الثلاثاء، سبتمبر 25، 2007

عريضة مساندة لقيادة الحزب الديقراطي التقدّمي



الأصدقاء الأعزاء الرجاء تعميم هذه الدعوة على أكبر عدد ممكن من الأصدقاء،
وإرسال الإمضاءات على العنوان الالكتروني المذكور أدناه



عريضة دولية للتضامن مع ميّة الجريبي وأحمد نجيب الشابي

دخلت السيدة ميّة الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي، مع الأستاذ أحمد نجيب الشابّي، مدير جريدة الموقف، في إضراب مفتوح عن الطعام، انطلاقا من يوم الخميس 20 سبتمبر 2007.
نحن الممضون أسفله، نؤكد على تضامننا مع قيادات الديمقراطي التقدمي، ومساندتنا لمطالب المضربين من أجل :
1- إيقاف كل الإجراءات الساعية لإخراج الحزب الديمقراطي التقدمي من مقراته (المقر المركزي، والمقرات في الجهات)
2- رفع الحظر والرقابة التي تتعرض إليها جريدة "الموقف" ومواقع الحزب الديمقراطي التقدمي على شبكة الأنترنت.

كما نذكّر أن المضايقات التي يتعرض لها الديمقراطي التقدمي، ليست إلا جزءًا من سياسة عامّة تخنق كلّ الاصوات المخالفة في الرأي وكل مكوّنات المعارضة والمجتمع المدني المستقلّ.

ونحمّل السلطات التونسية مسؤولية أي تدهور في الحالة الصحية للمضربيْن.


الرجاء إرسال الإمضاءات، مع ذكر الإسم والصفة على العنوان التالي : petition.pdp@gmail.com

أو الإمضاء مباشرة على العريضة في العنوان التالي:
http://www.PetitionOnline.com/pdpinfo/



Petition internationale de soutien à Maya JRIBI et Ahmed Nejib CHEBBI


Le Jeudi 20 Septembre 2007, Mme Maya JRIBI Secrétaire Générale du Parti Démocrate Progressiste Tunisien (PDP) et Maître Ahmed Nejib CHEBBI, directeur de l'hebdomadaire « El Mawkef », ont entamé, une grève de la faim illimitée.
Nous affirmons nôtre soutien aux grévistes et à leurs revendications :

- - L'arrêt de toute procédure d'expulsion du Parti Démocrate Progressiste (PDP) de ses locaux
.
- - L'arrêt de la censure et de l'interdiction dont font l'objet le journal et les sites Internet du PDP

Nous signalons que l'harcèlement qui cible le PDP est la manifestation d'une politique plus générale d'étouffement de toute voix divergente, qui cible, aussi, toutes les composantes de l'opposition et la société civile indépendante tunisiennes

Et nous tenons le gourvernement tunisien pour responsable de toute éventuelle dégradation de l'état de santé des grévistes.


Envoyez les signatures à petition.pdp@gmail.com

ou signer directement sur cette adresse:
http://www.PetitionOnline.com/pdpinfo/

يوميّات الصمود _ اليوم الخامس

يوميات الصمود (5)

ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع

24 سبتمبر 2007

متابعة الحالة الصحية

تابع الدكتور عبد المجيد المسلمي متابعة الحالة الصحية للمضربين عن الطعام التي كانت مستقرة ، وقرر الدكتور المسلمي إخضاع المضربين عن الطعام إلى جملة من التحاليل الطبية.

السفير أحمد ونيس يزور المضربين

أدى السفير أحمد ونيس زيارة مآزرة وتضامن لمقر الحزب الديمقراطي ، وكان للأستاذ ونيس لقاء مع الأخوين الجريبي والشابي.

تأجيل التصريح بالحكم

قرر قاضي الناحية بتونس تأجيل التصريح بالحكم في القضية المرفوعة ضد الحزب الديمقراطي التقدمي إلى يوم 01 أكتوبر 2007 . وجدير بالذكر أن الحزب قرر مقاطعة الجلسة وعدم الحضور رفضا لتوظيف القضاء من طرف السلطة للتضييق على الخصوم السياسيين.

