الاثنين، أوت 28، 2006

"دارجتنا ..والحبّ"..فقر اللغة أم فقر عقولنا ؟

« Je dis que la langue est le fondement même de l'existence d'un peuple, parce qu'elle réfléchit la totalité de sa culture en signes, en signifiés, en signifiance. Être dépossédé de sa langue, c'est être coupé du dehors, c'est se condamner à l'amnésie. »
Gaston Miron


تحضرني هذه القولة الجدّ بليغة لشاعر/رمز من "الكيباك" بالكندا..هو "غاستون ميرون" أحد الذين ناضلوا طويلاً دفاعًا عن لغة شعبهم وحماية لها من الإندثار..والتفقير..وذلك كتمهيد لموضوع يهمّنا ويمسّنا بشكل مباشر في بلادنا..موضوع الثقافة..واللغة الوطنيّة...


وهذا نصّ مداخلتي في النقاش المذكور أعلاه:

[quote="la_fortuna"]
mais là je parle de notre dialekte tunisen... je pense qu´il est pauvre en belles phrases romantiques! kes k´un tunisien pourrait dire à la femme qu´il aime... je dis bien un tunisen...
[/quote]

ماهوش صحيح..الدارجة متاعنا ثريّة..لكن نحن اللي الله غالب علينا ماناش في المستوى..كان ترجع شويّة لكلام النّاس الكبّار (عزيزك وممّاتك) توّ تكتشف في كلامهم وفي أمثالهم الشعبيّة برشة كنوز.وبرشة كلمات قليل شكون من شباب توّ مازالوا يفهموها..وكيفاش باش يفهموها بالله؟ وهمّ نهار كامل يسمعوا في "ميوعة-ريق آف آم" و يتفرّجوا على "حنّبغل-تي في"..تي كان نعملوا مقارنة بسيطة بين ثراء الدارجة متاعنا اللي غنّى بيها الهادي الجويني وعلي الرياحي والجمّوسي وصادق ثرّيا وصليحة وحبيبة مسيكة وغيرهم..والدارجة المدقدقة اللي حالتها تكرب وايّامها توت متاع اليوم ..متاع "موش نورمال" و"بااز" ..توّ نفهموا علاش برشة منّا ماعادش يعرفوا يعبّروا عن أبسط مشاعرهم أو أفكارهم بلغتهم..وهذاكه علاش انا وغيري عندنا موقف من ظاهرة "الفرانكوآراب" متاع كلمة عربي وكلمة فرنساوي..خاطر هذي نتيجتها..انّها تقتل اللغة وتمنعها من التجدّد والتطوّر الطبيعي من غير ماتتمسخ..وللأسف مع السياسة الثقافيّة والإعلاميّة غير المسؤولة اللي ماشية في البلاد..النتيجة اللي وصلنالها اليوم أكثر من متوقّعة..ومازال الشيّ على قدّام


.[quote] trah ya jmé3a hetou ntarjmouhom hal klimtin bel tounsi: lé mat9all9ch rou7il :wink: yarrak tedfenni w 3omrik atwel min 3omri! :roll:
je suis pas assez bonne en traduction,[/quote]

ثمّة قاعدة أساسيّة في ايّ عمل متاع ترجمة هي في عدم البحث عن الترجمة الحرفيّة متاع كلمة بكلمة..لأنّ ذلك امر مستحيل فكلّ لغة (فصحى او عاميّة) لها نواميسها ومنطقها الداخلي الخاصّين بها..باقيها بالنسبة للعبارات اللي قلت عليهم انجّموا نقولوا في نفس المعنى:

ماتعذّبش نفسك يا عزيزتي، ربّي يخلّيك ليّ وتعيش وتترحّم علي، ربّي يطوّل لي في عمرك...

المهمّ انّا نحاولوا نستنبطوا ونبدعوا شويّة بلغتنا في عوض مانختاروا الحلول السهلة ونحكيوا باللغات الأجنبيّة..والاّ نستسهلوا الحديث بالفرانكوآراب اللي يقضي على أصالة الدارجة وروحها ومن بعد نجيوا نظلموها ونقولوا..لاماهاش غنيّة وكلامنا ماهوش حلوّ...

