الخميس، أوت 31، 2006

وداعًا..نجيب محفوظ...



الشحّاذ، بين القصرين، السكّريّة..وحوالي خمسين عملاً روائيًا أخر..أبرزها ولاشكّ "أولاد حارتنا"..عبقري فذّ عرف كيف يصوّر الإنسان كما هو ..عاريًا شفافاً..بحسن روحه وقبحها..وأبدع في تشريح مجتمعه بشكل جذّاب ..مغرِ بالغوص بين تفاصيل الكلمات وثنايا الصفحات...


نجيب محفوظ كان رجلاً صاحب مواقف (وان لم تكن جميعها موفّقة حسب رايي وأخرها طلبه مباركة الأزهر لنشر روايته الشهيرة "أولاد حارتنا" التّي كانت ممنوعة في مصر وبعض الدول العربيّة الأخرى..الى حدّ أشهر قليلة قبل وفاته)..ودفع ثمن مواقفه (طُعن بسكّين على يدّ متطرّف ديني في فترة التسعينات)..نال جائزة الجوائز عن استحقاق..ولكنّ معانقته للمجد لم تمنعه يومًا من معانقة أبناء شعبه من البسطاء والفقراء الطيّبين..ولاشكّ انّ ذلك يفسّر الى حدّ كبير عظمة وعبقريّة وفرادة هذا الرجل...


كان ذلك تأبينًا حميميًا لعميد الرواية العربيّة ..علىامل ان تنهل الأجيال الجديدة من عيون أدبه...

الاثنين، أوت 28، 2006

"دارجتنا ..والحبّ"..فقر اللغة أم فقر عقولنا ؟

« Je dis que la langue est le fondement même de l'existence d'un peuple, parce qu'elle réfléchit la totalité de sa culture en signes, en signifiés, en signifiance. Être dépossédé de sa langue, c'est être coupé du dehors, c'est se condamner à l'amnésie. »
Gaston Miron


تحضرني هذه القولة الجدّ بليغة لشاعر/رمز من "الكيباك" بالكندا..هو "غاستون ميرون" أحد الذين ناضلوا طويلاً دفاعًا عن لغة شعبهم وحماية لها من الإندثار..والتفقير..وذلك كتمهيد لموضوع يهمّنا ويمسّنا بشكل مباشر في بلادنا..موضوع الثقافة..واللغة الوطنيّة...


وهذا نصّ مداخلتي في النقاش المذكور أعلاه:

[quote="la_fortuna"]
mais là je parle de notre dialekte tunisen... je pense qu´il est pauvre en belles phrases romantiques! kes k´un tunisien pourrait dire à la femme qu´il aime... je dis bien un tunisen...
[/quote]

ماهوش صحيح..الدارجة متاعنا ثريّة..لكن نحن اللي الله غالب علينا ماناش في المستوى..كان ترجع شويّة لكلام النّاس الكبّار (عزيزك وممّاتك) توّ تكتشف في كلامهم وفي أمثالهم الشعبيّة برشة كنوز.وبرشة كلمات قليل شكون من شباب توّ مازالوا يفهموها..وكيفاش باش يفهموها بالله؟ وهمّ نهار كامل يسمعوا في "ميوعة-ريق آف آم" و يتفرّجوا على "حنّبغل-تي في"..تي كان نعملوا مقارنة بسيطة بين ثراء الدارجة متاعنا اللي غنّى بيها الهادي الجويني وعلي الرياحي والجمّوسي وصادق ثرّيا وصليحة وحبيبة مسيكة وغيرهم..والدارجة المدقدقة اللي حالتها تكرب وايّامها توت متاع اليوم ..متاع "موش نورمال" و"بااز" ..توّ نفهموا علاش برشة منّا ماعادش يعرفوا يعبّروا عن أبسط مشاعرهم أو أفكارهم بلغتهم..وهذاكه علاش انا وغيري عندنا موقف من ظاهرة "الفرانكوآراب" متاع كلمة عربي وكلمة فرنساوي..خاطر هذي نتيجتها..انّها تقتل اللغة وتمنعها من التجدّد والتطوّر الطبيعي من غير ماتتمسخ..وللأسف مع السياسة الثقافيّة والإعلاميّة غير المسؤولة اللي ماشية في البلاد..النتيجة اللي وصلنالها اليوم أكثر من متوقّعة..ومازال الشيّ على قدّام


.[quote] trah ya jmé3a hetou ntarjmouhom hal klimtin bel tounsi: lé mat9all9ch rou7il :wink: yarrak tedfenni w 3omrik atwel min 3omri! :roll:
je suis pas assez bonne en traduction,[/quote]

ثمّة قاعدة أساسيّة في ايّ عمل متاع ترجمة هي في عدم البحث عن الترجمة الحرفيّة متاع كلمة بكلمة..لأنّ ذلك امر مستحيل فكلّ لغة (فصحى او عاميّة) لها نواميسها ومنطقها الداخلي الخاصّين بها..باقيها بالنسبة للعبارات اللي قلت عليهم انجّموا نقولوا في نفس المعنى:

ماتعذّبش نفسك يا عزيزتي، ربّي يخلّيك ليّ وتعيش وتترحّم علي، ربّي يطوّل لي في عمرك...

