو المنطلق الأساسي في نِـضالها من أجل التغيير السياسي"؟.
وهي نفس الإشكالية التي يدور حولها جدل واسع في صفوف المعارضات العربية، التي لم تنجح إلى حد الآن في تغيير المعادلات الداخلية القائمة لصالحها، وفي الوقت نفسه بقي بعضها يراهن على الضغوط الدولية التي لا تزال بدورها محكومة بمنطق المصالح.. والمصالح فقط!
عاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بلاده بعد زيارة لتونس دامت ثلاثة أيام، تاركا وراءه جدلا عاصفا في الأوساط الديمقراطية ونشطاء حقوق الإنسان.
فتصريحاته الخاصة بدعم الرئيس بن علي وتشجيعه على مواصلة "محاربة الإرهاب"، إضافة إلى شهادته بأن مساحة الحريات في تونس "تشهد تقدّما ملحوظا"، وهي تصريحات ذكَّـرت التونسيين بما سبق أن أكَّـده جاك شيراك في زيارته الشهيرة عام 2003 إلى بلادهم عندما "كشف" لهم أن توفير الطعام والتعليم والصحة هي أساس حقوق الإنسان.
هي ثاني زيارة يؤدّيها الرئيس الفرنسي لتونس منذ وصوله إلى دفّـة الرئاسة في مايو 2007، وهو ما يدُل على متانة العلاقات الشخصية التي تربط ساركوزي بالرئيس بن علي، إلى جانب الدِّفء التي تشهده العلاقات بين البلدين منذ السقوط المُـدوِّي للاشتراكيين في الانتخابات الأخيرة التي أخرجتهم من الحكومة.
هذه الزيارة استعد لها طرفان محليان، ولكن لكل منهما حساباته وتطلُّـعاته. الطرف الأول، هو النظام الذي كان مُـدركا للدوافع الحقيقية التي تتحكَّـم في اتِّـجاهات السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي وطموحاته، وبناءً عليه، تم الاشتغال منذ زيارة ساركوزي الأولى إلى تونس في يوليو 2007 على إعداد الملفات "الحيوية"، وفي مقدمتها، الصفقات التجارية الهامَّـة في أكثر من قِـطاع، إضافة إلى ملف مقاومة الهجرة السرية ودعم مشروع "الاتحاد المتوسطي" (الذي أصبح يُسمى الإتحاد من أجل المتوسط)، حيث تطمح تونس للظَّـفر باستضافة مقرِّه، وهو ما من شأنه أن يُـحقق أكثر من هدف ومن مصلحة.
أما الطرف الثاني، الذي استعدّ بدوره للاستفادة من هذه الزيارة، فتُـمثله أطراف حقوقية وديمقراطية. هذه الأطراف في أغلبيتها الواسِـعة على الأقل، ليست على صِـلة إيجابية باليمين الفرنسي، وبالتالي، لم تكُـن تُـراهن كثيرا على ساركوزي، لكنها ظنّـت بأنه سيأخذ بعين الاعتبار مسألة الحريات العامة، خاصة وأنه سبق له أن تطرّق في زيارته الأولى بشكل ذكِـي لهذه المسألة وكان له دورٌ ما في إطلاق سراح سجين الرأي المحامي محمد عبو.
وبناءً عليه، تعدّدت المحاولات والتحرّكات، حيث بادرت المنظمات الحقوقية الفرنسية أو المستقِـرة في فرنسا، بالاتصال بكبار المسؤولين بوزارة الخارجية الفرنسية من أجل إشعارهم بضرورة التطرّق للملف السياسي والحقوقي خلال زيارة ساركوزي، كما تناولت وسائل الإعلام الفرنسية في مُـجملها إشارات مكثَّـفة لوضع حقوق الإنسان في تونس، وما تتعرّض له أحزاب المعارضة المعترف بها من مُـضايقات.
مفاجأة
أما على الصعيد المحلِّـي، فقد وفَّـرت السلطة "فرصة" للأوساط الاحتجاجية، عندما قرّرت استهداف صحيفة الموقف الأسبوعية الناطقة باسم الحزب الديمقراطي التقدّمي (معارضة)، من خلال تحريك قضية عدلية جديدة، من شأنها أن تنسِـف هذه الجريدة المناضِـلة وتُـلغيها نهائيا من المشهد الإعلامي الرّاهن، الذي إن تميَّـز بشيء من التعدّدية الضعيفة، فيعود الفضل في ذلك إلى السَّـقف العالي من النَّـقد الذي تُـمارسه بالأساس صُـحف أسبوعية مثل "الموقف" و"مواطنون" و"الطريق الجديد"، الناطقة جميعها باسم أحزاب معارضة، غير مرضٍ عنها.