[quote]
mais[b] j´essaie juste de trouver de belles expressions amoureuses en tunisien..[/b]. j´arrive pas à trouver... je trouve à chaque fois ke notre dialekte n´est pas assez riche, [b]ou ca sonne pas bien quand ca sort de la bouche.[/b]... :roll:[/quote]

كلّها حكاية تعوّد وعقليّة وثقة بالنفس..أنا شخصيًا الحمد لله ماعنديش مشكلة من الناحية هذي..نعبّر عن مشاعري بالدارجة ..كيف مثلاً نحبّ نعبّر عن حبّي لبنيّة نقول لها "نحبّك، نعشقك، نموت عليك، نهواك ونفنى في بحر عينيك..." كيف نحسّ بالرغبة تجاهها نقول لها "شاهيك"..كيف نكلّمها نجّم نقول لها "عزيزتي" "قلبي" ، "حبّي" "روحي" "ممّو عينيّ" الخ...، المهمّ انّ الواحد يكون معتزّ بإنتمائه وبلغته ويحاول يحافظ عليها ويطوّرها..وتوّ تشوف قدّاش الحكاية ساهلة وبسيطة...

وباش ما تقولش (انتِ والاّ غيرك) هذا يخرّف وعايش في الماضي..هاو بعض القصائد بالعاميّة للشاعر الكبير آدم فتحي وغنّاهم لطفي بوشناق..وهمّ برهان ودليل قاطع ظاهرلي على امكانيّة الحديث في الحبّ والتغزّل بالحبيب بالدارجة متاعنا...



اللحظة اللِي شُفْتِكْ فيها

*

اللَحْظَة اللِي شُفْتِكْ فِيهَا يَا رِيتْ نَزْرَعْهَا عْلَى خَدِّي

وَرْدَة , بِغْنَايَة نِسْقِيـهَا وْ نِتْصَنِّـتْ رِيحِتْهَا وَحْدِي

وْ نَحْيَاهَا,وِنْمُوتْ عْلِيهَا نْخَلِّيهَا حْكَايَة مِنْ بَعْــدِي

*

اللَحْظَةْ اللِي شُفْتِكْ فِيهَا يَا رِيتْ نْلَخّصْ بنِّتْـــهَا

فِي كِلْمَـة، نتْهَجَّى بِيهَا وْ قَصْدِي نِتْبَنِّـنْ طَعْمِتْـهَا

وِ نْحِسِّكْ بِيـنْ مْعَانِيـهَا عَصْفُورَة,النَّجْمَة مْخَدِّتْـهَا

*

اللَحْظَةْ اللِي شُفْتِكْ فِيهَا يَا رِيتْ نَحْبِسْـهَا فِي يْدَيَّ

وْمِنْ كُثْرِةْ مَانْخَافْ عْلِيهَا نَعْصَرْهَا بِرْمُوشْ عِيـنَيَّ

وْ نُشْرُبْهَا, لاَ نِرْوَى بِيهَا لاَ نْخَلِّي فِي الكَاسْ بْـقِيَّـة

شعر آدم فتحي

غناء لطفي بوشناق


حبّّّينا حبّينا


*
حَبِّينا حبّينا \ وأللهْ يعْلمْ بينا

بِعْنا النوم الغالي \ واستنّينا لْيالِي \ نِجْمَةْ تضْوِي عْلِينا

عْشَقْنَا العُمْر مْعَاها \ رَغْمِ اللِي عِشْناها \ في مْنامَةْ وِصْحِينا

*

لاَ عْرَفْتِكْ لاَ رِيتِكْ \ يا نِجْمَةْ وْحَبِّيتِكْ

عِشْتِكْ في أحْلامِي \ وْمِنْ أوّل أحْلامِي \ في قَلْبِي خَبِّيتِكْ

ولمّا يْطِيرْ مْنَامِي \ ومَا نْشُوفِكْ قُدّامِي \ نَعْمِلْ رُوحِي نْسِيتِكْ

*

تْصَوّرْتِكْ في خْيَالِي \ واستنِّيتْ لْيالِي

ظَنِّيتْ قَلْبِي عْرِيشْ \ للريحْ ما يْوَطِّيشْ \ وانا قَلْبِي خَالِي

بْعِيدْ عْلِيك يْعِيشْ \ كِي جْنَاحْ بْلاَ رِيشْ \ ما يْطِيرِشْ في العَالِي...

