الخميس، نوفمبر 29، 2007

تضامنا مع نجيب ساوريس ودفاعا عن مصر حرّية الرآي وحقّ المواطنة


نجيب ساوريس

مرّة أخرى يتبيّن مدى حاجة مجتمعاتنا العربية الى العلمانية. اذ هاجمت قوى الظلام المتحكّمة أكثر فأكثر في رقاب "أمّ الدنيا" ، مصر الحضارة والثقافة وقلعة العروبة في العصر الحديث، رجل الأعمال المصري المعروف نجيب ساوريس بسبب تعبيره عن رأيه في انتشار الخمار. كما نُقل عنه قوله -وهو مانفاه على كلّ حال- أنّه سيسعى الى التصدّي الى هذه الظاهرة بإنشاء قناتين فضائيتين، الأولى إخبارية والثانية فنّية تعرض أفلاما لا تخضع للرقابة الأخلاقوية للكهنة المسلمين الجدد من مشايخ الأزهر الرجعيين .

فسرعان ما هبّت العاصفة، وبدأ بعض الإسلاميين في اطلاق حملات المقاطعة للرجل ولشركاته في حركة غريزية، أشبه ماتكون بتحرّكات قطعان الأغنام، التي كثر انتشارها في مجتمعاتنا... كما انقضّ على الرجل|الفريسة زعيم الإنتهازيين المصريين الصحفي القومجي - مع احترامي للقوميين الديمقراطيين الشرفاء- مصطفى بكري، المدافع الأكبر عن جرائم نظام صدّام حسين، وهو نفس الشخص الذي ما انفكّ ينشر على صفحات جريدته مقالات اشهارية للنظام التونسي، بل ولحوارات مع أمثاله من القومجيين التونسيين المدافعين عن استبداد نظام صدّام ونظام بن علي ايضًا -جامعين بذلك الحسنيين كما يقال- وعلى رأسهم الصحفية
بجريدة "الشروق"، البعثوية فاطمة الكرّاي.

قامت الدنيا ولم تقعد اذا، لأنّ ساوريس عبّر عن رأيه كأيّ مواطن مصري واع في مسألة تهمّ المجتمع الذي يعيش فيه. اذ انبرت خفافيش الظلام وضباع الإنتهازية لتنهش من لحمه ولتحذّره من "التدخّل في شؤون المسلمين لأنّه مسيحي"!

أيّ تخلف أكبر من هذا؟!، الجماعة صاروا ينظّرون للطائفية بين أبناء المجتمع الواحد. يريدون منّا ان نعيش داخل كنتونات ثقافية، منعزلين عن بعضنا البعض بسبب الإختلاف في الدين أو المذهب، وان لا نتحدّث الاّ بما يوافق عليه رجال الدين المحافظين الذين نصّبوا أنفسهم أوصياءً على المجتمع. ولا غرابة في انّ بعض المتّحدّثين بإسم الكنيسة القبطية ساندوا بشكل غير مباشر هذه الحملة، فالسعي واحد على ما يبدو عند رجال الدين المصريين، مسلمين ومسيحيين، فكلا الطرفين يريد ان يحتكر لنفسه حقّ التحدّث بإسم أتباع ديانته وان كان لم ينتخبهم منهم أحد، وبالرغم من أنّه يوجد فيهم من هو مسيحي أو مسلم ثقافة ووراثة فقط، وايضا العلماني والملحد... عار على مصر التي شغلت العرب والعالم منذ القدم بتقدّمها وبريادتها السياسية والثقافية والفنّية، مصر التي خاض فيها حزب الوفد، ومن بعده الزعيم القومي الشريف جمال عبد الناصر،
معركة الإستقلال دون أدنى تمييز بين مسلم ومسيحي، تصير اليوم مقبرة للحرّية ومرتعا للظلامية الدينية والطائفية .

لا أعرف الكثير عن شخص ساوريس ولا عن مواقفه السياسية، اذ قد يكون متواطئا مع السياسات الإستبدادية للنظام المصري، ففي ظلّ أنظمتنا الفاسدة لا مناص من ان تحوم بعض الشبهات حول ايّ رجل-أو امرأة- أعمال ناجح-ة. لكن دفاعي عنه هو من منطلق ايماني بحقّه في الإختلاف وايضا في الدفاع عن أفكاره وعمّا يراه أصلح لمجتمعه . فحتّى في حال صحّة سعيه الى بعث قناة فضائية
تواجه " تزايد النزعة المحافظة اجتماعياً ودينياً في مصر"، كما نقل عنه، فإنّ ذلك من حقّه بنفس القدر الذي يُقبل به وجود قنوات محافظة -الى حدّ الرجعية أحيانا- تدافع عن التديّن والخمار كقناة "اقرأ" وغيرها. كما انّ دفاعي عنه، هو من منطلق المناكفة عن حرّية أيّ فرد من المجتمع في التعبير عن أفكاره وأرائه ، بما في ذلك الإسلاميين الذين أعتبرهم خصوما فكريين -لا أعداء- للمشروع الديمقراطي العربي في صيغته القومية اليسارية العلمانية، مع إمكانية ان يكونوا حلفاء سياسيين في معركة إرساء الديمقراطية.