المهمّ انّا نحاولوا نستنبطوا ونبدعوا شويّة بلغتنا في عوض مانختاروا الحلول السهلة ونحكيوا باللغات الأجنبيّة..والاّ نستسهلوا الحديث بالفرانكوآراب اللي يقضي على أصالة الدارجة وروحها ومن بعد نجيوا نظلموها ونقولوا..لاماهاش غنيّة وكلامنا ماهوش حلوّ...

[quote]
mais[b] j´essaie juste de trouver de belles expressions amoureuses en tunisien..[/b]. j´arrive pas à trouver... je trouve à chaque fois ke notre dialekte n´est pas assez riche, [b]ou ca sonne pas bien quand ca sort de la bouche.[/b]... :roll:[/quote]

كلّها حكاية تعوّد وعقليّة وثقة بالنفس..أنا شخصيًا الحمد لله ماعنديش مشكلة من الناحية هذي..نعبّر عن مشاعري بالدارجة ..كيف مثلاً نحبّ نعبّر عن حبّي لبنيّة نقول لها "نحبّك، نعشقك، نموت عليك، نهواك ونفنى في بحر عينيك..." كيف نحسّ بالرغبة تجاهها نقول لها "شاهيك"..كيف نكلّمها نجّم نقول لها "عزيزتي" "قلبي" ، "حبّي" "روحي" "ممّو عينيّ" الخ...، المهمّ انّ الواحد يكون معتزّ بإنتمائه وبلغته ويحاول يحافظ عليها ويطوّرها..وتوّ تشوف قدّاش الحكاية ساهلة وبسيطة...

وباش ما تقولش (انتِ والاّ غيرك) هذا يخرّف وعايش في الماضي..هاو بعض القصائد بالعاميّة للشاعر الكبير آدم فتحي وغنّاهم لطفي بوشناق..وهمّ برهان ودليل قاطع ظاهرلي على امكانيّة الحديث في الحبّ والتغزّل بالحبيب بالدارجة متاعنا...



اللحظة اللِي شُفْتِكْ فيها

*

اللَحْظَة اللِي شُفْتِكْ فِيهَا يَا رِيتْ نَزْرَعْهَا عْلَى خَدِّي

وَرْدَة , بِغْنَايَة نِسْقِيـهَا وْ نِتْصَنِّـتْ رِيحِتْهَا وَحْدِي

وْ نَحْيَاهَا,وِنْمُوتْ عْلِيهَا نْخَلِّيهَا حْكَايَة مِنْ بَعْــدِي

*

اللَحْظَةْ اللِي شُفْتِكْ فِيهَا يَا رِيتْ نْلَخّصْ بنِّتْـــهَا

فِي كِلْمَـة، نتْهَجَّى بِيهَا وْ قَصْدِي نِتْبَنِّـنْ طَعْمِتْـهَا

وِ نْحِسِّكْ بِيـنْ مْعَانِيـهَا عَصْفُورَة,النَّجْمَة مْخَدِّتْـهَا

*

اللَحْظَةْ اللِي شُفْتِكْ فِيهَا يَا رِيتْ نَحْبِسْـهَا فِي يْدَيَّ

وْمِنْ كُثْرِةْ مَانْخَافْ عْلِيهَا نَعْصَرْهَا بِرْمُوشْ عِيـنَيَّ

وْ نُشْرُبْهَا, لاَ نِرْوَى بِيهَا لاَ نْخَلِّي فِي الكَاسْ بْـقِيَّـة

شعر آدم فتحي

غناء لطفي بوشناق


حبّّّينا حبّينا


*
حَبِّينا حبّينا \ وأللهْ يعْلمْ بينا

بِعْنا النوم الغالي \ واستنّينا لْيالِي \ نِجْمَةْ تضْوِي عْلِينا

عْشَقْنَا العُمْر مْعَاها \ رَغْمِ اللِي عِشْناها \ في مْنامَةْ وِصْحِينا

*

لاَ عْرَفْتِكْ لاَ رِيتِكْ \ يا نِجْمَةْ وْحَبِّيتِكْ

عِشْتِكْ في أحْلامِي \ وْمِنْ أوّل أحْلامِي \ في قَلْبِي خَبِّيتِكْ

ولمّا يْطِيرْ مْنَامِي \ ومَا نْشُوفِكْ قُدّامِي \ نَعْمِلْ رُوحِي نْسِيتِكْ

*

تْصَوّرْتِكْ في خْيَالِي \ واستنِّيتْ لْيالِي

ظَنِّيتْ قَلْبِي عْرِيشْ \ للريحْ ما يْوَطِّيشْ \ وانا قَلْبِي خَالِي

بْعِيدْ عْلِيك يْعِيشْ \ كِي جْنَاحْ بْلاَ رِيشْ \ ما يْطِيرِشْ في العَالِي...