شعر آدم فتحي

غناء لطفي بوشناق



ما عنديش زهر


*

تشْهَد عليّ المْطَرْ \ والعْصَافِرْ في بَابْ بْحَرْ

آنَا لِيكْ ونْمُوتْ عْلِيكْ \ لَكِنْ ما عِنْدِيشْ زْهَرْ

*

بالساعَاتْ \ نِسْتَنَّى قَدَّام المَسْرَحْ

قَلْبِي يْدُقّْ وعَقْلِي يسْرَحْ \ وِسْكَاتِي بْكُلُّهْ حْكَايَاتْ

حْكاياتْ سْنِينْ تْعَدَّاتْ \ رِحْلَةْ بِينْ حْلُوّ وْمُرّْ

وْكِي نْشُوفِكْ يِغْلِبْنِي لْسَانِي \ تَاخُذْنِي الحِيرَةْ وْتنْسَانِي

كَايِنِّي تِمْثَال حْجَرْ

نْخَلّيكْ تِمْشِي \ وْنِفْرِشْ لْخطْواتِكْ رمْشِي

ونْضَيَّعْ فُرْصِةْ لعْمُرْ

مشْ قُتْلِكْ يا زَهْرِةْ عُمْرِي \ آنَا مَا عِنْدِيشْ زْهَرْ

*

مَرَّةْ نِحْلِمْ \ نِبْنِي لِكْ عَ القَمْرَةْ عْرِيشْ

وننْسَى اللِي مَا في حَالِيشْ \ ولمّا تْذَكّرْنِي نِتْأَلِّمْ

نِتْأَلّمْ لكِنْ لاَ نْسَلِّمْ \ لا نْمِدّ يْدَيَّ لْبَشَرْ

وْمَرَّةْ نِحْلِمْ بِيكْ مْعَايَ \ في قَهْوَةْ نْبُوحْ لِكْ بِهْوَايَ

ومَا نْحِسِّشْ بالوَقْتْ يْمُرّْ

يْطِير النُومْ \ يْفَكّرْنِي اللِي قْهَاوِي اليُومْ

ما تَعْرَفْشِي تْخَبِّي السرّْ

مُشْ قُتْلِكْ يا زَهْرِةْ عُمْرِي \ آنَا ما عنْديش زْهَرْ

*

نْقُول لْرُوحِي \ نَحْكِي لِكْ عَ الوَقْت القَاسِي

على احْوَال الناس اللِي تْقَاسِي \ عْلى رغِيف الخُبْزْ على رُوحِي

على غْنَاكْ اللِي يْدَاوِي جْرُوحِي \ على غُرْبَةْ مِنْ غِير سْفَرْ

خَايِفْ لاَ تْقُلِّيشْ نْهَارْ \ اهْدِي لِي بَاكُو نوَّارْ

نْوَلِّي نِتْجَرَّعْ في المُرّْ

وْنِتْسَبَّلْ لِكْ \ وِنْلَوِّجْ كِيفاشْ نْقُلْ لِكْ

يَا خْسَارَةْ مُشْ رَاس شْهَرْ

مُشْ قُتْلِكْ يا زَهْرِةْ عُمْرِي \ آنا ما عنْديش زْهَرْ



شعر: آدم فتحي

تلحين و غناء: لطفي بوشناق


العين اللي ما تشوفكشي



*

العِين اللِي مَا تْشُوفِكْشِي \ يا خْسَارَةْ كُلّ اللِي رَاتُه

والقَلْب اللِي مَا يْحِبّكْشِي \ قُلْ لِي آش يعْمِلْ بِحْيَاتُه

*

يا زَهْرِةْ عُمْرِي يا سَمْرَا \ م اللي نَوّرتِ لْيَالِيَّ

كايِنّي عَنَّقْت القَمْرَةْ \ وقْطَفْت الشَمْس بْعِينَيَّ

نحْلِفْ لَوْ نمْشِي عَ الجَمْرَةْ \ حُبّكْ يَهْدِي لِي جْنَاحَاتُهْ

*

آنا عُمْرِي سْقِيتُهْ بْيِدِّكْ \ شُفْتُه يِكْبِرْ بِيكْ وبِيَّ

يْفَتَّحْ كِي الوَرْدَةْ على خَدِّكْ \ يمْسَحْ لِي دمْعِةْ خُدَّيَّ

أمّا قَلْبِي مْلِكْتُه وَحْدِكْ \ اِسْمَعْ اسْمِكْ في دقَّاتُهْ

*

عُمْرِي ضاعْ وْرَايَ وخَلّى \ اوْرَاقِي تذْبِلْ بِين يْدَيَّ

ولمّا حَبّيتِكْ يا لِلَّةْ \ شَجْرِةْ عُمْرِي رَجْعِتْ حَيَّةْ

لوْ ما كنت نْخافْ مْن الله \ نْقُولْ حُبِّكْ يِحْيِي اللي مَاتُوا

شعر: آدم فتحي

تلحين: لطفي بوشناق


انتِ شمسي

*
