الجمعة، أكتوبر 05، 2007

ياسين وعبد السلام.. فخر شباب تونس

ياسين وعبد السلام.. فخر شباب تونس




سجّلت المواجهة الدائرة بين الحزب الديمقراطي التقدّمي والسلطة تصعيدًا نوعيًا في الأسبوع الفارط، تمثّل في إعتقال،لأوّل مرّة، مناضليْن من الشباب الديمقراطي التقدّمي هما: محمّد ياسين الجلاصي (المعروف بإسم مهدي) طالب سنة ثانية بمعهد الصحافة وعبد السلام العريّض طالب سنة رابعة بكلّية العلوم بقابس.

أوقف عبد السلام يوم الخميس الفائت أثناء مشاركته في إجتماع عام في كليّته، التي طُردَ منها ظلمًا وجورًا السنة الماضية لمّا تدخّل كنقابي لحلّ إشكال متعلّق بتسريب إمتحانات، بينما إختُطِفَ ياسين في الطريق العام قبل ذلك بيوم، في ظروف ماتزال غامضة الى حدّ الساعة.

لسائل ان يتسائل ماذا يعني إعتقال هذين المناضليْن الشابّبيْن وفي هذا الوقت بالذات؟ خاصّة إذا علمنا انّ السلطة التي لا تدّخر جهدًا لمضايقة نشاط الديمقراطي التقدّمي والتضييق على مناضليه كهولا وشبابًا، كانت في الماضي عادة ما تكتفي بإيقاف هؤلاء أو الإعتداء عليهم لفظيًا وجسديًا دون ان تعمَد الى إعتقالهم.

يُلاحظ انّ عمليّتيْ الإعتقال تأتيان في سياق إشتداد وطيس المعركة بين الحزب والسلطة الحاكمة. معركة برز فيها شباب التقدّمي بجرأتهم وحيويّتهم، ما أعطى زخمًا لصمود مناضلي حزبهم وإلتفافهم حول قيادتهم المضربة عن الطعام، المتمترسة في المقرّ المركزي المُحاصَر بجحافل البوليس السياسي. اذ فرض شباب الحزب في العاصمة والجهات طابعًا جديدًا للإحتجاجات على "التعليمات"، فلم يعودوا يقبلوا بالإنكفاء الى مقرّاتهم تحت تهديد "البلطجيّة" وانّما فهموا انّ أخشى ماتخشاه السلطة هو ان يتعرّف المواطنون التونسيون على وجوه وهويّات هؤلاء المعارضين الذين يسمعون عنهم في الإعلام الأجنبي ولايرونهم في الواقع. فبنزولهم الى الشارع وتصدّيهم لعشوائية "التعليمات" من خلال رفع الشعارات السياسيّة "الحسّاسة" المتعلّقة بالرئاسة مدى الحياة والفساد، يقوم شباب الحزب بإقحام المواطن، على سلبيّته، كعنصر جديد في المعادلة. عنصر يسعى النظام بأقصى جهده الى إبعاده عن الشأن العام وحصره في زوايا "التصوّف" التلفزيوني الرمضاني أو الكروي في سائر الأيّام. وعليه، يبدو واضحًا إذن، انّ الهدف من إعتقال ياسين وعبد السلام هو توجيه تحذير قويّ الى شباب الحزب خاصّة، والشباب التونسي عامّة، بهدف تخويفه من مخاطر العمل السياسي المعارض، وان كان ذلك في إطار حزب قانوني سلمي. وإحباط عزيمة قيادة الحزب ومناضليه وإجبارهم على الإذعان لإرادة السلطة وظلمها.

ليس جديدا ان تكشف السلطة مرّة أخرى عن البون الشاسع بين خطابها المحتفي بالشباب وممارساتها المتنّكرة لأبسط حقوقهم. لكن ما فات مُصدري التعليمات وأوامر الإعتقال هو انّ شبّان وشابّات الحزب الديمقراطي التقدّمي هم من خيرة أبناء تونس. تربّوا على عشق الحرّية والكرامة، تغذّوا من معاني كلمات أبو القاسم الشابّي ومحمود درويش وألحان مارسيل خليفة والشيخ إمام، تعمّدوا في ساحات النضال من أجل تونس وفلسطين والعراق وكلّ قضايا المضطهدين وتشرّبوا معاني التضحية والصمود من تاريخ بلادهم وأمّتهم ومن خلال معايشتهم لمناضلات ومناضلين صادقين من طينة ميّة الجريبي وأحمد نجيب الشابّي والعيّاشي الهمّامي وراضية النصراوي ومحمّد عبّو وغيرهم من فرسان الحرّية في بلادنا. تحيّة الإكبار والوفاء الى مهدي وعبد السلام والى كلّ رفيقاتهم ورفاقهم الديمقراطيين التقدّميين الذين لاشكّ سائرون على نفس الطريق حتّى يتحرّر أسرهم وأسر الوطن.

غسّان بن خليفة

1 Comments:

Blogger Ernesto said...

salut ghassen je voudrai bien te remercier pour ton article que j'ai déjà lu fel maw9ef.
Bonne continuation

الأربعاء, أكتوبر 24, 2007 1:17:00 م  

إرسال تعليق

<< Home