والأهمّ من كلّ ذلك، هو وجوب الإشارة في هذا المقام، الى الدور المشبوه الذي قامت به قناة "العربية" التي نشرت الخبر بلغة طائفية مقيتة على موقعها - أنظر نصّ الخبر أسفل المقال-. وهو أمر غير غريب عن قناة أِنشأت خصيصًا للتصدّي للخطاب الإعلامي التحرّري الوطني والتنويري-الى حدّ- لقناة الجزيرة، ولتسويق احتلال العراق ودعم مشاريع "الفوضى الخلاقة" و"الشرق الأوسط الجديد" الأمريكييّن، القائميْن على تأجيج نار النزعات الطائفية والمذهبية في المنطقة وتفتيت هويّتها العربية، العلمانية بطبعها. كما يجب التنديد مرّة أخرى بمسؤولية النظام المصري المستبدّ، كغيره من الأنظمة العربية، المستغلّ لموجة التدّين في المجتمع، لسكوته عن تجاوزات رجال الدين والإسلاميين المتشدّدين الذين نجحوا في التسلّل منذ سنوات الى مراكز هامّة في النظام الثقافي والتعليمي، وحتّى السياسي، بمصر، تحت أنظر أعينه المتواطئة كنظام لا يهمّه سوى الحفاظ على وجوده وعلى امتيازات المتمّعشين منه وان ذهب المجتمع، ومعه التقدّم والحضارة ومكتسبات عصر النهضة...، هباء منثورا...


مقال من موقع الشفّاف حول "خبر" قناة العربية

قال إن فضائيتيه الجديدتين ليستا لمحاربة المحجبات

ساويرس: حديثي كان عن انتشار الحجاب الايراني بين المصريات

الاربعاء 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007

الخبر التالي منقول من "العربية". وكان سبقه مقال بعنوان: "ملياردير مسيحي مصري ينوي إطلاق فضائيتين لمواجهة تزايد المحجبات". وهذا العنوان يذكّر بموضوع سابق نشرته العربية عن "مدرّس جزائري" (شخص واحد) اعتنق المذهب الشيعي، ولم نفهم يومها لماذا يتحوّل حق شخص واحد (وليس مقاطعة أو شعب، أو قبيلة..)في تغيير مذهبه إلى موضوع إخباري.

فلو كان نجيب ساويرس مليارديراً مصرياً أو سعودياً أو.. وأراد أن يفتح فضائية لنشر الحجاب، فإننا نفترض أن العربية كانت اختارت عنواناً من نوع "الملياردير الفلاني يخصص الملايين للدفاع عن الفضيلة أو للدفاع عن الدين الحنيف، أو "في سبيل الدين"! ما المشكلة إذا كان متموّل قبطي يريد أن يكافح إنتشار "الحجاب" الإيراني أو غير الإيراني. صديقنا جمال البنّا يكافح "الحجاب" بكتاباته، فلماذا لا يقال "مسلم سنّي مصري (طفران) يكتب مقالات وكتباً لمواجهة تزايد المحجّبات"؟؟ الكاتب المصري ولي الدين يكن (في عهد السلطان العثماني عبد الحميد) كان ضد الحجاب، ومثله، في يومنا، عشرات الملايين من النساء في لبنان وسوريا ومصر وماليزيا وإندونيسيا وتونس و,,,).

بالمناسبة، نحن أيضاً ضد الحجاب الإيراني، على الأقل تضامناً مع ألوف الإيرانيات اللواتي اعتقلهنّ بوليس أحمد نجاد

إذا كانت فضائيات نجيب ساويريس ستحضّ العرب على التقدّم ليصبحوا في مستوى.. باكستان، حيث خرج 2،5 مليون شخص لاستقبال السيدة بنازير بوتو، فنحن نرحّب بها.

*

2 Comments:

Blogger Unknown said...

لعنة الله عليك يا من تبيع دينك وعرضك
مقابل حفنة دولارات ربما لن تراها

الأربعاء, أفريل 02, 2008 11:40:00 م  
Blogger Unknown said...

إلى الكلب الإمعة الذي هو ليس بالتونسي ولا بالعربي يا طماع يامن يدعي الحرية وهو مقيد بالشهوات والطمع لاتفرق بين التفتح والإنحلال ولابين التشدد والغيرة على الدين أيها الديوث .

الأربعاء, أفريل 02, 2008 11:52:00 م  

إرسال تعليق

<< Home