الأحد، سبتمبر 16، 2007

شبابنا الى اين؟، المدوّنة سارّة نموذجًا...

المدوّنة "المتحرّرة" سارّة كما تظهر في الصورة المنشورة على مدوّنتها


تابعت بإهتمام بالغ النقاش الحامي الدائر مؤخّرًا على مدوّنة الصديق "بيغ تراب بوي" حول الموضوع الذي نشره والذي انتقد بأسلوبه الساخر المتميّز انشاء اذاعة دينيّة مملوكة لصهر رئيس الدولة. وقد اوحت لي بعض التعاليق، وبالأخصّ تعليق مدوّنة اسمها "سارّة" مقيمة بالولايات المتّحدة الأمريكيّة بهذه الخواطر :

بغضّ النظر عن درجة الإسفاف والإنحطاط الذي وصلت اليه بعض التعاليق أرى في هذا الجدال الساخن أمورًا هامّة يمكن استنتاجها:

- درجة التعصّب الديني لدى شريحة هامّة_أسمح لنفسي بالإدّعاء بأنّها اغلبيّة_ من مجتمعنا عمومًا ومن شبابنا خصوصًا. صار التونسي ، كغيره من العرب، يقبل بكلّ شيء: بالفقر، بالذلّ، بالظلم، بالرشوة ، بالفساد السياسي والإداري والمالي، بأن يعيش تحت سلطة نظام ديكتاتوري يحرمه من حريّاته الفرديّة والعامّة..لكنّه لا يقبل بشيء وحيد وهو ان يُمسَّ ب"دينه". يعني قمّة الغرابة، يرضى بكلّ هذه المصائب والإهانات دون ان يفتح فمه أو يحتجّ او يطالب بحقوقه، لكنّه يصبح "عيرودًا" عندما يرى انّ شخصًا ما قد كتب نصًا شبيه في بنائه للنصّ القرآني...

هل يعتقد هؤلاء انّ الله بحاجة اليهم كي يدافعوا عنه وعن قرآنه؟ أنا متأكّد أنّه لوكان الله مشاركًا معنا في هذا النقاش لطلب منكم ان ترتاحوا وتريحوا أنفسكم من هذه المهمّة المقدّسة وتهتمّوا بالدفاع عن حقوقكم وبإسترجاع مواطنتكم، بل وانسانيّتكم، المسلوبة منكم صباح مساء..دون ان تحرّكوا ساكنًا...ف"الساكت عن الظلم شيطان اخرس" كما يقول الحديث النبوي ..هذا هو جوهر الدين والرسالة الإلاهية ولا "التفاتف" والتفاصيل الفارغة من حجاب ونقاب واهتمام بتفاصيل الملبس والأكل والشرب والشطط في العبادات والتدخّل في حياة الآخرين وإرغامهم على ان يصبحوا "مسلمين صالحين" مثلكم...

- تمثّل المعلّقة "سارّة" المقيمة على مايبدو في الولايات المتّحدة نموذجًا هامًا يستدعي الدراسة والبحث. فهذه الفتاة ذات ال22 عامًا هي المثال الأبلغ على حالة الأجيال الجديدة من الشباب التونسي. فهي بإمتياز من نتاج النظام السياسي والتعليمي والثقافي السائد في تونس منذ سنة 87 وهي ولاشكّ أبرز ممثّل لهؤلاء الشباب الذين نعتقد للوهلة الولى أنّهم منفتحون ومتسامحون وحداثيّون فقط لآنّهم يستمعون الى موزاييك ويحفظون عن ظهر قلب آخر الغاني الغربية ولا يشاهدون الاّ القنوات الفرنسية ويجيدون أكثر من لغة اجنبية ويلبسون ويتصرّفون كالشباب الغربي. لكن ما يجهله البعض منّا هو انّ هذا الشباب تربّى على التقليد، مثله مثل الشباب المتطرّف دينيًا، وليس على الفكر النقدي وأنّ ما يبدو أنّه تحرّر اخلاقي وإجتماعي لا يعدو ان يكون استغلالاً لهامش حرّية إجتماعية وجدها أمامه ولم يناضل من اجلها ولم يسعى حتّى الى التفكير حولها..أي أنّه شباب متحرّر "جسديًا" وإجتماعيًا بالصدفة وليس متحرّرا عن قناعة أو عن تفكير . فهذا الشباب لا يتمتّع بحسّ نقدي او بمستوى من الوعي يمكّنه من المحافظة على "حرّيته" تلك وانّما هو "متحرّر" بشكل مؤقّت..الى ان تاتي موجة جديدة من الموضة يقوم بمسايرتها من جديد...