لقاء في الخارجية الفرنسية

انضمت الرابطة الفرنسية للدفاع عن حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية والمنظمة الكاثوليكية لمناهضة التعذيب إلى لجنة الأحزاب الفرنسية الأربعة (الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب الخضر ورابطة الشيوعيين الثوريين) التي سيتم استقبالها بالخارجية الفرنسية يوم الاربعاء 27 – 09 – 2007. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ستكون ممثلة في هذا اللقاء في شخص السيد خميس كسيلة.

بيان مشترك

على إثر الاجتماع الذي انعقد بمقر جامعة جندوبة للحزب الديمقراطي التقدمي أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فرع جندوبة والهيئة الجهوية 18 أكتوبر جندوبة والحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد فرع جندوبة وجامعة جندوبة لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بيانا أدانت فيه محاولة إخراج الحزب من مقره المركزي بقرار سياسي غطاؤه قضائي وندد البيان بمحاولة خنق نشاط مكونات المجتمع المدني المستقلة وتكميم الأصوات الحرة.

"الحقيقة والعمل" تساند

أصدرت السيدة صفوة عيسى رئيسة جمعية "الحقيقة والعمل" مقرها بسويسرا بيانا تضامنيا مع الحزب الديمقراطي التقدمي وقيادييه المضربين عن الطعام وثمنت تضحياتهما من أجل حرية التعبير والتنظم .

تكثيف الحصار

إلى جانب الكثافة الأمنية بالزي المدني المرابطة أمام مقر الحزب الديمقراطي منذ انطلاق إضراب الجوع لوحظ منذ الصباح الباكر ليوم 24 – 09 – 2007 تواجد قوات النظام العام بالأنهج المحيطة بالمقر المركزي للحزب.

أحاديث صحفية

أجرت صحيفة "لا كروا" الفرنسية حوارا مع الأستاذ أحمد نجيب الشابي وشمل الحديث ملابسات دخول قياديين من حزب معارض في إضراب عن الطعام ومطالب الحزب الديمقراطي لتحرير الحياة السياسية كما أدلت الأخت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب بحديث صحفي لجريدة "الباييس" El Pais الاسبانية تناولت فيه مطالب الحزب الديمقراطي لتحرير الحياة السياسية ووقفت خلاله على الحملة الوطنية في الداخل والمهجر التي تمحورت حول مساندة مطالب الحزب الديمقراطي والتآزر مع المضربين مشددة على أهمية تكتيل القوى من أجل تطوير المشهد السياسي في تونس.

اهتمام إعلامي

واصلت وسائل الاعلام العربية والدولية متابعتها للإضراب وخصصت قناة الجزيرة فقرة من نشرتها المسائية لعرض آخر التطورات واستجوبت في هذا الإطار السيد عامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة كما تحدثت قناة العربية في نشرة العاشرة مساء عن مطالب المضربين والدعم الذي يحظيان به داخل تونس وخارجها . ونقلت إذاعة الشرق من باريس صورة عن تطورات الاضراب في نشراتها ليوم الاثنين ، كما بثت وكالة قدس برس برقية مطولة عن الاضراب وملابساته وأهدافه.

جامعيون يتضامنون

عبر الدكتور عزام محجوب عن تضامنه الكامل مع المضربين ومع المطالب التي يرفعانها، وكذلك فعل الأساتذة عبد الكريم الحيزاوي وهشام موسى ومحمد الطاهر الشايب وفرج الشباح ولطفي الأحول وحفيظة شقير، كما زار المضربين رئيس رابطة الكتاب الأحرار الدكتور جلول عزونة معبرا عن مؤازرته لمطالبهما.

وتلقى الأخوان نجيب الشابي ومية الجريبي اتصالات هاتفية عبر فيها أصحابها عن دعمهم للمطالب التي يرفعانها ومن بين المتصلين السادة : فتحي بالحاج من اللقاء الثقافي العربي بباريس الذي نقل تحيات هيئة اللقاء وتضامنها مع المضربين والأستاذ الجامعي سفيان المخلوفي من باريس أيضا .

بن يوسف يتضامن أيضا

زار الدكتور زهير بن يوسف رئيس فرع رابطة حقوق الانسان بباجة مقر الاضراب ونقل للأخت مية والأخ نجيب عبارات المؤازرة والتضامن من أحرار باجة الذين أضربوا عن الطعام يوم الأحد تضامنا مع المضربين ، وكان للأخ بن يوسف حديثا طويلا مع المضربين عن دوافع الاضراب ومطالبه.