إنْتِ شَمْسِي إنْتِ \ ما تْغِيبِيشْ \ إنتِ عُمْرِي إنتِ \ ما تْضِيعِيشْ

إنتِ روحي إنتِ \ ما تْخافِيشْ \ آنا نْحِبِّكْ انتِ \ وما نْخَبِّيشْ

*

آنا اللِي تْصَوَّرْتِك اِسْم كْتَابِي

وصَوّرْتِكْ على أوْراق شْبابِي

نستنّاك لْيالِي ولوْ ما تْجِيشْ

نخْترعِكْ في خْيالِي وبِيك نْعِيشْ

*

آنا اللي تْصوّرتِكْ على كِيفي

وصوّرتِكْ على أوْراق خْرِيفِي

نستنّاك لْيالِي ولو ما تْجِيشْ

نخترعِكْ في خْيالِي وبِيكْ نْعِيشْ

*

آنا اللي تْصَوّرتِكْ مَمُّو عِينِي

وصوّرْتِكْ بِيدِي عْلى خْطُوط جْبِينِي

نستنّاكْ لْيالِي ولو ما تْجِيشْ

نختَرْعِكْ في خْيالِي وْبِيك نْعِيشْ

*

آنا اللي تْصوّرتِكْ أحْلى بَسْمَةْ

وصوّرْتِكْ على شبّاكِي نِسْمَةْ

نستنّاك لْيالِي ولو ما تْجِيشْ

نخترْعِكْ في خْيالِي وبِيكْ نْعِيش

شعر: آدم فتحي

موسيقى: فولكلور أمريكا اللاتينيّة



http://www.adamfethi.com/htm/janah/bouchnak.htm

4 Comments:

Anonymous غير معرف said...

يبدولي مغروم كيفي بحاجة اسمها لوغة؛ اما ما نحبكش اطيح في نفس الغلطة متاع جماعتنا الي حاسبين ارواحهم فرانسيس و تولي تعمل في معايير للغة هذي باهية و هذي خايبة؛ نعلمك الي من الناحية العلمية البحتة في علم اللسانيات المعاصر كي وا جد اقول اشنوا احوالك سافا؟ كلمة سافا هي كلمة تونسية او ماهيش فرنسية و لا موش نورمال الفيلم هذه جملة تونسية بحتة؛ هما انو اصل كلمة اجنبي فهذا عادي و ليس جديدا على اي لغة و يكفي ان اقول لك بان كلمة ابليس و الصراط و الطاولة و غيرها من العبارات التي تعتبر عربية 100% وليس ادل على عروبتها و جودها في النص القرآني و لكنها في الواقع ذو اصل لاتيني و يوناني؛ كلمة درهم كذلك اصلها اجنبي -نيت يوناني اعتقد-لا يحق لاحد ان ينصب نفسه حارسا للغة وحاميا لها من الفياد و غبر ذلك من الامور الاديولوجية الفارغة فمن الطبيعي ان تكون لغة هذا الجبل مختلفة عن الجيل الذي سبقه لان العالم يتغير و بالتالي التاثيرات ايضا التي تؤثر في اللغة تتغير و النتيجة بالضرورة لغة مختلفة؛ اما القول بان هذه اللغة فقيرة او غير ذلك من الاحكام فان يدخل فيما يسمى بسوكولوجيا اللغة؛ و هي احكام لا علاقة لها بحقيقة اللغة؛ هي احكام نفسية؛ هذي لغة القافزين هذي لغة الاقعار؛ انا شخصيا عشت مثلا تجربة الحديث مع البنا ت في مواضيع جنسية و كنا كلما اتى الحديث على كلمةجنسية كنا نقولها بالفرنسية؛ لماذا؟ هل ان الدارجة ضعيفة او وقحة؟ كلا و لكن هي امور نفية بحتة تجعل من وقع الكلمة بالفرنسية اقل ؛ كل اللغات متشابهة فقط المتكلمون يختلفون

الثلاثاء, أوت 29, 2006 11:04:00 م  
Blogger الكاتب said...

مرحبا بيك..يسعدني اهتمامك بهذا الموضوع
:)

لكن اسمح لي ان أختلف معك في بعض النقاط...