شعر آدم فتحي

غناء لطفي بوشناق



ما عنديش زهر


*

تشْهَد عليّ المْطَرْ \ والعْصَافِرْ في بَابْ بْحَرْ

آنَا لِيكْ ونْمُوتْ عْلِيكْ \ لَكِنْ ما عِنْدِيشْ زْهَرْ

*

بالساعَاتْ \ نِسْتَنَّى قَدَّام المَسْرَحْ

قَلْبِي يْدُقّْ وعَقْلِي يسْرَحْ \ وِسْكَاتِي بْكُلُّهْ حْكَايَاتْ

حْكاياتْ سْنِينْ تْعَدَّاتْ \ رِحْلَةْ بِينْ حْلُوّ وْمُرّْ

وْكِي نْشُوفِكْ يِغْلِبْنِي لْسَانِي \ تَاخُذْنِي الحِيرَةْ وْتنْسَانِي

كَايِنِّي تِمْثَال حْجَرْ

نْخَلّيكْ تِمْشِي \ وْنِفْرِشْ لْخطْواتِكْ رمْشِي

ونْضَيَّعْ فُرْصِةْ لعْمُرْ

مشْ قُتْلِكْ يا زَهْرِةْ عُمْرِي \ آنَا مَا عِنْدِيشْ زْهَرْ

*

مَرَّةْ نِحْلِمْ \ نِبْنِي لِكْ عَ القَمْرَةْ عْرِيشْ

وننْسَى اللِي مَا في حَالِيشْ \ ولمّا تْذَكّرْنِي نِتْأَلِّمْ

نِتْأَلّمْ لكِنْ لاَ نْسَلِّمْ \ لا نْمِدّ يْدَيَّ لْبَشَرْ

وْمَرَّةْ نِحْلِمْ بِيكْ مْعَايَ \ في قَهْوَةْ نْبُوحْ لِكْ بِهْوَايَ

ومَا نْحِسِّشْ بالوَقْتْ يْمُرّْ

يْطِير النُومْ \ يْفَكّرْنِي اللِي قْهَاوِي اليُومْ

ما تَعْرَفْشِي تْخَبِّي السرّْ

مُشْ قُتْلِكْ يا زَهْرِةْ عُمْرِي \ آنَا ما عنْديش زْهَرْ

*

نْقُول لْرُوحِي \ نَحْكِي لِكْ عَ الوَقْت القَاسِي

على احْوَال الناس اللِي تْقَاسِي \ عْلى رغِيف الخُبْزْ على رُوحِي

على غْنَاكْ اللِي يْدَاوِي جْرُوحِي \ على غُرْبَةْ مِنْ غِير سْفَرْ

خَايِفْ لاَ تْقُلِّيشْ نْهَارْ \ اهْدِي لِي بَاكُو نوَّارْ

نْوَلِّي نِتْجَرَّعْ في المُرّْ

وْنِتْسَبَّلْ لِكْ \ وِنْلَوِّجْ كِيفاشْ نْقُلْ لِكْ

يَا خْسَارَةْ مُشْ رَاس شْهَرْ

مُشْ قُتْلِكْ يا زَهْرِةْ عُمْرِي \ آنا ما عنْديش زْهَرْ



شعر: آدم فتحي

تلحين و غناء: لطفي بوشناق


العين اللي ما تشوفكشي



*

العِين اللِي مَا تْشُوفِكْشِي \ يا خْسَارَةْ كُلّ اللِي رَاتُه

والقَلْب اللِي مَا يْحِبّكْشِي \ قُلْ لِي آش يعْمِلْ بِحْيَاتُه

*

يا زَهْرِةْ عُمْرِي يا سَمْرَا \ م اللي نَوّرتِ لْيَالِيَّ

كايِنّي عَنَّقْت القَمْرَةْ \ وقْطَفْت الشَمْس بْعِينَيَّ

نحْلِفْ لَوْ نمْشِي عَ الجَمْرَةْ \ حُبّكْ يَهْدِي لِي جْنَاحَاتُهْ

*

آنا عُمْرِي سْقِيتُهْ بْيِدِّكْ \ شُفْتُه يِكْبِرْ بِيكْ وبِيَّ

يْفَتَّحْ كِي الوَرْدَةْ على خَدِّكْ \ يمْسَحْ لِي دمْعِةْ خُدَّيَّ

أمّا قَلْبِي مْلِكْتُه وَحْدِكْ \ اِسْمَعْ اسْمِكْ في دقَّاتُهْ

*

عُمْرِي ضاعْ وْرَايَ وخَلّى \ اوْرَاقِي تذْبِلْ بِين يْدَيَّ

ولمّا حَبّيتِكْ يا لِلَّةْ \ شَجْرِةْ عُمْرِي رَجْعِتْ حَيَّةْ

لوْ ما كنت نْخافْ مْن الله \ نْقُولْ حُبِّكْ يِحْيِي اللي مَاتُوا

شعر: آدم فتحي

تلحين: لطفي بوشناق


انتِ شمسي

*
إنْتِ شَمْسِي إنْتِ \ ما تْغِيبِيشْ \ إنتِ عُمْرِي إنتِ \ ما تْضِيعِيشْ

إنتِ روحي إنتِ \ ما تْخافِيشْ \ آنا نْحِبِّكْ انتِ \ وما نْخَبِّيشْ

*

آنا اللِي تْصَوَّرْتِك اِسْم كْتَابِي

وصَوّرْتِكْ على أوْراق شْبابِي

نستنّاك لْيالِي ولوْ ما تْجِيشْ

نخْترعِكْ في خْيالِي وبِيك نْعِيشْ