زيارة من عميد المحامين

كما زار المضربين عميد المحامين الأستاذ البشير الصيد فور عودته من الخارج وعبر للأخت مية والأخ نجيب عن تضامنه الحار معهما ودعمه لمطالبهم المشروعة.

الأحد، سبتمبر 23، 2007

صور من قلب تونس الحرّة...



اليكم هذا الرابط نحو تسجيل فيديو يصوّر المواجهة التي جرت مساء أمس أمام ابواب المقرّ المركزي للحزب الُمحاصر بعشرات من عناصر البوليس السياسي الذي يمنعون دخول المساندين للمضربين عن الطعام. كما ترون في الفيديو، مناضلي ومناضلات الحزب، وبعض أصدقائهم من احزاب وجمعيّات أخرى تمكنّوا من إختراق طوق البوليس السياسي وإجباره على السماح للطفي حجّي (رئيس نقابة الصحفيين ومراسل الجزيرة وعضو هيئة 18 أكتوبر) بالدخول الى المقرّ.


http://www.dailymotion.com/video/x31n6s_les-dirigeants-du-pdp-en-greve-de-l_politics



لمن لا يستطيعون الدخول الى "دايليموتيون" من تونس حاولا هذا الرابط:

http://smawebdesign.com/mcgallerypro/show.php?start=0&id=225&video=1


ان شاء الله منتصرين

رسالة ميّة الجريبي الى التونسيين



هذا نصّ الرسالة التي بعثت بها ميّة الجريبي الى المشاركين في تجمّع مساندة للحزب ببياريس مساء امس الجمعة:


أيتها الأخوات أيها الإخوة

مساء الخير،

أحيّي جمعكم الكريم هذا باسمي وباسم الأخ أحمد نجيب الشابي
، ونود أن نُعبّر لكم عن امتناننا لهذه القلوب التونسية النابضة بحب للوطن
والمُفعمة بالعطاء من أجل مناعته وسؤدده.

إن القرار الذي اتخذناه بالإضراب عن الطعام لم يكن خطوة
هينة وخاصة أمام كل النصائح النبيلة والتحذيرات الحانية التي أتتنا من
رفاقنا وأصدقائنا بدافع الحرص على صحتنا وسلامتنا. لكن كان لابد مما ليس
منه بدّ.
سُلبت حقوقنا وقُطعت سبل العمل السياسي الحقيقي أمامنا،
لإجبارنا على الإنخراط في لعبة الزيف والتزييف، وهذه لعبة لا تُشبهنا ولا
نحسن إتقانها. مُنع حزبنا من الفضاءات العمومية ثم حُرمت عليه الفضاءات
الخاصة بشتى السبل، فضلا عن قطع الدعم العمومي عنه منذ أكثر من عشر سنوات.

حوصرت صحيفته "الموقف" ماليا ومُنع عليها الإشهار ظلما
وابتزازا. تعرض مناضلوه لجميع أنواع الإقصاء والإضطهاد، لكنهم ظلوا
صابرين، صامدين، ضاغطين على الجمر. وها أن المربع الأخير الذي تبقى لنا
اليوم : مقرنا المركزي في العاصمة وبعض المقرّات في داخل الجمهورية تُسحب
من بين أصابعنا الواحد تلو الآخر. لا ، ليست التونسية التي تقبل مثل هذا
الضيم. ليس التونسي من ينحني أمام هذا الجبروت. نحن سليلا شعب ينتصب
كالصخرة كلما مُسّت كرامته ويفيض كالبركان إذا ما ديست حقوقه.

في هذا الرمق الأخير من الليل المُخيم على بلادنا لم يبق
أمامنا سوى صحتنا ذخرا نفتدي به صحة الوطن وسلاحا نُلقي به في المعركة من
أجل الحرية والعزة. ولكم أنتم في المهجر إسهام كبير في هذه المعركة
جسدتموه من خلال هذا الإجتماع المُفعم بالنبل والإلتزام وأنا واثقة من
أنّكم على هذا الدرب سائرون ولنداء تونس مستجيبون دائما، دائما، دائما.