وهكذا، نجح كلٌّ من رئيس تحرير "الموقف"، رشيد خشانة ومدير تحريرها نجيب اللوز، في لفتِ أنظار وسائل الإعلام الفرنسية والعربية والدولية، إلى جانب من المُـعضلة التي يعيشها الإعلام المحلّي، وذلك من خلال الإضراب عن الطعام الذي أقدَما عليه ابتداء من يوم السبت 26 أبريل بالتَّـوازي مع زيارة الرئيس الفرنسي، وهو ما أزعج السلطات التونسية، التي سارعت إلى إدانة هذا التحرك واتّـهمت أصحابه بممارسة "الانتهازية السياسية"، على حد تعبيرها.
أما المفاجأة التي أضفَـت على هذه الزيارة بُـعدا خاصا وجعلت منها مُـناسبة لطرح أسئلة عديدة من قِـبل المعارضين والنشطاء التونسيين بالخصوص، فتمثَّـلت في انحياز الرئيس ساركوزي كُـليا لوِجهة نظر النظام التونسي، مثلما جاء في الخِـطاب الذي ألقاه بمناسبة مأدُبة العشاء، التي نظمها الرئيس بن علي على شرفه مساء الإثنين 28 أبريل.
تصريحات مُـذهِـلة!
وممَّـا جاء على لسان ساركوزي في ردِّه على مَـن طالبه بالتعرّض لملف الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس، قوله بوضوح "لا أجد من مبرِّر يسمح لي بأن أمنح نفسي الحقّ بإعطاء الدّروس في بلد أزوره كصديق ويستقبلني كصديق"، ولم يكتف ساركوزي بالاستِـناد على مبدأي السيادة والصداقة، وإنما أضاف بأنه في تونس "تشهد مساحة الحريات تقدّما ملحوظا، وأنه على ثقة برغبة الرئيس بن علي في مواصلة توسيع مساحة الحريات"، إلى جانب "المؤشرات المشجعة" المعروفة، مثل تقدّم أوضاع المرأة وتعميم الدراسة الابتدائية والثانوية و "التعليق الصّـارم لعقوبة الإعدام".
الشهادة الإيجابية التي قدّمها الرئيس الفرنسي حول أوضاع الحريات وحقوق الإنسان، أحدثت رجّـة قوية داخل صفوف المعارضين والنشطاء التونسيين، وجعلتهم يُـدركون بأن هذه الزيارة انقلَـبت ضدّهم وأظهرتهم كأنهم يجهلون بلادهم أو أنهم لا يُـحسنون تقدير المخاطِـر التي تواجهها تونس، بل إن ساركوزي استخفّ بمواقفهم وبنضالاتهم، واتَّـهمهم ضِـمنيا، بكونهم لا ينظرون إلى بعيد وأنهم يضخِّـمون بعض المشكلات الصغيرة لحساب "أعداء الديمقراطية"، لهذا، ذكَّـرهم بأن الرئيس بن علي يُـحارب الإرهاب "الذي هو العدُو الحقيقي للديمقراطية"، حسب قوله.
وحتى يُـشعرهم بالأهمية الإستراتيجية لهذا الدّور، وضعَـهم أمام الفرَضِـية التالية "إذا أقيم غدا نظام حُـكم على غِـرار طالبان في إحدى دول شمال إفريقيا، فمَـن يصدِّق أن أوروبا أو فرنسا يُـمكن أن تشعرا بالأمان.. إني أدعو الجميع إلى التفكير في ذلك"، وهو ما يعني بتعبير آخر، أن النظام التونسي وبقِـية أنظمة الحُـكم في منطقة المغرب العربي ومصر، لا تعمل فقط على تأمين استقرار الأوضاع الداخلية لبلدانها، وإنما من خلال تصدّيها القوي للإسلام السياسي، وإنما تؤدّي أيضا دورا إستراتيجيا يتمثَّـل في تأمين ظهر أوروبا، وهو ما يقتضي دعمها وتجنّـب إرباكها أو إحراجها في هذه المرحلة التاريخية، إلى جانب ما ستقوم به من معركة إضافية ضد تسرّب الهجرة السرية.