*

آنا اللي تْصوّرتِكْ على كِيفي

وصوّرتِكْ على أوْراق خْرِيفِي

نستنّاك لْيالِي ولو ما تْجِيشْ

نخترعِكْ في خْيالِي وبِيكْ نْعِيشْ

*

آنا اللي تْصَوّرتِكْ مَمُّو عِينِي

وصوّرْتِكْ بِيدِي عْلى خْطُوط جْبِينِي

نستنّاكْ لْيالِي ولو ما تْجِيشْ

نختَرْعِكْ في خْيالِي وْبِيك نْعِيشْ

*

آنا اللي تْصوّرتِكْ أحْلى بَسْمَةْ

وصوّرْتِكْ على شبّاكِي نِسْمَةْ

نستنّاك لْيالِي ولو ما تْجِيشْ

نخترْعِكْ في خْيالِي وبِيكْ نْعِيش

شعر: آدم فتحي

موسيقى: فولكلور أمريكا اللاتينيّة



http://www.adamfethi.com/htm/janah/bouchnak.htm

الجمعة، أوت 25، 2006

قصيدة أحمد مطر..الى الجنوب والمقاومة

قصيدة رائعة أرسلها لي أحد الأصدقاء عبر المايل:


الشاعر الكبير أحمد مطر الى السيد حسن نصر الله ولأبناء الجنوب اللبناني


الجهاتُ الأربعُ اليومَ: جَنـــوب!

كُلُّ وقتٍ
ما عدا لحظة ميلادكَ فينا
هو ظِلٌّ لنفاياتِ الزمانْ
كُلُّ أرضٍ
ما عدا الأرض التي تمشي عليها
هي سَقْطٌ مِن غُيارِ اللاّمكانْ
كُلُّ كون
قبل أن تلبسَهُ.. كان رمادا
كلُ لونٍ
قبل أن تلمسهُ.. كان سوادا
كلُ معنىً
قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفوانْ
كان خيطاً من دُخانْ
لم يكن قبلكَ للعزَّةِ قلبٌ
لم يكن قبلكَ للسؤددِ وجهٌ
لم يكن قبلكَ للمجدَ لسانْ
كلُ شيءٍ حَسَنٍ ما كان شيئاً
يا جنوبيُّ
ولمّا كنتَ.. كانْ!

****

كانتِ الساعة لا تدري كم السّاعةُ
إلاّ
بعدما لقَّـنَها قلبكَ درسَ الخَفقانْ!
كانت الأرضُ تخافُ المشيَ
حتى عَلمتْها دَفقاتُ الدَّمِ في قلبكَ
فنَّ الدّورانْ!
لن تتيه الشمسُ، بعدَ اليومِ،
في ليلِ ضُحاها
سترى في ضوءِ عينيكَ ضياها!
وستمشي بأمانٍ
وستمشي مُطمئـناً بين جنْـبَيها الأمانْ!
فعلى آثارِ خُطواتِك تمشي،
أينما يمَّمتَ.. أقدامُ الدُّروبْ!
وعلى جبهتكَ النورُ مقيمٌ
والجهاتُ الأربع اليوم: جنوبْ
يا جنوبيُّ..
فمِنْ أينَ سيأتيها الغروبْ؟!
صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ
فأَنّى راحَ.. لاح الكوكبانْ
مِلءَ عيْنيكَ،
وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ الكَرى،
لاتغمضانْ!
****

يا جنوبيُّ..
ستأتيكَ لِجانُ الجانِ
تستغفِرُ دهرَ الصمتِ والكبْتِ
بصوتِ الصولجانْ
وستنهالُ التهاني
من شِفاهِ الإمتهانْ!
وستَغلي الطبلةُ الفصحى
لتُلقي بين أيديكَ
فقاعَ الهذيانْ
وستمتدُّ خطوطُ النارِ،
كُرمى لبطولاتكَ،
ما بين خطابٍ أو نشيدٍ أو بيانْ
وستجري تحتَ رِجليكَ
دِماءُ المهرجانْ
يا جنوبيُّ
فلا تُصغِ لهمْ
واكنُسْ بنعْليكَ هوى هذا الهوانْ
ليس فيهم أحدٌ يملكُ حقَّ الامتنانْ
كُلهم فوقَ ثناياهُ انبساطٌ
وبأعماقِ طواياهُ احتقانْ!
هم جميعاً في قطارِ الذلِّ ساروا
بعدما ألقوكَ فوق المزلَقانْ
وسقَوا غلاّية السائقِ بالزيتِ
وساقُوا لكَ كلَّ القَطِرانْ!
هُم جميعاً
أوثقوا بالغدرِ أيديكَ
وهم أحيوا أعاديكَ،
وقد عُدتَ مِنَ الحينِ
لِتُحيينا.. وتسقينا الحنانْ
كيف يَمْتـَنّونَ؟
هل يَمتنُّ عُريانٌ لِمن عَراهُ؟
هل يزهو بنصرِ الحُرِّ
مهزومٌ جبانْ؟!
****