والسلام عليكم

السبت، سبتمبر 22، 2007

إضراب الصمود..دفاعًا عن آخر مربّع للحرّية في بلادنا..وعن أحلامنا المشروعة

إضراب الصمود دفاعًا عن آخر مربّع للحرّية في بلادنا.. وعن أحلامنا المشروعة






للأسف، مرّة اخرى يجبرنا نظامنا البطل على ان نعرّض حياة أفضلنا الى الخطر.. ومن أجل ماذا؟

من أجل الحفاظ على مجرّد 80 متر مربّع هي مساحة المقرّ المركزي للحزب الديمقراطي التقدّمي، الكائن ب10، نهج آف نوهال (وراء مقرّ ولاية تونس ووراء "معهد كارنو الثانوي")بوسط العاصمة.

مرّة اخرى يثبت هذا النظام أنّه لا يُصلِح ولا يَصلُح ولا يُصلَح كما يقول الدكتور منصف المرزوقي. مرّة اخرى يثبت هذا النظام أنّه "أوهن من بيت العنكبوت" فهاهو يخاف من حزب قانوني "صغير" و"لا يمثّل سوى أصحابه" على حدّ تعبير بوبكر الصغيّر وبقيّة اعضاء الجوقة الإعلامية البائسة الذين سيطلّون علينا تباعًا في الأيّام المقبلة على وسائل الإعلام، كي يحاولوا كعادتهم استغباء التونسيين والتونسيات و"تدغيفهم" بالحديث عن الجنّة الديمقراطية الغنّاء التي ننعم بها وعن دولة القانون والمؤسّسات وانّ المسألة لا تعدو ان تكون ماذا؟ ..مجرّد نزاع عقاري بين مالك ومتسوّغ...

لكن كلّ من يعرف حقيقة الوضع في بلادنا العزيزة المسكينة، ولا يدمن على قراءة الجرائد التونسية "بودورو" _كما أسمتها مجموعة من المدوّنين التونسيين يالشباب _ يعلم انّه من باب شبه المستحيلات السبعة ان يتمكّن حزب سياسي معارض حقيقي، ولو كان قانونيًا ومُعترفا به، العثور على مواطن، أو مواطنة، يصمد أمام الضغوط الهائلة للسلطة ويؤجّر محلآً على ملكه لهذا الحزب أو تلك الجمعية المغضوب عليها . فحالما يصل خبر نيّة المالك تأجير محلّه حتّى تنزل الدولة بكلّ "كلاكلها" على رأس هذا المواطن المسكين وتبدأ التهديدات من العمدة الى رئيس لجنة تنسيق حزب السلطة (الذي صار جزءً لا يتجزّأ من الدولة في بلادنا) الى المعتمد، وصولاً الى الوالي. حقيقةً، يتجنّد الجميع في مظهر رائع من الإلتزام والتكاتف والتنسيق الدؤوب المتواصل من أجل ماذا؟.. من أجل منع حزب معارضة قانوني من أن يفتح مقرًا في مدينة بوسالم في ولاية جندوبة أو فرعًا في منطقة المزّونة في ولاية سيدي بوزيد...

ولدولتنا العتيدة "طرائف" مضحكة مبكية مخجلة في هذا الباب، فحدّث ولا حرج عن المالك الذي هُدّد بسلاح الرقابة الجبائية (في جندوبة) والآخر الذي مُنِع من النقلة (في نفطة) في إطار مهنته الى العاصمة عقابًا له على فعلته الشنيعة ..أو عن آخر "طرفة" : إدّعاء انّ مالك مقرّ الحزب بمدنين هو شخص غير مميّز: اي أنّه لم يكن في كامل مداركه العقليّة عند إمضاء العقد..وغيرها كثير من الطرائف والحكايات التي تنمّ حقيقة عن إبداع وإبتكار منقطعيْ النظير عندما يتعلّق الأمر بماذا؟.. بفسخ عقد كراء لحزب معارض قانوني...

