الاثنين، جانفي 14، 2008

قناة الجزيرة ورأس السنة الأمازيغية... بادرة طيّبة



لاحظت يوم أمس على قناة الجزيرة تخصيص ملفّ النشرة المغاربية لمناقشة إحتفال عدد من سكّان المغرب العربي برأس السنة الأمازيغية، وبالأساس بالجزائر والمغرب الأقصى. وتضمّن الملّف تعريفا موضوعيا بهذا الحدث واستضافة لناشطين بالحركات الأمازيغية من المغرب والجزائر للحديث عنه ولتبيين أبعاده التاريخية والثقافية والسياسية.

مقدّم البرنامج، المغربي ناصر عبد الصمد، حاول بالطبع طرح بعض الأسئلة المحرجة على ضيفيه، من نوع: "هل أخطأ الناشطون الأمازيغيون في ترتيب أولوياتهم؟" الخ. لكنّه عموما كان ودودا وأبعد ما يكون عن ايّ تعصّب قومي أو رؤية تحقيرية أو استعلائية ... بل وقام في خاتمة النشرة بتهنئة المواطنين الأمازيغ بالسنة الجديدة بلغتهم.

شخصيا، أنوّه بهذا القرار الصائب والتقدّمي لقناة الجزيرة. هذا النوع من المبادرات كان من المفروض ان تنتهجه حكومات المنطقة منذ عقود لتجنّب مانراه اليوم من احتقان اثني يعبّر عن نفسه من حين لآخر في بعض المناطق (أساسا بمنطقة القبائل الجزائرية). احتقان طبيعي نتيجة عقود من السياسات الخاطئة، يتمّ تسييسه من بعض الأطراف الأمازيغية المتطرّفة التي تعتمد خطابا صداميا عنصريا ضدّ المواطنيين ذوي الأصول العربية،
ويصل رفضهم المرضي للعروبة الى حدّ تفضيل استعمال لغة المستعمر الفرنسي على لغة الضاد التي صارت لغة رسمية بمنطقتنا منذ ما لا يقلّ عن عشرة قرون، كما لا يتورّعون عن تحويل قضيّة الأمازيغية من قضيّة حقوق ثقافية وإجتماعية لأقلّية اثنية مهضومة الجانب الى "قضيّة تحرّر وطني" بدعوتهم الى الإنفصال عن الجزائر والمغرب... الأمر الذي يتقاطع بداهة مع أطماع بعض الأطراف الدولية، التي سعت دوما الى مزيد تقسيم وتفتيت كيانات المنطقة العربية بما يخدم أهدافها الهيمنية بها.

ختاما، هذا مثال جيّد (أرجو تكراره) من بين أمثلة كثيرة تدلّ على مدى ايجابية قناة الجزيرة، رغم هفواتها ونقائصها الأكيدة، في المشهد العربي بمختلف جوانبه.

1 Comments:

Anonymous غير معرف said...

Pardon,mais les popups sur ton blogs emmenent vers des sites xxx.

الاثنين, جانفي 14, 2008 2:20:00 م  

إرسال تعليق

<< Home