ملاحظة الى الأخت "آمنة الباجي" : يؤسفني انّكِ لم تريْ في تعليق المتدخّل المجهول سوى مستواه في اللغة الفرنسية وكأنّه فرنسي أصيل أو انّ الفرنسية لغتنا الأمّ. كان الأجدر بكِ ان تهتمّي بدرجة الصدق والحماسة التي تميّزت بها مداخلته..وان كنت أفضّل شخصيًا لو انّه كتبها بالعربية الفصحى أو الدارجة..اذ نستطيع ان نكون أحرارًا ، تقدّميين مع المحافظة على لغتنا والجانب النيّر من هويّتنا الثقافية...

عذرًا عن الإطالة وأنهي بهذه القولة البليغة التّي ذكّرني بها هذا النقاش:


"دافعوا عن عقولكم كما لو كنتم تدافعون عن حصون مدينتكم." هيراقليطس


8 Comments:

Blogger M.o.u.l.i.n said...

Je doute de la légalité de la publication de la photo de la bloggeuse sarra dans ton post, eagle. Tu devrais la supprimer je pense.

Sinon, je suis d'accord sur l'impertinence des remarques sur le français, et même sur l'arabe, l'important étant les idées véhiculées, plus que la forme qu'elles prennent.

Pour le paradoxe des gens défendant corps et âmes ce qu'ils ont perçu comme une offense au Coran, et de leur silence sur l'injustice quotidienne, je crois que la défense du texte religieux et ses symbôles est la dernière citadelle intellectuelle populaire. C'est à dire qu'en l'absence de tout autre combat possible, la défense de la religion est devenue la plus accessible et disposant d'une assise et d'un appui populaire certain. C'est une résistance sans risque, à faible coût et qui génère de l'autosatisfaction face au devoir accompli.

الأحد, سبتمبر 16, 2007 11:53:00 م  
Blogger Mohamed said...

je suis d'accord avec moulin par rapport la photo de la bloggeuse,il faudra peut etre mieux l'enlever,et merci pour ce post:-)

الاثنين, سبتمبر 17, 2007 12:18:00 ص  
Blogger Naddo_O said...

ana kont na9ra fil commentaire chez BTB w jit bech njeoubek n9ollek ya3tik essa77a, dans la masse de bêtises qui ont couvert son dernier post, tu m'as redonné le gout de lire. wallahi ana kont jeya ghadi w 5ayfa milli bech na9rah, ghir 9olt 5allini nitfarrej. Bref, jit zeda bech n9ollek iktib sur ton blog, ye5i kif wsolt le5er il commentaire l9itek riguilt oumourek :)

7amdellah ktibthom hel kilmtin walla ana rani 93adt mit2azma milli 9ritou 9bal

ech bech n9oul akthar min hakka. wallahi chay y3ayef, ennes min kilma hakka walla hakka tel9a les réactions qui fusent comme si on avait insulté leurs parents, alors qu'en réalité tout est parti d'une métaphore à propos de l'endormissement du peuple devant l'opération publicitaire que représente cette radio, et au lieu de penser à cela, tout ce qu'on a retenu, c'est une soi-disant offense au Coran. c'est à se taper la tête contre les murs. Par rapport au dernier post, je n'espérais pas mieux, vu que l'emprunt stylistique fait par BTB au Coran était sans aucun doute l'occasion à des âmes frustrées de faire preuve de leur "mécontentement" et de leur "colère" devant un tel sacrilège, alors ke le vrai sacrilège dont est victime le coran, et plus généralement l'islam, c'est la superficialité qu'on donne aux enseignements religieux, l'utilisation qu'on en fait, et les fausses bagarres qu'on déclenche pour un rien, alors que ce que l'islam mérite vraiment, c'est l'élévation de la pensée, le respect, la réflexion, le dialogue serein ... mais qui parler dans des conditions telles que nous les avons vues chez BTB ? qu'il soit provocateur et parfois même excessif dans ses réponses, cela on peut en discuter, et même en convenir, mais la mascarade des 100 commentaires que je viens de voir, sans me surprendre vraiment malheureusement, me laisse pensive quant à la place du dialogue dans une société gangrénée par ses frustrations ...

الاثنين, سبتمبر 17, 2007 12:59:00 ص  
Blogger Big Trap Boy said...

@ Nésrouch:

شكرا يا ولد خالتي على تحليلك النيّر وهذا موش غريب عليك، ظاهرلي نقعدو نتناقشو ناس نظاف في مدونتك خير، أما مدونتي خليتها لهاك الهوكش يفرهدو فيها على عقدهم النفسية

بالنسبة للطفلة اللي خذيتها كمثال، وبالرغم أني وجهتلها دعوة رسمية باش تعملو كشطة، لكن في الحقيقة حالها وحال أمثالها يسخفني قبل كل شيء. في الواقع الشيء هذا قاعدين نعيشو فيه حتى في عايلاتنا، واللي لاحظتو هو أنو الإنسان على قد ما يبهم على قد ما يزيد يتسكر، وهنا الواحد يعمل وقفة متاع درجين من زمان يندب فيهم وجهو على المستوى متاع التعليم متاعنا اللي كااااان يضربو بيه المثل، توة ساعات تجي في يدي نسخ متاع إمتحانات ومناظرات بمستوى الأستاذية وكيف تجي تقرى تقول من غير أي مبالغة هذا كيفاش خذا السيزيام؟؟