وبعيدًا عن التفاصيل المملّة والمخجلة الى حدّ الغثيان لألاعيب السلطة ووسائلها في محاصرة الحزب الديمقراطي وغيره من الأحزاب المعارضة الحقيقيّة والتي تستّحق كتبًا وبحوث ماجيستير لتدوينها وتركها للأجيال القادمة حتّى تعرف مدى الظلم والظلام الذي كانت ترزح تحتهما بلادها. بعيدًا عن كلّ ذلك، تدفع هذه التطوّرات الكارثية الى ان يتسائل المرء بكلّ حيرة وألم : الى اين تتجّه بلادنا؟

الى اين يأخذ السيّد بن علي ومن معه تونس؟ ، هل يعتقدون حقًا أنّ الحديث من فترة الى أخرى عن مشاريع استثماريّة ضخمة كمشروع البحيرة الأخير كفيل بأن يجعل من تونس دولة حديثة ومتقدّمة؟ حقيقة أتسائل أحيانًا بكلّ صدق، هل يعتقد ذلك حقًا؟ هل هو على إدراك بخطورة الوضع الذي عليه البلاد؟
الى جانب التقارير الأمنية، أتسائل ان كانت تصله تقارير دقيقة من أناس يفهمون في علم الإجتماع وفي الثقافة يشرحون له فيها مدى الخور والضياع الذي يكتسح مجتمعنا؟

هل انّ "الفريق" الحاكم على وعي بمدى خطورة التطرّف المنتشر بشكل مريع بين شبابنا ؟ تطرّف بمختلف أنواعه : الديني الذي سمعنا لعلعة الرصاص المنبعث منه على سفوح جبال سليمان وبوقرنين في أواخر العام الماضي والذي نراه يوميًا على مواقع الحوار والمدوّنات التونسيّة وفي الطريق العام؟ هل يعتقد حقًا أنّه أنقذنا من التطرّف الإسلامي عندما نكلّ شرّ تنكيل بمنتسبي حركة النهضة، فأتى عوضهم منتسبون للقاعدة وأخواتها؟
أو من التطرّف الإجتماعي المتفاقم والبيّن في استشراء الإنحراف والجريمة والمخدّرات أكثر فأكثر كلّ يوم؟...، أو ربّما من التطرّف اللاثقافي_ان صحّت العبارة_الواضح من خلال تفسّخ شبابنا وضياعهم الهويّاتي بين شرق متخلّف وغرب مبهر؟...

هل يرى الفريق الحاكم مدى حجم الدمار الشامل الذي يعتري ثقافة شعبنا، الذي صار لا يعرف حتّى الحديث بلغته الأمّ، لا فصحى ولا دارجة، دون الحديث عن اللغات الأجنبية ، التي لا يتتقنها الاّ قلّة من المحظوظين؟
هل يرضى الفريق الحاكم بأن يتدهور مستوى التعليم الى هذه المستويات المفزعة؟
هل يرضى بأن يفقد التونسيون جودة التعليم، ثروتهم الوحيدة والإنجاز الأكبر ، وربّما الأوحد، لبورقيبة..الذي صار التونسيون يترحّمون على روحه صباح مساء ويتمنّون عودة عهده رغم ماعانوه في ظلّه من ظلم واستبداد؟


هل يرضى حكّامنا الكرام ان يصير شبابنا مجرّد قطيع تائه تتنازعه الغرائز والعصبيّات ولا يجد سبيلاً للتعبير عن نفسه غير العنف في مدارج ملاعب كرة القدم، أو الدهس تحت أقدام المعجبين بالدمى الإعلامية لبرنامج "ستار آكاديمي"؟ فيما لم يجد آخرون من سبيل لإشباع حاجتهم الطبيعية للإنتماء سوى الإنضمام الى عبدة الشيطان؟، مع إحترامي لعبدة الشيطان وحتّى لعبدة العجلات المطّاطية ...
وكيف لا يفعل ذلك ونظامنا الذي يراهن عليه من أجل "تونس الإمتياز" لا يسمح له سوى بالإنتماء الى رفاق البؤس في المقهى أو الملعب أو المسجد...وفي أفضل الأحوال ان يصير متابعًا وفيًا غبيًا لبرامج بوبكر على "موزاريق" أو برنامج سويعة كورة على قناة حنّبعل؟

هل يعلم هذا النظام الغبّي الذي يحكمنا بالحديد والنّار منذ عشرين عامًا الى أيّ مدى فقد شبابنا أدنى إحساس بالإنتماء الى وطنه والى أمّته؟ وانّ الوطنية صارت مختزلة لديه في منتخب كرة القدم؟ فنادرًا ماتجد شابًا، أو شابّة، معتزًا بثقافة بلاده ولغتها وبحاضرها أو مطلّعًا على تاريخها أومتفائلاً بمستقبلها؟ فليجرّب هذا النظام الخبير بتزوير الإنتخابات والإستفتاءات ان يستفتي الشباب التونسي حول ما إذا كان يفضّل البقاء في بلاده أو الهجرة الى خارجها وسيرى انّه لن يحتاج الى تزوير لتخرج النتائج بكلّ شفافية: 99 بالمائة يفضّلون "ان يهجّوا من هذه البلاد ال..."


