الأحد، ديسمبر 30، 2007

الحرّية للمدوّن السعودي فؤاد فرحان


من المغرب، الى مصر ، الي السعودية، مرورا بتونس... يدفع الأحرار كلّ يوم ضريبة حرّيتهم وحرّية هذا الوطن العربي المُكبّل بقيود الطغاة.

الحرّية لفؤاد فرحان المدوّن السعودي المِعتَقَل منذ ثلاث أسابيع بسبب تعبيره عن أرائه الإصلاحية على مدوّنته. فلنتضامن جميعا معه ومع كلّ ضحايا القمع العربي.. الذي طال حتّى فضاء الأنترنات.

لمزيد من المعلومات، زيارة هذا الموقع الخاصّ بعميد المدوّنات السعودية:

http://ar.freefouad.com/


الأربعاء، ديسمبر 26، 2007

لحرّية التعبير أدوّن!


ولو انّ عنوان الحملة هو "يوم التدوينة البيضاء" ، الاّ أنّني أرى أنّ عدم التدوين لن يخدم قضية حرّية التعبير على "الأنترنات التونسي" وحرّية التعبير في بلادنا بشكل أعمّ. التوقّف عن التدوين لن يسعد غير صاحب المقصّ وأسياده المصرّين على مواصلة التحكّم في مصير عشرة ملايين بشر في القرن الواحد والعشرين، بينما تتجّه كلّ بلدان العالم ، من أمريكا اللاتينية الى افريقيا، طريق الديمقراطية ودولة القانون والمساواة بين المواطنين.

فلندوّن اذن رفضا لحجب مدوّنة "فري رايس" وغيرها من المدوّنات. فلندوّن ونطالب بحرّيتنا وبحقّنا في ان نعامَل كمواطنيين أسيادا في بلادنا، لا رعايا محرومين من نعمة العقل والإختلاف مع "أولياء أمرنا".

ختامًا، تحّية الى كلّ تونسية وتونسي مازال متمسكا بحرّيته وكرامته وبحقّه في ان يعامل كمواطن كامل الحقوق لا كفرد تائه وسط القطيع.


الى البقيّة أقول لهم: إرفعوا رؤوسكم... لقد مضى عهد الإستبداد!

غسّان بن خليفة

الأحد، ديسمبر 16، 2007

مبادرة مهمّة... تأسيس رابطة العقلانيّين العرب

هذا بيان صدر مؤخرًا عن مجموعة من المثقّفين والمثقّفات العرب... مبادرة طيّبة، جائت في وقتها ووجب تشجيعها بهدف التصدّي الى التيّارات الرجعية السائدة أكثر فأكثر في مجتمعاتنا

بيان "رابطة العقلانيّين العرب"

بدعوة من الصّادق جلال العظم وجورج طرابيشي ورجاء بن سلامة وعزيز العظمة ومحمّد عبد المطّلب الهوني، وبحضور مجموعة من المثقّفين العرب، انعقد مؤتمر "رابطة العقلانيّين العرب"، بباريس من 24 إلى 27 نوفمبر 2007، وقد تمخّضت عنه هذه الورقة التّأسيسيّة :

شهد العالم العربيّ، منذ هزيمة حزيران/يونيو 1967 خاصّة، تحوّلات اجتماعيّة ارتكاسية، من مظاهرها الإجهاز على المنجزات الحداثيّة التي سبقت أو تلت مباشرة مرحلة الاستقلال الوطنيّ، وصعود التّيّارات الإسلامويّة التي تكفّر الفكر والمعرفة والإبداع، والتّراجع المتصاعد لدور المثقّف النّقديّ إلى تخوم الاستقالة والتّلاشي.
وتمثّل ولادة "رابطة العقلانيّين العرب" التي تعلن عنها هذه الورقة التّأسيسيّة تلبية لحاجة تمليها الوقائع المعيشة اليوم في العالم العربيّ، ذلك أنّها تدعو إلى إعادة الاعتبار إلى الثّقافة النّقديّة، وتتطلّع إلى مجتمع بديل متحرّر من تديين السّياسة وتسييس الدّين، ومنعتق من العموميّات الإيديولوجيّة اللاّعقلانيّة التي تذيب القضايا جميعها في شعارات دينيّة عامّة مثل "الدّولة الإسلاميّة"، و"المجتمع المسلم" و"الاقتصاد المسلم"، وهي كلّها على مبعدة شاسعة من روح العصر وأفكاره وقيمه.