نادرا ما تحدّث مسؤول فرنسي أو أوروبي بمثل هذا الوضوح للكشف عن طبيعة العلاقة التي يجب أن تحكُـم الدول الغربية بأنظمة الحُـكم في المنطقة العربية، والمغاربية تحديدا، وهو حديث يأتي في أعقاب الدعوة إلى ممارسة الضّـغط على أنظمة الحُـكم في العالم العربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أيضا الدعوة التي أخذَت تتراجَـع بوضوح في المرحلة الأخيرة بسبب صعود الإسلاميين في أكثر من بلد، ومع ذلك، انتقد عديد من الديمقراطيين التونسيين ومنظمات وصُـحف فرنسية تصريحات ساركوزي، التي أذهلت الجميع.
المصالح.. ثم المصالح!
فمنظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة والتعبير رأت في ذلك "طعنة في ظهر الناشطين التونسيين واستِـخفافا بنضالاتهم"، في حين اتَّـهمت راضية النصراوي، رئيسة جمعية مناهضة التعذيب الرئيس الفرنسي بأنه "يشجِّـع السلطة على القمع ويقول لها بأنك في الاتجاه الصحيح".
أما خديجة الشريف، رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات التي شعرت بخيبة أمل، فقد رفضت المشاركة في اجتماع دعت إليه كاتبة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان، واتَّـهمت بدورها ساركوزي بأنه يُـعطي الأولوية للتجارة ولا يعلم بأن "التنمية لا يمكن أن تقتصر على الاقتصاد"، بل ذهبت إلى حدِّ القول بأنه "يستهتر بالمُـجتمع المدني التونسي".
ويدعم هذا الرأي رشيد خشانة بقوله بأن الرئيس الفرنسي "وضع المصلحة الاقتصادية لفرنسا في المقام الأول، وأنه صدم نشطاء حقوق الإنسان، الذين انتظروا موقِـفا مغايِـرا من فرنسا، مَـهد حقوق الإنسان والحريات"، أما مُـنصف المرزوقي، رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية (غير مرخص له) فقد ذهب إلى أكثر من ذلك عندما رأى في هذه التصريحات دليلا على وجود "حِـلف استراتيجي متين بين الاستعمار الجديد، الذي تمثله حكومات الدول الغربية، وخاصة التي يُـسيطر عليه اليمين، وبين الاستبداد الذي تُـعاني منه بلداننا".
كما لفتت السيدة سهير بلحسن، الرئيسة الحالية للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، وهي تونسية الأصل، إلى وجود توجّـه نحو "المحافظة على الأنظمة الدكتاتورية في منطقة المتوسط باسم التبادل التجاري ومحاربة الإرهاب"، وأضافت بشكل لافت أن "الإسلاميين جزء من المجتمع التونسي، ويجب معرفة كيف يأخذون مكانهم، وليس كيف نرميهم في البحر".
وإذ من المرشح أن يستمر هذا الجدل، سواء داخل تونس أو في فرنسا، إلا أن بعض أعضاء الوفد الرسمي المصاحب للرئيس الفرنسي سرّبوا لبعض النشطاء التونسيين بأن ساركوزي قد تلقّـى وعودا أو تطمينات بمعالجة "بعض الملفات المعلقة".
هكذا أعادت زيارة ساكوزي إلى تونس وتصريحاته، الجدَل من جديد حول كيفية النظر في أولويات الإصلاح السياسي، وهل أن مقاومة مظاهر العُـنف تكون بحجب الديمقراطية وغضّ الطرف عن انتهاك الحقوق الأساسية للإنسان؟ وهل من الممكن فصل التنمية عن الديمقراطية؟
أما الإشكالية الأخرى، التي عادت لتُـطرح بقوة على الحركة الديمقراطية التونسية بكل فصائلها فقد لخَّـصها البعض على الطريقة التالية: "كيف يمكن لهذه القوى أن تعيد رؤيتها للتغيير بالاستناد على مُـعطيات الواقع المحلي وحسن استثمار عناصر القوة الذاتية، حتى يكون رصيدها الداخلي هو المنطلق الأساسي في نِـضالها من أجل التغيير السياسي"؟.