هل يعلم هذا النظام الى أيّ مدى خرّب بلادنا وجعل منها مثالاً بشعًا لغياب الكرامة وتدهور حال الثقافة وضياع الشعور بالفخر والإعتزاز لدى مواطنيها، لا سيما الشباب منهم...؟، فليستمع على الأقلّ الى نصائح برهان بسيّس مثلاً، الذي بغضّ النظر عن بؤس دوره المدافع عن أرباب نعمته الجدد، يبدو واعيًا من خلال بعض كتاباته، بمدى الدمار الشامل الذي ألحقه نظام السيّد بن علي بهذه الأرض وبأبنائها...

ماذا يريد منّا هذا النظام المتخلّف؟ هل يريدنا ان ننزل الى مستوى تخلّفه؟ ان نصير "بانديّة" وقطّاع طرق؟ ماذا يريد منّا بالضبط؟ هل يريدنا ان نصيير إرهابيين وان نحشو أجسادنا بالديناميت ونفجّر أنفسنا ؟

للأسف نحن غير قادرون، وان أردنا، ان نصير كذلك ولن نسمح له أبدًا بان ينتصر علينا حقًا ويحوّلنا الى ذلك ، مجرمون وحثالة كالذين يعتمد عليهم لحرق المكاتب وتعذيب النّاس والإعتداء عليهم وإرهاب الأمّهات وقطع الأرزاق...

أخيرًا، ومن أعماق الغضب والألم، أريد ان أقول لنظامنا الذي كاد ان يصير حميمًا لكثرة تعوّدنا عليه، أقول له انّنا مستعدّون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل ان تتحرّر بلادنا من ظلمكم واستبدادكم وفسادكم، أنّنا مستعدّون للتضحية بحياتنا وبكلّ مانملك من أجل إصلاح الخراب الذي تسبّبتم فيه. لا تتوهّموا للحظة أنّكم قادرون على كسر إرادتنا أو على إجهاض أحلامنا المشروعة.. وقد جرّبتكم ذلك مرارًا وتكرارًا وفشلتم..وستفشلون دومًا.


نحن هاهنا قاعدون في بلادنا، و ان كان بعضنا خارجها الى حين، وسندافع عن حياضها وعن حرّيتها وحرّيتنا وعن مستقبلها ومستقبلنا ومستقبل ابنائنا..أمّا أنتم فإلى مزبلة التاريخ لا محالة ولارجعة...


تحيّة الإكبار والتقدير الى ميّة الجريبي وأحمد نجيب الشابّي والى كلّ المناضلات والمناضلين القابضين على الجمر في "تونسنا الشهيدة" على قول عبد العزيز الثعالبي، فما أشبه البارحة باليوم. انّنا على العهد معكم الى نحرّر بلادنا من ضيم الطغاة وفسادهم وخاصّة من جهلهم.

غسّان بن خليفة



الأحد، سبتمبر 16، 2007

شبابنا الى اين؟، المدوّنة سارّة نموذجًا...

المدوّنة "المتحرّرة" سارّة كما تظهر في الصورة المنشورة على مدوّنتها


تابعت بإهتمام بالغ النقاش الحامي الدائر مؤخّرًا على مدوّنة الصديق "بيغ تراب بوي" حول الموضوع الذي نشره والذي انتقد بأسلوبه الساخر المتميّز انشاء اذاعة دينيّة مملوكة لصهر رئيس الدولة. وقد اوحت لي بعض التعاليق، وبالأخصّ تعليق مدوّنة اسمها "سارّة" مقيمة بالولايات المتّحدة الأمريكيّة بهذه الخواطر :

بغضّ النظر عن درجة الإسفاف والإنحطاط الذي وصلت اليه بعض التعاليق أرى في هذا الجدال الساخن أمورًا هامّة يمكن استنتاجها:

- درجة التعصّب الديني لدى شريحة هامّة_أسمح لنفسي بالإدّعاء بأنّها اغلبيّة_ من مجتمعنا عمومًا ومن شبابنا خصوصًا. صار التونسي ، كغيره من العرب، يقبل بكلّ شيء: بالفقر، بالذلّ، بالظلم، بالرشوة ، بالفساد السياسي والإداري والمالي، بأن يعيش تحت سلطة نظام ديكتاتوري يحرمه من حريّاته الفرديّة والعامّة..لكنّه لا يقبل بشيء وحيد وهو ان يُمسَّ ب"دينه". يعني قمّة الغرابة، يرضى بكلّ هذه المصائب والإهانات دون ان يفتح فمه أو يحتجّ او يطالب بحقوقه، لكنّه يصبح "عيرودًا" عندما يرى انّ شخصًا ما قد كتب نصًا شبيه في بنائه للنصّ القرآني...

هل يعتقد هؤلاء انّ الله بحاجة اليهم كي يدافعوا عنه وعن قرآنه؟ أنا متأكّد أنّه لوكان الله مشاركًا معنا في هذا النقاش لطلب منكم ان ترتاحوا وتريحوا أنفسكم من هذه المهمّة المقدّسة وتهتمّوا بالدفاع عن حقوقكم وبإسترجاع مواطنتكم، بل وانسانيّتكم، المسلوبة منكم صباح مساء..دون ان تحرّكوا ساكنًا...ف"الساكت عن الظلم شيطان اخرس" كما يقول الحديث النبوي ..هذا هو جوهر الدين والرسالة الإلاهية ولا "التفاتف" والتفاصيل الفارغة من حجاب ونقاب واهتمام بتفاصيل الملبس والأكل والشرب والشطط في العبادات والتدخّل في حياة الآخرين وإرغامهم على ان يصبحوا "مسلمين صالحين" مثلكم...

- تمثّل المعلّقة "سارّة" المقيمة على مايبدو في الولايات المتّحدة نموذجًا هامًا يستدعي الدراسة والبحث. فهذه الفتاة ذات ال22 عامًا هي المثال الأبلغ على حالة الأجيال الجديدة من الشباب التونسي. فهي بإمتياز من نتاج النظام السياسي والتعليمي والثقافي السائد في تونس منذ سنة 87 وهي ولاشكّ أبرز ممثّل لهؤلاء الشباب الذين نعتقد للوهلة الولى أنّهم منفتحون ومتسامحون وحداثيّون فقط لآنّهم يستمعون الى موزاييك ويحفظون عن ظهر قلب آخر الغاني الغربية ولا يشاهدون الاّ القنوات الفرنسية ويجيدون أكثر من لغة اجنبية ويلبسون ويتصرّفون كالشباب الغربي. لكن ما يجهله البعض منّا هو انّ هذا الشباب تربّى على التقليد، مثله مثل الشباب المتطرّف دينيًا، وليس على الفكر النقدي وأنّ ما يبدو أنّه تحرّر اخلاقي وإجتماعي لا يعدو ان يكون استغلالاً لهامش حرّية إجتماعية وجدها أمامه ولم يناضل من اجلها ولم يسعى حتّى الى التفكير حولها..أي أنّه شباب متحرّر "جسديًا" وإجتماعيًا بالصدفة وليس متحرّرا عن قناعة أو عن تفكير . فهذا الشباب لا يتمتّع بحسّ نقدي او بمستوى من الوعي يمكّنه من المحافظة على "حرّيته" تلك وانّما هو "متحرّر" بشكل مؤقّت..الى ان تاتي موجة جديدة من الموضة يقوم بمسايرتها من جديد...

ملاحظة الى الأخت "آمنة الباجي" : يؤسفني انّكِ لم تريْ في تعليق المتدخّل المجهول سوى مستواه في اللغة الفرنسية وكأنّه فرنسي أصيل أو انّ الفرنسية لغتنا الأمّ. كان الأجدر بكِ ان تهتمّي بدرجة الصدق والحماسة التي تميّزت بها مداخلته..وان كنت أفضّل شخصيًا لو انّه كتبها بالعربية الفصحى أو الدارجة..اذ نستطيع ان نكون أحرارًا ، تقدّميين مع المحافظة على لغتنا والجانب النيّر من هويّتنا الثقافية...

عذرًا عن الإطالة وأنهي بهذه القولة البليغة التّي ذكّرني بها هذا النقاش:


"دافعوا عن عقولكم كما لو كنتم تدافعون عن حصون مدينتكم." هيراقليطس