إنّ المطروح على جدول الأعمال اليوم ضرورة السعي إلى تفسير الخراب العربيّ بأدوات عقلانيّة، والسعي بموازاة ذلك إلى إعادة بناء ما تخرّب بوسائل عقلانيّة، وهي وسائل كانت أخذت بها الشّعوب التي نأت بمصيرها عن المصائر العربيّة، والمطلوب في الحالين معا رفض اللاّعقلانيّة التي تحكم العالم العربيّ اليوم في مجالات السّياسة والقانون والاقتصاد والتّعليم والموروث والقيم الثّقافيّة الإنسانيّة.. فقد أفضى تعميم اللاّعقلانيّة سياسيّا واجتماعيّا، وبعد مرور عقود عدّة على هزيمة حزيران/يونيو، إلى إلغاء الحرّيّات المختلفة وتبرير الجهل والتّخلّف وتوسيع الاستبدادين السّياسيّ والدّينيّ، وصولا إلى المجانسة بين الشّعب المهزوم والسّلطة القروسطيّة.
تمثّل العقلانيّة التي تقول بها "رابطة العقلانيّين العرب" مطلباً مركزياً من مطالب الحداثة التي تقوم، في جملة الأسس التي تقوم عليها، على العلمانيّة والمجتمع المدنيّ ودولة القانون وحقوق المواطنة الاقتصاديّة والسّياسيّة والثّقافيّة والتّعليميّة والمدنيّة. وتولي "رابطة العقلانيين العرب" من هذا المنظور العقلاني أهمية خاصة للعلمانيّة التي لا يمكن أن تختزل إلى ثنائيّة الإيمان والإلحاد، ولا أن تختصر في إيديولوجيا مكتفية بذاتها، ذلك أنّها سيرورة اجتماعيّة متصاعدة غايتها فرد مستقلّ قادر على التّفكير ومجتمع ديمقراطيّ حرّ قائم على تعاقد اجتماعيّ بين أفراد أحرار. وهي في هذا تدعو إلى فصل المجال الدّينيّ عن مجال الدّولة والسيّاسة والقانون، وتدعو إلى حرّيّة الضّمير من حيث أنّها تشمل حرّيّة الاعتقاد وعدم الاعتقاد، وحرّيّة الرّاي والتّعبير، والأخذ بما جاءت به شرعة حقوق الإنسان المعترف بها دوليّا. فللدّين حيّز خاصّ به، من حقّ البشر التّعامل معه بتصوّرات مختلفة، وللسّياسة والقانون والإبداع وفروع المعرفة والآداب والفنون مجالات خاصّة بها، مستقلّة في تصوّراتها ومعاييرها الاستقلال كلّه عن التّصوّرات والإيديولوجيّات الدّينيّة. وبسبب ذلك، لا تنطلق سيرورة الحداثة من الجماعة والجموع المتجانسة، بل تنطلق من الفرديّة المستقلّة الحرّة التي تعترف بغيرها ويعترف غيرها بها. ومن حقّ المرأة، والحال هذه، أن تتمتّع بالمساواة التّامّة مع الرّجل في مجال الحقوق والحرّيّات، بما يؤكّدها مواطناً مستقلاّ متكامل الحقوق. ومن هذا المنظور نفسه تؤكد "رابطة العقلانيّين العرب" أن مختلف أنماط التّعدّديّة التي يشتمل عليها العالم العربي، في أشكالها من إثنيّة ودينيّة وثّقافيّة، إنما ينبغي أن تقوم على مبدأ المواطنة الواحدة والمساواة التامة، بعيدا عن كلّ تصوّر مجزوء يمحو حقوق المواطنة بمصطلحات غائمة أو بدائيّة مثل الأقليّة والأكثريّة وروابط الدّم والأواصر القبليّة والأسريّة والطائفية.