وهي نفس الإشكالية التي يدور حولها جدل واسع في صفوف المعارضات العربية، التي لم تنجح إلى حد الآن في تغيير المعادلات الداخلية القائمة لصالحها، وفي الوقت نفسه بقي بعضها يراهن على الضغوط الدولية التي لا تزال بدورها محكومة بمنطق المصالح.. والمصالح فقط!
الخميس، أفريل 17، 2008
فضيحة نقابة الصحفيين في مصر- سبب آخر لضرورة العلمانية في مجتمعاتنا
بإيجاز شديد نظرا لضيق الوقت، أودّ لفت الإنتباه الى الفضيحة "بجلاجل" التي عرفتها نقابة الصحفيين في مصر، وهي قلعة من قلاع حرّية التعبير في هذا البلد العربي العريق. هذا البلد، للأسف الشديد، يشهد منذ عقود ردّة فكريّة واجتماعيّة وثقافية مصاحية لتواصل النظام الإستبدادي للعجوز حسني مبارك، الذي يصرّ على مايبدو توريث الحكم لإبنه. وواضح انّ هذا النظام، ككلّ الزنظمة الديكتاتوريّة الرعناء في منطقتنا لا تتوانى عن فعل ايّ شيء من أجل البقاء في الحكم، وان مرّ ذلك عبر السباحة على موجة التديّن التي تشهدها مجتمعاتنا في اسنوات الأخيرة. وهو ما يفسّر غضّ نظر النظام المصري عن تسلّل المحافظين الى مواقع هامّة في القضاء والتعليم والإعلام، بل وحتّى الى صفوف "الحزب الوطني" الحاكم، كما يمكن ان نستشّف ذلك من مواقف بعض أعضاءه ونوّابه في البرلمان المصري...
النظام المصري يتبّع في ذلك تكتيكا معروفا، وهو اللعب على عامل الخوف لإدامة الحداثيين المصريين تحت رحمته، وليريهم انّه لا بديل لهم عن حمايته من الإخوان المسلمين. وذلك لمنعهم من التحالف مع هؤلاء ولحمد اللّه على انّهم تحت استبداد مبارك، الذي يسمح لهم على الأقلّ بممارسة قناعاتهم وأفكارهم وأساليب عيشهم في هوامش ضيّقة - في بيوتهم وبعض المنابر الإعلاميّة النادرة- خير من الإستبداد المتوقّع بإسم الدين للإخوان ان وصولوا الى الحكم. وهذا تكتيك متبّع ايضا في تونس، حيث تلعب السلة على نفس الوتر لتجيير العلمانيين وتخويفهم من مجرّد الإقتراب من الإسلاميين وان أبدى هؤلاء رغبة في الإعتدال والتعايش.
لكن للأسف، هذا الوصف لا يمكن ان يغنينا عن الإشارة والتنديد بالدور الخطير والغبيّ الذي يلعبه الإسلاميّون في مصر - وتحديدا تنظيهم الرئيسي الإخوان المسملون-، الذين لا يفوّتون فرصة ليثبتوا مدى عجزهم عن التطوّر وعدم قدرتهم على صياغة فكر وخطاب ديمقراطي حقيقي، يفوّت الفرصة على نظام مبارك وعلى كلّ الذين يستغلّون غبائهم كتبرير لحرمن منطقتنا من الديمقراطيّة.
المهمّ، اليكم روابط الى برنامج تلفزيوني (من قناة المحور) يشرح ماجرى في نقابة الصحفيين على ألسنة أطراف القضيّة والى بعض الصور وتسجيل فيديو (من نشرة م الآخر) عمّا حدث منذ أيّام قليلة.
وهذا خبر مكتوب (من جريدة البديل) عن تفاصيل ما جري:
وتابع مكرم «أنا مجرد صوت منفرد في مجلس النقابة وعلي أن أقود حملة لكسب الرأي العام لمواجهة الصحفيين السبعة المعترضين علي إقامة المؤتمر ولا يريدون سماع وجهات النظر الاخري ولا يؤمنون بالحرية».
وقال نقيب الصحفيين «لا أستوعب رفضهم لهذا المؤتمر بعد أن فتحت النقابة أبواها لمؤتمرات التيارات السياسية المختلفة مثل «كفاية».
مضيفاً أنه سوف «يناضل» من خلال مجلس النقابة لعقد المؤتمر وفتح تحقيق حول ما يدعيه الصحفيون السبعة حول موافقة إداريين في النقابة علي دخول قناة إسرائيلية للتصوير داخل النقابة.