يا جنوبيُّ..
ولن يُصدِقكَ الغَيْرةَ
إلاّ عاهِرٌ
ليس لهُ في حلباتِ العهْرِ ثانْ
بهلوانٌ
ثُعْلبانٌ
أُلعُبانْ
دَيْدَبانْ
مُعجِزٌ في قبحِهِ..
فاعجَبْ لِمنْ في جَنبهِ
كُلُّ القباحاتِ حِسانْ
كيف يبدو كلّ هذا القبْح
فيمَن قد بَراهُ الحَسَنانْ؟!
هوَ من إلْيَتِهِ السُّفلى
إلى إلْيَتِهِ العُليا
نفاياتُ إهاناتٍ.. عَليها شفتانْ!
وهوَ في دولتهِ
-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-
دودةٌ من مَرْطَبانْ!
سوف يُفتي: إنهُ ليس قَراركْ
وسَيُفتي: مجلسُ الأمنِ أجارَكْ
قلْ لهُ: في قبصةِ المجلس
آلاف القراراتِ التي تحفظُ داركْ
لِمَ لا يَمسَحُ عاركْ؟!
قُلْ لهُ: مِن مَجلسِ الأمنِ
طَلبْتَ الأمنَ قَبلي..
فلماذا أنت لا تجلسُ مثلي بأمانْ؟
قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا الغليانْ
قُلْ لهُ: إن بذورَ النّصرِ
لا تَنبُتُ إلاّ.. في ميادينِ الطِّعانْ
قُلْ لهُ: أنتَ مُدانْ!


****

يا جنوبيُّ
وَهَبْتَ الرِّيحَ باباً مُشرَعاً
من بَعدِما شرَّعتَ أسبابَ الهبوبْ
فَأصِخْ..
ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ يأتي
مِن ملايين الثُقوبْ!
لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ شيءٍ
إنها.. نحنُ الشعوبْ!
وقصارى ما يُرجّى مِن ثُقوبٍ
أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصى الوثوبْ!
سوف تحتلُّكَ
تأييداً وتعضيداً وتمجيداً
ونَستعمرُ سَمعيكَ
بجيشِ الهيَجانْ
يا جنوبيُّ
فَسَرِّحْنا بإحسانٍ
وقُلْ: فات الأوانْ
أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُم على الزَّحفِ
وإنّي، من زمانٍ،
قد تجاوزتُ حدودَ الطيرانْ!
وأنا استأصَلتُ مِنّي ورماً
ثم تعافيتُ
ومازلتُم تُقيمونَ جميعاً
في خلايا السَّرطانْ!
وأنا هدًّمتُ للشرِّ كياناً
ولهُ في أرضِكُمْ..
مازالَ عِشرونَ كيانْ!
****

يا ابنَ لُبنانَ
بمضمارِ العُلا
طالعْتَ طِرْسَ العِزِّ
واستوعبتَ دَرسَ العُنفوانْ
قُلتَ: ماذا يجلبُ النَّصرَ؟
فقالتْ نفسكَ الحُرةُ:
إيمانٌ
وصبرٌ
وزِناد
وبَنَانْ
فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ النَّصرَ
.. وما خاب الرِّهانْ


****

يا ابن لُبنانَ.. هَنيئاً
وحْدكَ النّاجحُ،
والعُرْبُ جميعاً..
سقطوا في الامتحانْ!


أحمـد مطـر

humeur poétique du moment..l'autre Pablo Neruda...



Corps de Femme



Corps de femme, blanches collines, cuisses blanches,
l'attitude du don te rend pareil au monde.
Mon corps de laboureur sauvage, de son soc
a fait jaillir le fils du profond de la terre.


je fus comme un tunnel. Déserté des oiseaux,
la nuit m'envahissait de toute sa puissance.
pour survivre j'ai dû te forger comme une arme
et tu es la flèche à mon arc, tu es la pierre dans ma fronde.


Mais passe l'heure de la vengeance, et je t'aime.
Corps de peau et de mousse, de lait avide et ferme.
Ah! le vase des seins! Ah! les yeux de l'absence!
ah! roses du pubis! ah! ta voix lente et triste!


Corps de femme, je persisterai dans ta grâce.
Ô soif, désir illimité, chemin sans but!
Courants obscurs où coule une soif éternelle
et la fatigue y coule, et l'infinie douleur.

(Pablo Neruda)



et pour ceux qui comprennent l'espagnol.. la version d'origine donne ça:

Cuerpo de mujer, blancas colinas, muslos blancos,
te pareces al mundo en tu actitud de entrega.
Mi cuerpo de labriego salvaje te socava
y hace saltar el hijo del fondo de la tierra.


Fui solo como un túnel. De mí huían los pájaros
y en mí la noche entraba su invasión poderosa.
Para sobrevivirme te forjé como un arma,
como una flecha en mi arco, como una piedra en mi honda.


Pero cae la hora de la venganza, y te amo.
Cuerpo de piel, de musgo, de leche ávida y firme.
Ah los vasos del pecho! Ah los ojos de ausencia!
Ah las rosas del pubis! Ah tu voz lenta y triste!


Cuerpo de mujer mía, persistiré en tu gracia.
Mi sed, mi ansia sin límite, mi camino indeciso!
Oscuros cauces donde la sed eterna sigue,
y la fatiga sigue, y el dolor infinito.

الثلاثاء، أوت 22، 2006

الأزرق والأحمر وصبغات أخرى..لعزمي بشارة


هذا مقال رائع للمفكّر والسياسي المناضل الفلسطيني الكبير د.عزمي بشارة ..قرأته في بداية الحرب الأخيرة على لبنان..وأضعه الأن رغم توقّف الحرب..لأنّه من افضل ما قرأت لهذا العبقري العربي...




الأزرق والأحمر وصبغات أخرى..


