الخميس، أفريل 17، 2008

فضيحة نقابة الصحفيين في مصر- سبب آخر لضرورة العلمانية في مجتمعاتنا

بإيجاز شديد نظرا لضيق الوقت، أودّ لفت الإنتباه الى الفضيحة "بجلاجل" التي عرفتها نقابة الصحفيين في مصر، وهي قلعة من قلاع حرّية التعبير في هذا البلد العربي العريق. هذا البلد، للأسف الشديد، يشهد منذ عقود ردّة فكريّة واجتماعيّة وثقافية مصاحية لتواصل النظام الإستبدادي للعجوز حسني مبارك، الذي يصرّ على مايبدو توريث الحكم لإبنه. وواضح انّ هذا النظام، ككلّ الزنظمة الديكتاتوريّة الرعناء في منطقتنا لا تتوانى عن فعل ايّ شيء من أجل البقاء في الحكم، وان مرّ ذلك عبر السباحة على موجة التديّن التي تشهدها مجتمعاتنا في اسنوات الأخيرة. وهو ما يفسّر غضّ نظر النظام المصري عن تسلّل المحافظين الى مواقع هامّة في القضاء والتعليم والإعلام، بل وحتّى الى صفوف "الحزب الوطني" الحاكم، كما يمكن ان نستشّف ذلك من مواقف بعض أعضاءه ونوّابه في البرلمان المصري...

النظام المصري يتبّع في ذلك تكتيكا معروفا، وهو اللعب على عامل الخوف لإدامة الحداثيين المصريين تحت رحمته، وليريهم انّه لا بديل لهم عن حمايته من الإخوان المسلمين. وذلك لمنعهم من التحالف مع هؤلاء ولحمد اللّه على انّهم تحت استبداد مبارك، الذي يسمح لهم على الأقلّ بممارسة قناعاتهم وأفكارهم وأساليب عيشهم في هوامش ضيّقة - في بيوتهم وبعض المنابر الإعلاميّة النادرة- خير من الإستبداد المتوقّع بإسم الدين للإخوان ان وصولوا الى الحكم. وهذا تكتيك متبّع ايضا في تونس، حيث تلعب السلة على نفس الوتر لتجيير العلمانيين وتخويفهم من مجرّد الإقتراب من الإسلاميين وان أبدى هؤلاء رغبة في الإعتدال والتعايش.

لكن للأسف، هذا الوصف لا يمكن ان يغنينا عن الإشارة والتنديد بالدور الخطير والغبيّ الذي يلعبه الإسلاميّون في مصر - وتحديدا تنظيهم الرئيسي الإخوان المسملون-، الذين لا يفوّتون فرصة ليثبتوا مدى عجزهم عن التطوّر وعدم قدرتهم على صياغة فكر وخطاب ديمقراطي حقيقي، يفوّت الفرصة على نظام مبارك وعلى كلّ الذين يستغلّون غبائهم كتبرير لحرمن منطقتنا من الديمقراطيّة.

المهمّ، اليكم روابط الى برنامج تلفزيوني (من قناة المحور) يشرح ماجرى في نقابة الصحفيين على ألسنة أطراف القضيّة والى بعض الصور وتسجيل فيديو (من نشرة م الآخر) عمّا حدث منذ أيّام قليلة.

وهذا خبر مكتوب (من جريدة البديل) عن تفاصيل ما جري:

جمال عبدالرحيم تصدي للمنظمين «بالشومة».. و النقيب يعتذر عن عدم عقد المؤتمر ..والتجمع يستضيفه

ابتسام تعلب- خليل أبوشادي- سامح حنين
اعتذر مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين عن عدم استضافة نقابته المؤتمر الأول لحركة «مصريون ضد التمييز الديني» بعد الأزمة الحادة التي شهدتها النقابة أمس في اعقاب منع عدد من الصحفيين للقائمين علي المؤتمر من دخول النقابة.
وعقد نقيب الصحفيين مؤتمراً صحفياً أعلن خلاله عدم تمكنه من استضافة المؤتمر بسبب اعتراض عدد من أعضاء المجلس لاسباب غير مقنعة -علي حد قوله.
وقال مكرم: «اعتراضهم جاء دفاعاً عن الإسلام وتخوفاً من حدوث صدامات محتملة داخل النقابة».