وقال المهندس ناجي أرتين منظم المؤتمر «تلقيت اتصالاً هاتفياً صباح أمس قبل موعد المؤتمر بساعات.
من إحدي القنوات الفضائية اخبروني بمنعهم من إدخال كاميرات التصوير المخصصة لتغطية المؤتمر من قبل 7 صحفيين بعضهم أمسك «شومة»، وأضاف آرتين بعد وصولي النقابة تم منعي من قبل الصحفيين وعلي رأسهم جمال عبدالرحيم عضو مجلس النقابة ومعه صالح رجب وماجد علي وآخرون كانوا قد امضوا الليل بالنقابة وحضر نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد ووقعت مشادة بينه وبينهم ومنعوه من دخول النقابة في البداية، وتم عقد اجتماع طويل معهم حضره مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع والدكتور سامر سليمان عضو الحركة، وقال سامر سليمان: إن الصحفيين السبعة أبلغوا النقيب رفضهم لعقد المؤتمر بسبب وجود البهائيين ضمن الحضور، وروجوا بعض الأكاذيب حول قيام قناة إسرائيلية بتغطية المؤتمر، وأضاف سامر: «هناك محركون خلف الستار ومصطفي بكري رفض الحديث أثناء اللقاء، ومحمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات والذي كان موجودا في الصباح احتفي من النقابة».
وقال جمال عبدالرحيم خلال المؤتمر الصحفي: رفض عقد المؤتمر يستند لرفض وزارة التضامن إشهار منظمة «مصريون ضد التمييز الديني»، واستضافة المؤتمر للبهائيين، وكذلك رفض كل أعضاء مجلس النقابة ماعدا حاتم زكريا لعقد المؤتمر، وأضاف: أنه وزملاءه تأكدوا من اتفاق النقابة مع إحدي القنوات الإسرائيلية علي تغطية أعمال المؤتمر.
واتصل ناجي آرتين هاتفيا بالشرطة وطلب تحرير محضر إثبات حالة لإثبات قيام سبعة صحفيين بتعطيل تنفيذ العقد الموقع مع النقابة بعقد المؤتمر، ورفضت قوات الأمن المتواجدة أمام مبني النقابة وقوف أعضاء الحركة في الشارع، ونبهت عليهم ألا يتجاوزوا حدود سلم النقابة.
في سياق متصل عقدت حركة «مصريون ضد التمييز الديني» مؤتمرا صحفيا بحزب التجمع أعلنت فيه علي لسان طلعت فهمي عضو الحزب، ومن مؤسسي الحركة ترحيب كل من الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب، وسيد عبدالعال، أمين عام الحزب بعقد المؤتمر داخل حزب التجمع وهو ما يحدث بالفعل.
وفي أولي جلسات المؤتمر بحزب التجمع قال فؤاد رياض عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: هذا المؤتمر هو بداية لمشروع نادي به المجلس القومي والذي كان ينوي عمل عام 2008 عام المواطنة، وأنا أختلف مع نقيب الصحفيين في اعتباره مسألة حقوق الإنسان مسألة سياسية تقبل الرأي والرأي الآخر، وذلك حينما قال مكرم إن المؤتمر كان ولابد أن يعقد داخل النقابة التي تجمع بين الرأي والآخر، مضيفا أن الدفاع عن حقوق الإنسان لا تقبل الرأي الآخر.
وأضاف أن التمييز هو سرقة حق وحياة وحرمان شخص مناسب لصالح شخص غير مناسب وهو ما يجعل من الشخص كارها للدولة واصفا ذلك بالجريمة.
وتابع رياض: القانون الدولي يسمح للمجتمع الدولي باختراق حدود أي دولة تنتهك حقوق الإنسان، وفرض عقوبات عليها حال ممارساتها للتمييز، لافتا إلي أن المشكلة الأولي في مصر هي عدم سيادة القانون مطالبا بسيادة القانون لمنع عمليات التمييز، وقال إن المشكلة -التمييز- مختلقة ولم تكن موجودة بالمجتمع المصري.
وقالت كريمة كمال ـ الصحفية ـ إن نقابة الصحفيين تم اختطافها من قبل ثلاثة فقط، لافتة إلي أن البلد من الممكن أن يخطف بنفس الطريقة من أصحاب الصوت العالي الذي يثير الناس وقالت إن أجهزة الأمن نفسها تمارس التمييز والسلفيون والإخوان المسلمين مستفيدون من هذا التمييز.