14/07/2006 23:18


إيفاد لارسن ليس إيفادا لمبعوث دولي لتقصي حقائق وتقديم تقرير، إيفاد لارسن هو بحد ذاته موقف. فالرجل ليس فقط رجل حزب العمل الإسرائيلي في مسألة الصراع مع الفلسطينيين، بل هو رجل الموقف الإسرائيلي من المقاومة اللبنانية، إنه طالب دية شرف باراك بعد الانسحاب، والمشرف على تنفيذ القرار 1559. لا يعتبر لارسن عبور الخط الأزرق خطا أحمر فحسب، بل يعتبر المقاومة اللبنانية ميليشيا داخلية. إنه رجل مقولة "الشرق الأوسط الجديد" القديمة بامتياز، و"الشرق الأوسط الجديد" يعني فيما يعنيه "تطبيع" علاقة الدول العربية مع بعضها بحيث تتساوى علاقاتها مع علاقات كل منها مع إسرائيل في أفضل الحالات. وهو الناقم الأبدي على ياسر عرفات الذي افسد طبخة أوسلو ولم يتصرف كما رسم له. ولذلك تختلط لديه المرارة والحقد على "المتطرفين العرب" بالخيبة وتوقع العجز من "المعتدلين العرب" الذين يجب أن يثبتوا دائما أنهم على قدر توقعات المؤسسة الإسرائيلية منهم


هذا هو الأساس. أما الزيارات المكوكية فتطمسه، تغطيه بأكوام من العناوين الترابية فيظهر لارسن بمظهر الوسيط، وهو ليس وسيطا ولا وسطا، وسوف تغرق الصورة الشاملة بالتفاصيل والتوقعات ووقف إطلاق النار والهدنة وشروطها وتطبيق 1559.

حبذا لو لم يتم استقباله حتى تحترم المؤسسة الدولية موقف لبنان والمقاومة وترسل مبعوثا دوليا لا جابي ضرائب إسرائيلي. فمن غير الواضح إطلاقا أن من يجب أن يدفع الثمن هو لبنان. لقد أرادت إسرائيل حرب ستة أيام، مجازا وحرفيا، استعارة وعددا، ولكنها لن تكون كذلك.

لا علاقة لهذه المعركة بتحرير أسيرين، هؤلاء قضية جانبية بالنسبة لإسرائيل، وربما تقبل بصفقة تبادل حين يحين الوقت. للعدوان الحالي هدف وأجندة سياسية داخلية لبنانية وإقليمية.

لا تلعب المقاومة دور الضحية، ولم تطلب تعاطفا دوليا مع الضحية، بل تضامنا نضاليا من قبل الأحرار. هذه قواعد لعبة أخرى، نسيها العرب، ولا أدري إذا كانت قد سمعت بها أصلا تلك الأنظمة التي لم تنحدر من مثل هذه اللغة. إنها أخيرا لغة حركات التحرر والمقاومة التي تجبي ثمن الاستعمار من المستعمر. والمقاومة تراهن على أن يدفع الخصم ثمنا لا يستطيع ولا يرغب مجتمعه بدفعه، وهي تحاول أن تقيده بحيث يستخدم فقط جزء من قوته. هكذا تحاول المقاومة أن تحيد التفوق العسكري.

لم تغامر المقاومة، فهي لم تختار التوقيت. إسرائيل هي التي اختارت هذا التوقيت من أجل فتح معركة شاملة ضد المقاومة. ومن ضمن عوامل اختيار إسرائيل لهذا التوقيت معرفتها برد فعل بعض العرب. السياق هو إذا عكس ما يقولون تماما. وموقفهم ذاته الذي يتهم المقاومة بالمغامرة هو من عوامل اختيار التوقيت.

الى هنا التحليل العقلي.ومن هذه النقطة يحتم الموقف كلاما آخر بنبرة أخرى. ولذلك نقول:
عمليا، يتهم هؤلاء المقاومة قائلين: "لماذا اخترتم هذا التوقيت، ألم تأخذوا بعين الاعتبار أننا أنذال؟ وإذا كنتم تعرفون أننا أنذال فما هي حجتكم للقيام بعمليات بطولية في هذا الوقت بالذات؟".

لا أستطيع أن أنسى كاركاتيرا إسرائيليا عنصريا حقيرا رأيته على ملصقات على جدران حيفا في طفولتي يصور العربي كمن يطعن سكينا في الظهر... أما الكاركاتير العربي الواقعي الذي رأيته في خريف هذا العمر فيقلد الرسم الإسرائيلي عن العرب الممسك بالخنجر نفسه، مع الفرق أن السكين إسرائيلي والظهر وعربي.