تنطلق هذه الرّابطة من معطيات قريبة أنجزها "النّهضويّون العرب" ولو بشكل مجزوء، ومن موروث عربيّ سالفٍ له إسهاماته العقلانيّة المتعدّدة، كما أنّها تستند إلى معطيات الحضارة الإنسانيّة التي أعطت المجتمع الإنسانيّ المعاصر إنجازاته المنيرة في الحقول جميعا.
وتتوجّه هذه الرّابطة التي اتّخذت من "الأوان" موقعا إعلاميّا لها على شبكة "الإنترنت" إلى جميع المثقّفين المحتجّين على تدهور الوضع في العالم العربيّ، ممّن يشاركونها الاعتقاد بدور العقل الفاعل وبوظيفة الثّقافة النّقديّة، لكي يغذوا موقعها الإلكتروني كما منشوراتها بإسهاماتهم ونتاجاتهم. فهي لا تحتكر القول، ولا تدّعي الأسبقيّة في شيء، ذلك أنّها وجه لجهود مختلفة، حاضرة وقديمة، حلمت ولا تزال بمجتمع يحتكم إلى العقل ويطمح إلى الحرّيّة والمساواة.


الرابط الى موقع الآوان:
http://www.alawan.com/

الاثنين، ديسمبر 03، 2007

أحرار تونس "يتامي" لفقدانهم فضاء تونسنيوز

أحرار تونس "يتامي" لفقدانهم فضاء تونسنيوز



كغيري من التونسيين والتونسيات الذين تعوّدوا على هذا الفضاء، أحسّ بحالة من اليتم العاطفي منذ ليلة أمس.

ولو انّه يبدو انّ أعضاء فريق ادارة هذا المنبر المناضل كانوا من ذوي النزعة الإسلامية ورغم بعض الإنتقادات التي يمكن ان توجّه اليهم حول أدائهم، فإنّه لا بدّ ان نعترف لهم بمدى انفتاحهم على مختلف الأطياف السياسية والفكرية للمجتمع التونسي وقبولهم بالإختلاف، بل وإعطاء المثال في احتضانه وادارته.

في انتظار سدّ الفراغ الرهيب الذي تركته تونسنيوز، أتقدّم بشكري الى الإخوة الساهرين على الموقع على المجهودات الجبّارة التي بذلوها، مع تمنّياتي لهم بالتوفيق في حيواتهم. ومع ذلك لا يمكنني ان أمنع نفسي من الأمل الخافت في ان يعدلوا عن قرارهم...

ملاحظة: نتيجة لإلحاح القرّاء عدل فريق تونسنيوز عن قراره وقرّر تمديد التجربة لمدّة اشهر والتفكير في تحويل النشريّة الى وسيلة إعلامية أهمّ.

السبت، ديسمبر 01، 2007

من مدريد الى أنابوليس..عود على بدء


من مدريد الى أنابوليس..عود على بدء

غسّان بن خليفة

نوفمبر 1991 - نوفمبر 2007. بعد قرابة العقدين على مؤتمر بوش الأب، هاهو ابنه يوزّع بدوره الدعوات الى مؤتمره الخاصّ للسلام...

ستة عشر عامًا مرّت ومازلنا في مربّع الإنطلاق، أو بالأحرى تراجع العرب الى مربّعات أكثر تأخرًا ممّا كانوا عليه وقتها.

اذا كان الكلّ تقريبا تقدّم الاّ نحن نتراجع القهقرى، فلا غرابة اذن اذا إكتشفنا قريبا انّ مؤتمر آنابوليس لا يعدو ان يكون نسخة مكرّرة رديئة من مؤتمر مدريد. سمعنا نفس الكلام المعسول عن الحقّ والتاريخ وعن الدولة الفلسطينية المنشودة وعن السلام العادل والشامل والمبادرة "العربية" وخارطة الطريق... و"تلقّينا"، خاصّة، الأوامر فيما يخصّ محاربة "الإرهاب" والإعتراف بحقّ "الشعب اليهودي" في الوجود على "أرضه التاريخية" والخ .