فيما أشار عماد الدين أبوغازي عضو المجلس الأعلي للثقافة إلي أنه كما يوجد في مصر جماعة ضد التمييز الديني فهناك أيضا جماعة مع التمييز الديني.
النظام المصري يتبّع في ذلك تكتيكا معروفا، وهو اللعب على عامل الخوف لإدامة الحداثيين المصريين تحت رحمته، وليريهم انّه لا بديل لهم عن حمايته من الإخوان المسلمين. وذلك لمنعهم من التحالف مع هؤلاء ولحمد اللّه على انّهم تحت استبداد مبارك، الذي يسمح لهم على الأقلّ بممارسة قناعاتهم وأفكارهم وأساليب عيشهم في هوامش ضيّقة - في بيوتهم وبعض المنابر الإعلاميّة النادرة- خير من الإستبداد المتوقّع بإسم الدين للإخوان ان وصولوا الى الحكم. وهذا تكتيك متبّع ايضا في تونس، حيث تلعب السلة على نفس الوتر لتجيير العلمانيين وتخويفهم من مجرّد الإقتراب من الإسلاميين وان أبدى هؤلاء رغبة في الإعتدال والتعايش.
لكن للأسف، هذا الوصف لا يمكن ان يغنينا عن الإشارة والتنديد بالدور الخطير والغبيّ الذي يلعبه الإسلاميّون في مصر - وتحديدا تنظيهم الرئيسي الإخوان المسملون-، الذين لا يفوّتون فرصة ليثبتوا مدى عجزهم عن التطوّر وعدم قدرتهم على صياغة فكر وخطاب ديمقراطي حقيقي، يفوّت الفرصة على نظام مبارك وعلى كلّ الذين يستغلّون غبائهم كتبرير لحرمن منطقتنا من الديمقراطيّة.
المهمّ، اليكم روابط الى برنامج تلفزيوني (من قناة المحور) يشرح ماجرى في نقابة الصحفيين على ألسنة أطراف القضيّة والى بعض الصور وتسجيل فيديو (من نشرة م الآخر) عمّا حدث منذ أيّام قليلة.
وهذا خبر مكتوب (من جريدة البديل) عن تفاصيل ما جري:
جمال عبدالرحيم تصدي للمنظمين «بالشومة».. و النقيب يعتذر عن عدم عقد المؤتمر ..والتجمع يستضيفه
ابتسام تعلب- خليل أبوشادي- سامح حنين
اعتذر مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين عن عدم استضافة نقابته المؤتمر الأول لحركة «مصريون ضد التمييز الديني» بعد الأزمة الحادة التي شهدتها النقابة أمس في اعقاب منع عدد من الصحفيين للقائمين علي المؤتمر من دخول النقابة.
وعقد نقيب الصحفيين مؤتمراً صحفياً أعلن خلاله عدم تمكنه من استضافة المؤتمر بسبب اعتراض عدد من أعضاء المجلس لاسباب غير مقنعة -علي حد قوله.
وقال مكرم: «اعتراضهم جاء دفاعاً عن الإسلام وتخوفاً من حدوث صدامات محتملة داخل النقابة».
وتابع مكرم «أنا مجرد صوت منفرد في مجلس النقابة وعلي أن أقود حملة لكسب الرأي العام لمواجهة الصحفيين السبعة المعترضين علي إقامة المؤتمر ولا يريدون سماع وجهات النظر الاخري ولا يؤمنون بالحرية».
وقال نقيب الصحفيين «لا أستوعب رفضهم لهذا المؤتمر بعد أن فتحت النقابة أبواها لمؤتمرات التيارات السياسية المختلفة مثل «كفاية».
مضيفاً أنه سوف «يناضل» من خلال مجلس النقابة لعقد المؤتمر وفتح تحقيق حول ما يدعيه الصحفيون السبعة حول موافقة إداريين في النقابة علي دخول قناة إسرائيلية للتصوير داخل النقابة.
وقال المهندس ناجي أرتين منظم المؤتمر «تلقيت اتصالاً هاتفياً صباح أمس قبل موعد المؤتمر بساعات.
