الأحد، سبتمبر 23، 2007

رسالة ميّة الجريبي الى التونسيين



هذا نصّ الرسالة التي بعثت بها ميّة الجريبي الى المشاركين في تجمّع مساندة للحزب ببياريس مساء امس الجمعة:


أيتها الأخوات أيها الإخوة

مساء الخير،

أحيّي جمعكم الكريم هذا باسمي وباسم الأخ أحمد نجيب الشابي
، ونود أن نُعبّر لكم عن امتناننا لهذه القلوب التونسية النابضة بحب للوطن
والمُفعمة بالعطاء من أجل مناعته وسؤدده.

إن القرار الذي اتخذناه بالإضراب عن الطعام لم يكن خطوة
هينة وخاصة أمام كل النصائح النبيلة والتحذيرات الحانية التي أتتنا من
رفاقنا وأصدقائنا بدافع الحرص على صحتنا وسلامتنا. لكن كان لابد مما ليس
منه بدّ.
سُلبت حقوقنا وقُطعت سبل العمل السياسي الحقيقي أمامنا،
لإجبارنا على الإنخراط في لعبة الزيف والتزييف، وهذه لعبة لا تُشبهنا ولا
نحسن إتقانها. مُنع حزبنا من الفضاءات العمومية ثم حُرمت عليه الفضاءات
الخاصة بشتى السبل، فضلا عن قطع الدعم العمومي عنه منذ أكثر من عشر سنوات.

حوصرت صحيفته "الموقف" ماليا ومُنع عليها الإشهار ظلما
وابتزازا. تعرض مناضلوه لجميع أنواع الإقصاء والإضطهاد، لكنهم ظلوا
صابرين، صامدين، ضاغطين على الجمر. وها أن المربع الأخير الذي تبقى لنا
اليوم : مقرنا المركزي في العاصمة وبعض المقرّات في داخل الجمهورية تُسحب
من بين أصابعنا الواحد تلو الآخر. لا ، ليست التونسية التي تقبل مثل هذا
الضيم. ليس التونسي من ينحني أمام هذا الجبروت. نحن سليلا شعب ينتصب
كالصخرة كلما مُسّت كرامته ويفيض كالبركان إذا ما ديست حقوقه.

في هذا الرمق الأخير من الليل المُخيم على بلادنا لم يبق
أمامنا سوى صحتنا ذخرا نفتدي به صحة الوطن وسلاحا نُلقي به في المعركة من
أجل الحرية والعزة. ولكم أنتم في المهجر إسهام كبير في هذه المعركة
جسدتموه من خلال هذا الإجتماع المُفعم بالنبل والإلتزام وأنا واثقة من
أنّكم على هذا الدرب سائرون ولنداء تونس مستجيبون دائما، دائما، دائما.


والسلام عليكم