فواهم من يعتقد ان قلب بوش الإبن قد رقّ وصار أكثر انسانية من والده وانّ قدراته الذهنية المتواضعة استوعبت أخيرا عدالة قضية الشعب الفلسطيني، أو أنّه حلم بالله يخاطبه ذات ليلة ويطلب منه ان يجد حلا للفلسطينيين المساكين. هذا المؤتمر هو حفل علاقات عامّة له هدفان لا ثالث لهما: الأوّل، القاء عظم للحكّام العرب اسمه "وعد الرئيس بوش بدولة فلسطينية - بغضّ النظر عن تفاصيل هذه الدولة من مساحة ودرجة سيادة وقدس ولاجئين- "، لإعانتهم على ايجاد سبب واه يبرّرون به أمام شعوبهم تطبيعهم المفضوح مع اسرائيل وانخراطهم المنتظر في الحرب الأمريكية القادمة في المنطقة على ايران. وربّما ايضًا على "شقيقتهم" سوريا... والثاني هو اضعاف جبهة الممانعة : حماس وحزب الله وايران وسوريا التي تعلم مسبقًا أنّها لن تحرّر هضبة الجولان في آنابوليس..(ولا في بيروت ايضًا)

للأسف، المعادلة صارت أوضح من الوضوح في المنطقة، محور استعماري أمريكي اسرائيلي (انضمّت اليه مؤخرا فرنسا الساركوزية) مقابل محور ممانعة ايراني سوري (ومعه حركات المقاومة كحماس والجبهة الشعبية وحزب الله وغيرهما) . أقول للأسف، لأنّه مرّة أخرى، سيجد الوطنيون التقدّميون العرب، من وحدويين وعلمانيين ويساريين، أنفسهم مخيّرين بين ناريْن: نار الإستعمار ونار الرجعية_من الناحية الثقافية والإجتماعية أو المحافظة ان شئتم. وسينحازون رغماً عنهم، متأسّفين، الى محور المحافظة الممانعة الذي يلعب اليوم، موضوعيا، دورا تقدّميًا في القضية الوطنية، يسمح على الأقلّ بتواصل المعركة وبتأجيل الهزيمة النهائية وبالأمل في إسترجاع الحقوق المشروعة يوما ما. ولأنّ ذلك يمنع ايضا تحوّل المنطقة الى ساحة مستباحة للأمريكان والصهاينة، تتنازعها الصراعات الطائفية والدينية والمذهبية، كما تقتضيه سياسة "الفوضى الخلاقة" التي أعلنت عنها سابقا كوندوليزا رايس...

كما سنرى، مثلما رأينا في محطّات سابقة، علمانيون ويساريون فاشلون تحوّلوا الى "متلبرلين جدد"، سينحازون الى المعسكر المقابل دفاعًا موهوما منهم عن "الحداثة" و"العلمانية" ..و"الحرّية" ! لكن ما تقدّم ذكره، لا يمكن ان يكون مبرّرًا يمنع القوى اليسارية والعلمانية والوحدوية العربية من الثبات على مبادئها ومشاريعها ومن توحيد صفوفها على الحدّ الأدني من قيمها التقدّمية، بغضّ النظر عن الرؤى والتقييمات المختلفة. كما لا يمنعها توحّدها الموضوعي اليوم مع القوى المحافظة ضدّ الهجمة الإستعمارية الخارجية وتوابعها الإستبدادية داخليا، من التباين مع هذه القوى المحافظة والتصارع معها في مجالات الإختلاف المعروفة. والى ان يحين ذلك، سننتظر بعد "آنابوليس"، عقدا أو اثنين آخريْن ليطلّ علينا بوش جديد ليدعو "الزعماء" العرب الى فسحة جديدة في إحدى ضيعات الولايات المتّحدة ويطلق عليها "مؤتمر سلام"...