سجل!! سجل أنه بدلا من أن تفك لغة المقاومة لسان بعض الأنظمة أمام إسرائيل وأميركا، وبدل أن تتغطى على الأقل بهذه الفرصة التي لاحت لكي تحتج على الصلف والاستهتار الإسرائيلي بها، حررت أيديها لتطعن المقاومة في ظهرها. لا يفترض أن ينسى التاريخ هذا الموقف. إذ أن الشعوب لن تنساه. حاول أن تكون أمينا لذاكرة الشعوب، فهذه لن تسقط من دفتر ملاحظاتها المقارنة بين الشعر المصبوغ والمشاعر المصبوغة وبين المقاومة المستحكمة في وجه البوارج في مدن قطعت بينها الطرق. لن تدعه الذاكرة يمر عن غزة وبيروت وصور وصيدا مرور اللئام قبل أن يقطع لها عهدا، تريد الذاكرة التي ما زالت حية ترزق عهدا منه ألا يمحو من قيده الانتقائي الفرق بين شيب متصابين يصبغون شعورهم وأطفال شابت شعورهم لمرأى أشلاء إخوتهم. سجل!! أحفر في صخرك صرح هذه الألوان!! ولا تخدعنا فترسم على رمال الصحاري!!
طوبي للفقراء والمساكين لأنهم سوف يرثون السماء.
طوبي للمقاومين لأنهم سوف يرثون الأرض.
أما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
صدق الله العظيم .

الاثنين، أوت 14، 2006

Gaston Miron..un parfum d'amour et de liberté..du Québec...

Aujourd'hui , je viens de faire une découverte..graçe à une personne qui est en soi..une hereuse découverte pour moi.., je viens de découvrir la fraicheur et la simplicité et la profondeur d'un poète assez spécial.., un poète militant trés attaché à la "cause culturelle" dans son pays ..et surtout qui sait exprimer avec des mots trés simples les sentiments humains les plus complexes..j'aime ça ..et je ne t'en remercierai jamais assez petite rouquinette :-)

l'un des poèmes que j'ai apprécié...





Déclaration

à la dérive


Je suis seul comme le vert des collines au loin
je suis crotté et dégoûtant devant les portes
les yeux crevés comme des oeufs pas beaux à voir
et le corps écumant et fétide de souffrance


je n'ai pas eu de chance dans la baraque de ma vie
je n'ai connu que de faux aveux de biais le pire
je veux abdiquer jusqu'à la corde usée de l'âme
je veux perdre la mémoire à fond d'écrou


l'automne est venu je me souviens presque encore
on a préparé les niches pour les chiens pas vrai
mais à moi, ;a mon amour, à mon mal gênant
on ouvrit toutes grandes les portes pour dehors


or dans ce monde d'où je ne sortirai bondieu
que pour payer mon dû, et où je suis gigué déjà
fait comme un rat par toutes les raisons de vivre
hommes, chers hommes, je vous remets volontiers

1 — ma condition d'homme
2 — je m'étends par terre
dans ce monde où il semble meilleur
être chien qu'être homme


Gaston Miron

الخميس، أوت 10، 2006

دموع السنيورا..عظمة لبنان..والحلم العربي...

دموع السنيورا..عظمة لبنان..والحلم العربي...










شاهدت منذ قليل على قناة الجزيرة مقتطفات من كلمة رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورا في اجتماع وزراء الخارجيّة العرب..، وبغضّ النظر عن عظيم احتقاري للأغلبيّة الساحقة من الوزراء الحاضرين الذين اضطرّوا لأخذ الموافقة الإسرائيليّة للذهاب الى بيروت نفاقًا وخوفًا من غضبة الشارع العربي، والذين لايعدوا ان يكونوا دمى متحرّكة في ايدي أباطرة الإستبداد العربي الذين اوصلونا الى مانحن عليه اليوم من ذلّ وهوان وانحطاط، بغضّ النظر عن كلّ ذلك استوقفني مشهد فؤاد السنيورا وهو يتحذّث عن عروبة لبنان..عروبة الإختيار لا القرار والإرغام، مغالبًا دموعه الحارّة..في لحظة فقد فيها السيطرة على آلامه وأوجاعه وشعوره بالغدر والخذلان من اخوان العروبة قبل" اصدقاء لبنان" من الغربيّين...

رغم القتامة النسبيّة للمشهد العامّ ورغم انّ هذا الإجتماع لا يمكن الاّ ان يكون في الجانب الأكثر ظلمة منه (وهو حال الوضع العربيّ برمّته) فإنّ رؤية دموع السنيورا حرّكت فيّ مشاعرًا وأفكارًا قويّة متأجّجة...، فهي اوّل مرّة (ولا اعتقد انّ هناك منكم من يخالفني في ذلك) نرى فيها مسؤولاً عربيًا رسميًا يتجاوز دوره المسرحي الباهت الموكل اليه من وليّ نعمته الحاكم بأمر واشنطن، وينزع عن وجهه قناع الرصانة والجدّية الزائفتين ويفسح المجال لإنسانيّته، انّها اوّل مرّة نحسّ فيها بأنّ مسؤولاً عربيًا يحسّ مثلما نحسّ نحن المواطنون العرب الأغبياء المتهوّرون (الذين لا نفهم شيئًا من مقولات الحكمة والواقعيّة والتوازنات الدوليّة...) بالغضب والثورة والحزن ..والعجز ربّما...، انّ دموع السنيورا هي بالنسبة لي ابرز دليل على عظمة ذلك البلد الصغير المُسمّى لبنان..، هذا البلد رغم كلّ مشاكله وآلامه ورغم كلّ ما لحقه ويلحقه من دمار ودماء لازال يحافظ على الحلم فينا، لايزال يخبرنا انّنا لسنا سيّئين الى هذه الدرجة ويعلّمنا من جديد معانِ كدنا نمحوها من ذاكرتنا ومخيّلتنا الى الأبد...، فلبنان هو الدولة العربيّة الوحيدة التّي تدير شؤونها حكومة مُنتخبة بشكل ديمقراطي (دون اعتبار المثالين الفلسطيني والعراقي لظروف الإحتلال) ، لبنان هو الدولة الوحيدة التّي تجمع اليوم بين خياري الإستقلال الداخلي والإستقلال الخارجي..فهناك في بيروت يحاربون على كلّ الجبهات ..ضدّ الإستبداد بإسم العروبة والمصير القومي الواحد الذي جعل نظام بشّار الأسد نفسه وصيًا عليه ، ضدّ الحسابات والمحاور الإقليميّة، وايضًا اليوم ومرّة اخرى ضدّ الهمجيّة الصهيونيّة وارادة القوّة والإستعلاء الإمبريالي الأمريكي...، يحاربون من أجل بناء وطن..، وطن ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب، وطن علماني تعدّدي، لا افضليّة فيه لأيّ دين او مذهب أو طائفة على البقيّة ، وطن منفتح على العالم مع تمسّكه بإنتمائه وأصالته..، وهذا الوطن الحلم ..هو المُستهدف اليوم دون أدنى شكّ...