حاسيلو صحة ليه اللي يطيح بكمشة علالش كيما هكّا

ظاهرلي نحنا نضحكو على الليبية أما الفرق بينا وبينهم كان مجرد صدفة جابتلنا بورقيبة وجابتلهم معمّر

الاثنين, سبتمبر 17, 2007 1:58:00 ص  
Blogger mahéva said...

للأسف لقد نصّب البعض أنفسهم أوصياء على الدين و جعلوا يصنفون الناس إلى مؤمن و كافر و نسوا أو تناسوا البعد الإنساني فينا. أختم تعليقي بالجزء الأول من مقولة باستور La maxime de Pasteur: "L'ignorance sépare les hommes, la science les approche"

الاثنين, سبتمبر 17, 2007 10:14:00 م  
Anonymous غير معرف said...

لم أكن أعرف مدونتك و ربما هذا تغافل مني سأحاوزل تداركه مع الأيام ومع ما تصدره من مقالات. عموما نحن على اتفاق على الخطزط الهامة و العريضة التي جاءت في مقالك و إن كنت كبقية المعلقين أبدي نصف احتراز على نشر الصورة النصف المعارض يعتمد على أن الصورة لا تلأتي بإضافة براهين أو أدلة لتدعيم مقالك النصف الموافق: يعتمد على أن الصورة أصبحت ذات طابع عام ما دام أن صاحبتها نشرتها فلا أرى مانعا في استعمالها. المسألة الأخرى تتعلق بعنوانك الذي يأخذ المدونة سارة كأنموذج صراحة كنت أود لو أنك استشهدت أو اعتمدت على البعض من مقالاتها و تعليقاتها لتعزيز التحليل. مهما يكن من أمر أسعدت بقراءتك و أتمني أن يتكرر هذا في مرات قادمة. تحياتي.

الثلاثاء, سبتمبر 18, 2007 6:20:00 م  
Blogger الكاتب said...

سلام وإحترام،

عذرًا عن تاخّري عن الردّ على تعليقاتكم..لكثرة المشاغل في الفترة الأخيرة...

- شكرًا "مولين" و"محمّد" على تعليقيكم، فيما يخصّ صورة المدوّنة "سارّة" ، لا أرى في ذلك أيّ انتهاك لحياتها الخاصّة بما انّ الأمر يتعلّق بصورة وضعتها بنفسها على مدوّنتها وهي مفتوحة للعموم، وأنا نشرتها كما هي دون أيّ تعديل أو استعمال. لكن اذا أرادت المعنيّة بالأمر ان أنزع الصورة فسأقوم بذلك عن طيب خاطر.

@ MetallicNaddou
شكرًا على مرورك يا نادية. نعم يا صديقتي ، للأسف وصلنا الى الوضع الذي صرنا فيه نتسائل حتّى عن موقع الحوار_وإمكاناته_ في مجتمع يشهد تقهقرًا مريعًا على كلّ المستويات...
لكنّي مازلت مؤمنًا، أنّه لا خيار لدينا غير دمقرطة أوجه حياة هذا المجتمع كما حصل في كلّ البلدان المتقدّمة . لاشكّ في انّ الأمر صعب وفيه مخاطر لكن الأكيد انّ استمرار الوضع على ماهو عليه لن يزيدنا الاّ خرابًا على خراب...

@ ولد خالتي البيغ:

التعليم وما أدراك ما التعليم. الثروة الوحيدة اللي خلاّها لنا بورقيبة قضى عليها الجراد...

المهمّ، جاوبتك على الدعوة الرسمية متاعك والاّ لا؟
:-)

@ mahéva:

Dans notre cas, on dirait que lignorance est entrain d'"unifier" et d'homogniser les hommes, et les femmes, tunisiens...

@ آزواو:

مرحبا بيك يا سيدي،

والله كان بودّي نعمل تحليل لبعض كتاباتها، لكن بصراحة بيني وبينك، عندي ما أهمّ بياسر في حياتي وهذي مهمّة تتجاوز إمكانياتي، يلزمها عالم كبير في علم الإجتماع وشوف وشوف يفهم حاجة

:-)

الأحد, سبتمبر 23, 2007 2:17:00 ص  
Anonymous غير معرف said...

une invite à rjoindre des discussion dans ce thème et dans bien d'autres sur ce forum : www.nadyelfikr.net

الاثنين, سبتمبر 24, 2007 2:06:00 ص  

إرسال تعليق

<< Home