من إحدي القنوات الفضائية اخبروني بمنعهم من إدخال كاميرات التصوير المخصصة لتغطية المؤتمر من قبل 7 صحفيين بعضهم أمسك «شومة»، وأضاف آرتين بعد وصولي النقابة تم منعي من قبل الصحفيين وعلي رأسهم جمال عبدالرحيم عضو مجلس النقابة ومعه صالح رجب وماجد علي وآخرون كانوا قد امضوا الليل بالنقابة وحضر نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد ووقعت مشادة بينه وبينهم ومنعوه من دخول النقابة في البداية، وتم عقد اجتماع طويل معهم حضره مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع والدكتور سامر سليمان عضو الحركة، وقال سامر سليمان: إن الصحفيين السبعة أبلغوا النقيب رفضهم لعقد المؤتمر بسبب وجود البهائيين ضمن الحضور، وروجوا بعض الأكاذيب حول قيام قناة إسرائيلية بتغطية المؤتمر، وأضاف سامر: «هناك محركون خلف الستار ومصطفي بكري رفض الحديث أثناء اللقاء، ومحمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات والذي كان موجودا في الصباح احتفي من النقابة».
وقال جمال عبدالرحيم خلال المؤتمر الصحفي: رفض عقد المؤتمر يستند لرفض وزارة التضامن إشهار منظمة «مصريون ضد التمييز الديني»، واستضافة المؤتمر للبهائيين، وكذلك رفض كل أعضاء مجلس النقابة ماعدا حاتم زكريا لعقد المؤتمر، وأضاف: أنه وزملاءه تأكدوا من اتفاق النقابة مع إحدي القنوات الإسرائيلية علي تغطية أعمال المؤتمر.
واتصل ناجي آرتين هاتفيا بالشرطة وطلب تحرير محضر إثبات حالة لإثبات قيام سبعة صحفيين بتعطيل تنفيذ العقد الموقع مع النقابة بعقد المؤتمر، ورفضت قوات الأمن المتواجدة أمام مبني النقابة وقوف أعضاء الحركة في الشارع، ونبهت عليهم ألا يتجاوزوا حدود سلم النقابة.
في سياق متصل عقدت حركة «مصريون ضد التمييز الديني» مؤتمرا صحفيا بحزب التجمع أعلنت فيه علي لسان طلعت فهمي عضو الحزب، ومن مؤسسي الحركة ترحيب كل من الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب، وسيد عبدالعال، أمين عام الحزب بعقد المؤتمر داخل حزب التجمع وهو ما يحدث بالفعل.
وفي أولي جلسات المؤتمر بحزب التجمع قال فؤاد رياض عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: هذا المؤتمر هو بداية لمشروع نادي به المجلس القومي والذي كان ينوي عمل عام 2008 عام المواطنة، وأنا أختلف مع نقيب الصحفيين في اعتباره مسألة حقوق الإنسان مسألة سياسية تقبل الرأي والرأي الآخر، وذلك حينما قال مكرم إن المؤتمر كان ولابد أن يعقد داخل النقابة التي تجمع بين الرأي والآخر، مضيفا أن الدفاع عن حقوق الإنسان لا تقبل الرأي الآخر.
وأضاف أن التمييز هو سرقة حق وحياة وحرمان شخص مناسب لصالح شخص غير مناسب وهو ما يجعل من الشخص كارها للدولة واصفا ذلك بالجريمة.
وتابع رياض: القانون الدولي يسمح للمجتمع الدولي باختراق حدود أي دولة تنتهك حقوق الإنسان، وفرض عقوبات عليها حال ممارساتها للتمييز، لافتا إلي أن المشكلة الأولي في مصر هي عدم سيادة القانون مطالبا بسيادة القانون لمنع عمليات التمييز، وقال إن المشكلة -التمييز- مختلقة ولم تكن موجودة بالمجتمع المصري.
وقالت كريمة كمال ـ الصحفية ـ إن نقابة الصحفيين تم اختطافها من قبل ثلاثة فقط، لافتة إلي أن البلد من الممكن أن يخطف بنفس الطريقة من أصحاب الصوت العالي الذي يثير الناس وقالت إن أجهزة الأمن نفسها تمارس التمييز والسلفيون والإخوان المسلمين مستفيدون من هذا التمييز.
فيما أشار عماد الدين أبوغازي عضو المجلس الأعلي للثقافة إلي أنه كما يوجد في مصر جماعة ضد التمييز الديني فهناك أيضا جماعة مع التمييز الديني.