الاثنين، أفريل 09، 2007

تحيّة الى "نسر فلسطين" في الذكرى التاسعة والخمسون لإستشهاده...

تحيّة الى نسر فلسطين..شهيد معركة القسطل وقائد قوّات الجهاد المُقدّس عبد القادر الحسيني...





اليوم الذكرى السنوية لاستشهاد قائد معركة القسطل


القدس المحتلة - وديع عواودة:




تصادف اليوم الأحد الذكرى التاسعة والخمسون لاستشهاد قائد جيش “الجهاد المقدس” عبد القادر الحسيني الذي أصيب بعيارات قاتلة خلال معركة الدفاع عن القدس والمعروفة بمعركة القسطل وهو في الأربعين من عمره.


وكان الشهيد الحسيني تولى قيادة جيش “الجهاد المقدس” طبقا لقرارات اتخذتها الهيئة العربية العليا برئاسة المفتي الحاج أمين الحسيني من منطلق معارضتها دخول جيوش عربية إلى فلسطين وبادر لتشكيل جيش فلسطيني كان عماده قادة ومقاتلي فصائل ثورة 1936 -1939.

تخرج الحسيني في الكلية العسكرية في بغداد سوية مع ضباط فلسطينيين آخرين منهم حسن سلامة وذو الكفل عبد اللطيف وعبد الرحيم محمود وانضموا جميعاً لثورة رشيد عالي كيلاني عام ،1941 وما لبث أن ألقي القبض عليه بعد فشل الثورة المذكورة فيما نجا رفاقه وسجن سنتين وأفرج عنه بعد أن ساءت صحته وتدخل بعض الزعماء العرب فعاد لفلسطين عام ،1946 وكان نجله الراحل فيصل الحسيني قد ولد في بغداد في تلك الفترة.

وبهذه المناسبة صدر أخيرا كتاب “إسرائيلي” جديد بعنوان “يسرائيل نيتح وطني إسرائيلي” يروي فيه كاتبه كيف انضم باسم مستعار للجهاد المقدس بتكليف من قبل قوات الهجاناة وشارك بمعركة القسطل ونهب الأغراض الشخصية للشهيد عبد القادر منها جواز سفره وشبريته لحظات بعد استشهاده. ويزعم الكاتب في كتاب سيرته الذاتية أنه انضم للهجاناه وانتحل اسما عربيا (إبراهيم السيد) قبل بدئه بأداء وظيفته باختراق فرق المجاهدين وجمع المعلومات الاستخباراتية عنها بمساعدة رجل مقدسي (يدعى محمود الحسيني) من مدينة يافا تم تجنيده في صفوف الهجاناة. ويشير في كتابه إلى أنه انتحل شخصية مصور صحافي من يافا واعتمر كوفية واحتاط على بطاقة هوية مزورة قبل أن ينضم لقوات الجهاد المقدس لالتقاط الصور لهم في تدريباتهم ومعاركهم.

وأضاف “في1/1/1948 التقيت مع محمود الحسيني وانطلقنا في مهمة جديدة وكان معنا يعقوب نمرودي وشخص آخر يدعى حاييم بقاعي وقد نزلا في الطريق بالقرب من دير الخرسان باللطرون فيما توجهنا نحن للقدس طريق رام الله، التقينا عبد القادر الحسيني في اليوم ذاته. كان رجلا معتدل القامة ومهيباً. دخلنا صالون أحد المنازل فقال محمود مخاطبا عبد القادر: أحضرت لك مصورا فقال : وهل يخاف ؟ فقال: لا. . وعندها عرضت بطاقة انتمائي للنجادة فرع يافا الذي كان بجوار مخبز أبو العافية اليوم”.

وأضاف “في اليوم التالي توجهنا لكفار عصيون بشاحنات وكان الثوار العرب يرتدون العباءات والكوفيات. هناك انقسم الثوار لمجموعتين واحدة من المقدسيين وأخرى من الخلايلة بقيادة عبد القادر الحسيني ومحمد علي الجعبري. لكن اليهود فتحوا نيرانهم علينا فاستغليت حالة البلبلة وألقيت قنبلة يدوية بين المقاتلين العرب فأصيب الكثيرون من بينهم أنا أصبت بخاصرتي ولا تزال بعض القطع المعدنية في بطني حتى اليوم. . وحلت الفوضى وصارت “طاسة وضايعة”.

ويقول الكاتب إن نشره صور المجاهدين في الصحف الفلسطينية ساعدته في التقرب منهم وكسب ثقتهم وتعزيز مكانته بينهم حتى بات جزءا لا يتجزأ منهم لافتا إلى أنه كان يهتم أيام السلم بتصوير حواري القدس وتدريبات المجاهدين وتحصيناتهم فيها وإرسالها للهجاناه وأضاف “كان في القدس نحو 800 مجاهد بحوزتهم 350 بندقية ومسدسا ومدفعاً رشاشاً وقد أبلغت لاحقا أن المعلومات التي وفرتها ساهمت لحد بعيد في احتلال الطريق للقدس وانقاذ الأحياء اليهودية فيها”.

وقال الكاتب إن المعركة انتهت على القسطل لصالح العرب لافتا إلى أن اليهود استغلوا مشاركة الكثير من المجاهدين في جنازة قائدهم باليوم التالي فاحتلوا القسطل مجددا وارتكبوا مذبحة دير ياسين. وأوضح أنه شارك في تلك الليلة بحثّ المجاهدين على ضرورة تكريم الشهيد بتشييع جنازته بالغد وذلك لتسهيل مهمة الهجاناه في احتلال المنطقة من جديد. وأضاف “وقد شاركت بنفسي بالجنازة وكنت أصّور تارة وأهتف تارة أخرى ضد اليهود. انطلقنا مع الجنازة عند الفجر مع السلاح ووسط حالة من الصراخ. وصلنا بالشاحنات للقدس القديمة عن طريق حي القطمون”.

(المصدر: صحيفة "الخليج" (يومية – أبوظبي) الصادرة يوم 8 أفريل 2007)



وهذه الرسالة التي أرسلها الشهيد يومًا واحدًا قبل استشهاده الى الأمين العام للجامعة العربيّة