وأضاف «فكرت في اللجوء إلي النائب العام لانهاء الأزمة ولكني استبعدت فكرة الاستعانة بالامن داخل النقابة».
وتابع مكرم «أنا مجرد صوت منفرد في مجلس النقابة وعلي أن أقود حملة لكسب الرأي العام لمواجهة الصحفيين السبعة المعترضين علي إقامة المؤتمر ولا يريدون سماع وجهات النظر الاخري ولا يؤمنون بالحرية».
وقال نقيب الصحفيين «لا أستوعب رفضهم لهذا المؤتمر بعد أن فتحت النقابة أبواها لمؤتمرات التيارات السياسية المختلفة مثل «كفاية».
مضيفاً أنه سوف «يناضل» من خلال مجلس النقابة لعقد المؤتمر وفتح تحقيق حول ما يدعيه الصحفيون السبعة حول موافقة إداريين في النقابة علي دخول قناة إسرائيلية للتصوير داخل النقابة.
وقال المهندس ناجي أرتين منظم المؤتمر «تلقيت اتصالاً هاتفياً صباح أمس قبل موعد المؤتمر بساعات.
من إحدي القنوات الفضائية اخبروني بمنعهم من إدخال كاميرات التصوير المخصصة لتغطية المؤتمر من قبل 7 صحفيين بعضهم أمسك «شومة»، وأضاف آرتين بعد وصولي النقابة تم منعي من قبل الصحفيين وعلي رأسهم جمال عبدالرحيم عضو مجلس النقابة ومعه صالح رجب وماجد علي وآخرون كانوا قد امضوا الليل بالنقابة وحضر نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد ووقعت مشادة بينه وبينهم ومنعوه من دخول النقابة في البداية، وتم عقد اجتماع طويل معهم حضره مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع والدكتور سامر سليمان عضو الحركة، وقال سامر سليمان: إن الصحفيين السبعة أبلغوا النقيب رفضهم لعقد المؤتمر بسبب وجود البهائيين ضمن الحضور، وروجوا بعض الأكاذيب حول قيام قناة إسرائيلية بتغطية المؤتمر، وأضاف سامر: «هناك محركون خلف الستار ومصطفي بكري رفض الحديث أثناء اللقاء، ومحمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات والذي كان موجودا في الصباح احتفي من النقابة».
وقال جمال عبدالرحيم خلال المؤتمر الصحفي: رفض عقد المؤتمر يستند لرفض وزارة التضامن إشهار منظمة «مصريون ضد التمييز الديني»، واستضافة المؤتمر للبهائيين، وكذلك رفض كل أعضاء مجلس النقابة ماعدا حاتم زكريا لعقد المؤتمر، وأضاف: أنه وزملاءه تأكدوا من اتفاق النقابة مع إحدي القنوات الإسرائيلية علي تغطية أعمال المؤتمر.
واتصل ناجي آرتين هاتفيا بالشرطة وطلب تحرير محضر إثبات حالة لإثبات قيام سبعة صحفيين بتعطيل تنفيذ العقد الموقع مع النقابة بعقد المؤتمر، ورفضت قوات الأمن المتواجدة أمام مبني النقابة وقوف أعضاء الحركة في الشارع، ونبهت عليهم ألا يتجاوزوا حدود سلم النقابة.
في سياق متصل عقدت حركة «مصريون ضد التمييز الديني» مؤتمرا صحفيا بحزب التجمع أعلنت فيه علي لسان طلعت فهمي عضو الحزب، ومن مؤسسي الحركة ترحيب كل من الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب، وسيد عبدالعال، أمين عام الحزب بعقد المؤتمر داخل حزب التجمع وهو ما يحدث بالفعل.
وفي أولي جلسات المؤتمر بحزب التجمع قال فؤاد رياض عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: هذا المؤتمر هو بداية لمشروع نادي به المجلس القومي والذي كان ينوي عمل عام 2008 عام المواطنة، وأنا أختلف مع نقيب الصحفيين في اعتباره مسألة حقوق الإنسان مسألة سياسية تقبل الرأي والرأي الآخر، وذلك حينما قال مكرم إن المؤتمر كان ولابد أن يعقد داخل النقابة التي تجمع بين الرأي والآخر، مضيفا أن الدفاع عن حقوق الإنسان لا تقبل الرأي الآخر.
وأضاف أن التمييز هو سرقة حق وحياة وحرمان شخص مناسب لصالح شخص غير مناسب وهو ما يجعل من الشخص كارها للدولة واصفا ذلك بالجريمة.
وتابع رياض: القانون الدولي يسمح للمجتمع الدولي باختراق حدود أي دولة تنتهك حقوق الإنسان، وفرض عقوبات عليها حال ممارساتها للتمييز، لافتا إلي أن المشكلة الأولي في مصر هي عدم سيادة القانون مطالبا بسيادة القانون لمنع عمليات التمييز، وقال إن المشكلة -التمييز- مختلقة ولم تكن موجودة بالمجتمع المصري.
وقالت كريمة كمال ـ الصحفية ـ إن نقابة الصحفيين تم اختطافها من قبل ثلاثة فقط، لافتة إلي أن البلد من الممكن أن يخطف بنفس الطريقة من أصحاب الصوت العالي الذي يثير الناس وقالت إن أجهزة الأمن نفسها تمارس التمييز والسلفيون والإخوان المسلمين مستفيدون من هذا التمييز.
فيما أشار عماد الدين أبوغازي عضو المجلس الأعلي للثقافة إلي أنه كما يوجد في مصر جماعة ضد التمييز الديني فهناك أيضا جماعة مع التمييز الديني.

3 Comments:

Blogger Big Trap Boy said...

فعلا فضيحة بجلاجل

الله لا يفضحنا يا ولد خالتي النسر

:)

الثلاثاء, أفريل 22, 2008 1:27:00 م  
Blogger mandela said...

المشكلة هنا ياغاستون انوالإسلاميين أقوى من الحرباء في التلون وإدعاء الإعتدال ما داموا بعيدين عن السلطة...أما عندما يصلون إلى دفة القيادة يكشرون عن أنيابهم...يا صديقي محمد نفسه لما كان مستضعف في مكة تحدث عن عدم الإكراه وعن التعايش السلمي ..ولما إستقوى في المدينة جاءنا بأحكام الرجم والجلد وسبي نساء الكفار وتحول أبناء العم بقدرة قادر إلى قردة وخنازير...

الأربعاء, أفريل 23, 2008 2:55:00 ص  
Anonymous smsdamour said...

ohh très mignon vraimennnnnn
j'adore cette blog <3
voila mon blog
sms d'amour
http://msgdamour.blogspot.com

السبت, جانفي 07, 2012 9:14:00 م  

إرسال تعليق

<< Home