أناأوافق على جلّ كلامك من حيث المبدأ..خاصّة في ما يخصّ التطوّر الطبيعي للغة وانّه ليست هناك "لغة سيّئة وأخرى جيّدة" وانّ المسألة لاتعدو ان تكون تقييمات أو انطباعات ذوقيّة ونفسانيّة...، لكن نحن هنا لا نتحدّث عن لغة مكتملة الأركان والمكوّنات فأنت أعلم منّي بأنّ الدارجة لا تُعدّ في علم اللسانيّات لغة وانّما مستوى لغوي..وذلك أمر بديهي والاّ لكان عندنا معاجم ل"اللغةالتونسيّة" ولكنّا ندرس بهذه اللغة أيضًا..وهو أمر ولاشكّ غير واقعي رغم أحلام البعض...، بناءًا على ذلك وعودة الى المسألة المطروحة في النقاش الذي نقلته عن منتدى
www.mac125.com
وهي "هل انّ هذه الدارجة غنيّة بما يكفي أم فقيرة؟" وهو ما أوصلنا عند الغوص في محاولة الإجابة على ذلك..الى سؤال " أيّ دارجة نريد؟ " ...

أنا شخصيًا أرى انّ السبب الرئيسي لإحجام البعض عن التحدّث بالدارجة التونسيّة يعود الى انّ هذه الدارجة هي بصدد التفقير التدريجي والتحوّل الى خليط هجين للغات مختلفة (ليست المشكلة في التمازج وانمّا في المقادير والنسب ..وسأعود الى هذه النقطة) الى الحدّ الذي أفقدها روحها وقدرتها على التطوّر الطبيعي..والذي حسب فهمي لا يمكن ان يكون الاّ عربيًا بالأساس..، اذ لايُعقل حسب رأيي ان يقول بعض شبابنا اليوم انّهم لا يجدون كلامًا يعبّرون به عن حبّهم بالدارجة..(بينما هو موجود ولكنّهم صاروا امّا يجهلونه وامّا يتحرّجون من استعماله)ولا أعتقد انّه من المعقول ولا من باب تطوّر اللغة الذي تتحدّث عنه ايضًا ان يصبح التعبير عن ذلك بالفرنسيّة أو بالأنقليزيّة...

ومن هنا يأتي رأيي ورأي غيري من المؤمنين بفكرة الإنتماء الثقافي وضرروة حمايته من رياح العولمة غير المتكافئة والقائل بأنّ الإسفاف في قبول الكلمات الوافدة ينتهي بالضرورة الى افقاد الدارجة روحها وتماسكها ومنطقها الداخلي (الذي هو خاصّ بكلّ لغة) ..وبالتالي الى ابتعاد أصحابها عن التعبير بها بشكل تدريجي بدأنا نلمس أبعاده المقلقة اليوم...

نفس الأمر تقريبًا بالنسبة للمثال الذي ذكرته حول الحديث عن الأمور الجنسيّة بلغة أجنبيّة..ففقدان العادة علىالتحدّث باللغة الأمّ اضافة الى بعض الإعتبارات السيكولوجيّة والسيكوثقافيّة (لست أدري ان كان هذا المصلح موجودًا أم لا) يؤدّي الى ذلك..وأنا شخصيًا أرفض القبول بهذا الأمر الواقع الذي يُراد لنا ان ننظر اليه على أساس انّه تطوّر طبيعي واضعه في خانة تمظهرات التخلّف الثقافي للوطن العربي الذي صار عاجزًا عن التعبير عن شؤون حياته اليوميّة بلغته...


اذن كي أختم، أقول انّه لا مشكلة لديّ مع تمازج اللغات والإستفادة من الكلمات والمصطلحات الوافدة من اللغات الأجنبيّة (وأعلم انّ الأمر كان كذلك منذ القدم) ولكن على شرط ان لايتجاوز الأمر حدودًا ونسبًا معيّنة..أي ان لا أستعمل كلمة أجنبيّة محلّ كلمة موجودة في دارجتنا..وان لم توجد نحاول اشتقاق كلمة من الفصحى.. وان تعذّر ذلك يصبح عندها من الطبيعي تبنّي هذي الكلمة وادماجها وتجنيسها في الجسم اللغوي الكبير..فعندها فقط يحافظ هذا الجسم على طابعه وخصائصه وروحه المميّزة ...

الخميس, أوت 31, 2006 4:09:00 م  
Anonymous غير معرف said...

و الله ممتع النقاش معك في هذه القضية رغم اني اختلف معك و لكن الاختلاف لا يفسد للود قضية:)؛نحياتي

الجمعة, سبتمبر 01, 2006 10:31:00 م  
Blogger الكاتب said...

وهو كذلك يا صديقي..، أنا أيضًا استمتعت بالنقاش معك

:-)

الأربعاء, سبتمبر 06, 2006 3:27:00 ص  

إرسال تعليق

<< Home