فبلد عربيّ كهذا لا يمكن ان يخدم مصلحة انظمة عربيّة فاسدة مستبدّة بشعوبها، تستثمر كلّ طاقاتها لإقناع هذه الشعوب انّ الديمقراطيّة هي بدعة غربيّة لاتصلح لنا وانّ افضل ما يمكن ان نطمح اليه هو مجرّد "مستبدّ عادل"..ندعو له بالصلاح ونأمل منه العدل والحِلم والرفق بنا وبمقدّرات البلاد..، ولبنان ديمقراطي لا يمكن ان يخدم مصلحة اسرائيل التّي ستفقد موقعها ك" الديمقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط" حسب التعبير الغربيّ الشائع..خاصّة وانّ حكّام تلّ ابيب لا يجهلون انّ انتقال عدوى الديمقراطيّة الى العرب لن يلبث ان يعينهم على النهوض والتحوّل الى قوّة اقليميّة فاعلة ستعرف كيف تدافع عن نفسها في وجه العدوان والتجبّر، وبلد علماني لكلّ الأديان والمذاهب لا يمكن ان يرضي قوى الظلام المتديّن في ربوعنا فذلك سينسف كلّ مقولاتهم ومشاريعهم المتعلّقة بإقامة نظام استبداد ذي مرجعيّة سماويّة مُفترضة...

انّ معركة لبنان اليوم الى جانب انّها معركة من أجل فرض ارادة بلد حرّ مستقلّ في مواجهة أطماع واملاءات كيان عنصري غاصب ..هي ايضًا معركة ذات دلالات عميقة وخطيرة وقد تكون مصيريّة بالنسبة لنا كعرب..، فهي معركة بين مشروع الدولة العربيّة الديمقراطيّة ، العلمانيّة المتمسّكة بإنتمائها الثقافي دون اكراه ودون تعصّب، دولة الحريّات الخاصّة والعامّة..، بلد الثقافة والفنون والجمال ..والجنون المبدع..، وبين كلّ الأطراف التّي ترفض ان يبني العرب هذه الدولة وان ينهضوا من سباتهم ومن اوحال تراث التواكل والجهل والتخلّف والتبعيّة ... ففي دموع السنيورا اليوم تجلّت من جديد عظمة لبنان ..وترائى لنا من جديد شعاع الأمل بغد عربيّ مشرق.. وهاهي بيروت اليوم تدفع من جديد الثمن باهظًا.. " حتّى تكون بيروت ربيع العرب" كما حلم الكاتب والصحفي سمير قصير شهيد الكلمة العربيّة الحرّة .. الذي اغتالته ايدي الظلم والظلام.

تحيّتي وخجلي ودموعي..وشكري الى بيروت.

تحيّة متجدّدة الى الأسير البطل محمّد عبّو...



تحيّة متجدّدة الى محمّد عبّو الذي لايزال قابعًا في سجن الكاف بسبب تجرّئه على التعبير عن أفكاره على الأنترنات..وتحيّة الى زوجته الصامدة سامية..والى كلّ أحبّائه وأصدقائه..والى كلّ عشّاق الحريّة في تونس...

رغم الدّاء والأعداء...






تحيّة للإخوة الفاضين شغُل في الوكالة النونسيّة للأنترنات (آ تي اي) ..اللي قرّروا انّ المدوّنة متاعي مخطرة وارهايّة وتستحقّ القطع والسنسرة..معناها وفات مشاكل البلاد والعباد وجايين اتبّعوا فينا حتّى هوني في العالم الإفتراضي يا بوقلب؟!!!

حاصله، حبّيت نشكرهم اللي خلاّوها تعيش لمدّة شهرين كاملين، وحبّيت نقول لهم زاده..اللي راني مانيش ناوي نسلّم في حقّي كمواطن حرّ في التعبير بحريّة عن أفكاري، ارائي، خواطري..في كلّ ما يخصّ ذاتي، بلادي والعالم اللي عايش فيه..وشكرًا


ويتواصل المشوار..وتحيى الركشة..تحت الياسمينة في الليل...



*هذا عنوان المدوّنة الأولى متاعي..اللي صارت مقطوعة من تونس

http://ta7t-el-yassmina-fillil.blogspot.com